نصوص إملائية للمراجعة العامة |
|
الأَدب (1) |
|
الأدب كلمة جامعة لمحاسن الأفعال وأحاسن الأقوال، وهو أكرم الخصال، وأرفع الأحساب، به يحصل المرء على الرغائب الجليلة، ويتوصل به إلى نجاح المقاصد الجميلة، يرفع العبد المملوك إلى المراتب العالية، ويجلّسه في مجالس الملوك. |
|
لكل شيء زينة في الورى |
وزينـة المـرء تمـام الأدب |
قد يشرف المرء بـآدابـه |
فينا وإن كان وضيع الحسب |
رُوي أن رجلا قال لبعض العقلاء- وقد كان لا يحب زينة ثيابه-: |
|
ما لك لا تحمل الملبوس وإن زينة الثياب تدل على حسن العقل. فقال له: العاقل ما صدقت، إنما يرفع المرءَ أدبُه وعقلُه لا حِيلته ولا حُلته. قاتل اللّه امرأً يرضى أن ترفعه هيئته وجماله. |
|
من تؤاخي؟(2) |
|
ينبغي للإِنسان ألا يتخذ من إخوانه إلا من اختبر شؤونه قبل إخائه، وكَشَف عن أخلاقه قبل اصطفائه، فمن وجده محمود الطبائع مرضي الأفعال محبا للخير، آمرا به، كارها للسوء والشر، نائيا عنه، حافظاً لعهده، ذاكراً لودِّه، اصطفاه وآخاه ورافقه. |
وليحذر المرء مصاحبة أولي الشر ومؤاخاة اللئام، فإن مودة الدنيء ذي الشر واللئيم تكثر الأعداء، وتفسد الأخلاق. وبئست المودة مودة تجلب عداوة وتورث ذمّاً. فالعاقل يجب عليه أن يصطفي من الإخوان ذا الدين والحسب والرأي والأدب ؛ فإنه خير مساعدٍ له على نوائب الدهر، وخير معين على قضاء حوائجه. |
حسن الخلق(3) |
حسن الخلق: أن يكون المرء لين الجانب، طلق الوجه، قليل النفور، طيب الكلمة، تدوم بين الناس محبته، وتتأكد مودَّته، وتقال عثرته، وتهون زلته وتغتفر ذنوبه، وتستر عيوبه. فإذا حسنت أخلاق الإنسان كثر مصافوه، وقل معادوه، وتسهلت إليه الصعاب، ولانت له الأفئدة الغضاب. ومن ساءت أخلاقه ضاقت أرزاقه، والناس منه في شؤم وبلاء، وهو من نفسه في عناء، وأما من ألان للخَلْق جانبه، واحتمل صاحبَه، ولطفت معاشرته، وحسنت محادثته، مال إليه الخلق، واتسع له الرزق، وهو من نفسه في راحة، والناس منه في سلامة، وأدرك المطلوب، ونال كل أمر محبوب. |
(تم بعونه تعالى والحمد للّه رب العالمين) |
|
|
|
|
|
|