الـدرس الثالث عشر |
|
الأَمْثَالُ والحِكَم |
|
|
|
أَولا: الأَمْـثَال |
|
الأمثال : جُمَلٌ وَصْفِيَّةٌ تَمتَازُ بإِيجاز اللفظِ وصِحَّةِ المَعْنَى وصواب التَّشْبِيه، وتُصَوِّرُ حياةَ الأمّةِ ومنزلتَها رُقِيًّا وضَعْفًا، وتختلف الأمثالُ باختلاف مَعِيشةِ الأمم وأحوالِها وظُرُوفها. فالأُمة الصَّحْراويةُ، تَنْبُعُ أمثالُها من بِيئَتِها الصحراويةِ والأمة البحريةُ أمثالها مُشْتَقَّةٌ من حياتها، وهكذا... |
|
ويَرْتَبِط المَثَلُ بحادثة مُعيَّنة قيل فيها وذَاعَ على الألسنة، فأصبح يُضْرَب في كل حالة تُشْبِهُ الحالة التي ورد فيها. وقد جمع "المَيْدَانيُّ " (1) كثيراً من الأمثال العربية في كتابه المسمى : "مَجْمَع الأمثال ". |
|
ومن الأمثـال ما يلي : |
|
1- |
أَحَشَفاً وَسُوءَ كِيلَةٍ ؟ |
|
الكِيلَة : على وزن فِعْلة من الكَيل، وهي تدلّ على الهَيْئة والحالة نحو الرِّكبة والجِلسة. |
الحَشَفُ : أرْدأُ التَّمْرِ. |
|
|
والمعنى : أتَبِيعُ حَشَفًا وتَكِيْلُ سوءَ كِيلةٍ؟ |
يضرب مثلا لمن يَجْمَعُ بين خَصْلَتَيْنِ مكروهتين. |
|
2- |
بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى. |
السَّيْلُ : جَرَيانُ الماء. يقال : سال الماء سَيْلاً وسَيَلاناً : جَرَى. |
|
الزُّبَى : جمع زُبْيَةٍ ، وهي حُفْرة تُحْفَر للأسد في مكان مرتفع عن الـمَسِيل إذا أرادوا صيدَه، وأصلُها الرابيةُ لا يَعْلُوها الماءُ فإذا بَلَغَها السيلُ كان قوياً جَارِفاً. |
|
يضرب مثلا لما جَاوَزَ الحَدَّ. |
|
3- |
قَبْلَ الرِّماء تُمْلأ الكَنَائِنُ. |
الرِّماء : الرَّمْيُ. والكَنائِنُ : جمع كِنانة، وهي وِعاء السِّهام. |
|
يضرب مثلا للإعْدَادِ لِلأَمْرِ قبل وُقُوعِهِ. |
|
4- |
أَعْطِ الْقَوْسَ بَارِيَها. |
القَوْسُ : آلـة على هَيْئَةِ هِلالٍ تُرمى بها السِّهام. (تذكر وتؤنث) ج: أقْواسٌ وقِسِيٌّ . |
|
بَرَى العودَ أو الحجر ونحوهما (-ِ) بَرْياً : نَحَتَه. فهو بَارٍ. |
|
يضرب مثلا للاستِعَانَةِ على العَمَل بِأَهْلِ الـمَعْرِفَةِ والحِذْق. |
|
5- |
إنَّكَ لا تَجْنِي من الشَّوْكِ الْعِنَبَ. |
جَنَى الثَّمْرَةَ ونحوه (-ِ) جَنًى وجَنْيًا : تَنَاوَلَها من مَنْبَتِها. |
|
والمعنى : لا تجد عنـد ذي السُّـوء جَمِيلاً كـما أن نبـاتَ الشوك لا يُعْطِيكَ عِنَباً. |
ثانياً : الحِـكَمُ |
||
الحِكَم : قَولٌ مُوجَزٌ صائِبُ الفكرةِ، دَقِيقُ التعبيرِ، يَنطِق به ذَوُو الرَأْي والتَّجْرِبَةِ ويحمِل توجيهاً سليماً إلى جانبِ من جوانب السلوك. والحِكَم تختلف عن الأمثال في أنها لا تَرْتَبِط في أَساسها بحادثة أو قِصَّة وأنها تصدر غالبا عن طائفة من الناس لها خِبْرَتُها وتَجَارِبُها وثَقَافَتُها. |
||
ومن الحِـكَم ما يلي : |
||
1- |
وَظُلْمُ ذَوِي الْقُرْبَى أَشَدًّ مَضَاضَةً | |
|
عَلَى الْمَرْءِ من وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ | |
شرح المفردات : |
||
القُرْبَى | : القَرَابة. | |
المَضَاضة |
: الوَجَعُ والأَلم. | |
الحُسام |
: السيف القاطع. | |
الـمُهَنَّدُ |
: السيف المصنوع من حَديد الهند وكان خيرَ الحديدِ. | |
معنى البيت : |
||
يقول الشاعر: إِنَّ الظلمَ إذا أتى إلى الإنسان من أَقْرِبائِهِ وذَوِي رَحمِهِ كان أَشَّدَ أَلماً على النَّفْسِ من ضَرْبَةِ السيفِ الأصِيلِ. |
2- |
إِذا المرْءُ لم يَدْنَسْ مِنَ اللُّؤْمِِ عِرْضُـه | |
|
فُكُلُّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيـهِ جَمِيـل | |
شرح المفردات : |
||
دَنِسَ (-َ) |
: تَوَسَّخَ. المصدر: دَنَسٌ . ويقال : دَنِسَ عِرْضُه، فهو دَنِسٌ . | |
العِـرْض |
: الشَّـرَفُ. | |
اللُّـؤْمُ |
: الدَّنَـاءَة والخِسَّـة. | |
الـرِّداء : |
: الثوب الذي يَسترُ النِّصْفَ الأعلى من الجسم. | |
اِرْتَدَى الرِّدَاءَ |
: لَبِسَـه. | |
معنى البيت : |
||
يقول الشاعر : إِنَّ الإِنسانَ إذا كان حميداً في أخلاقه، شَرِيفا في سِيرَتِهِ وأفعالِه بعيداً عن كل ما ينقص النفسَ وُيدَنِّس العِرْض- إذا كان كذلك فهو عظيم في أَعْيُنِ الناس ولو لَبِسَ رَدِيءَ الثِّيابِ. |
||
3- |
وعَـيْنُ الرِّضَا عن كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌ | |
|
ولكنًّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْـدِي المَسَاوِيَا |
شرح المفردات : |
|
الرِّضـا |
: ضـد السُّخْط. |
كَلَّتِ العَيْنُ |
: لم تُحَقِّق المنظورَ، فهي كَلِيلةٌ ضَعِيفة. |
أَبْدَى الشيءَ |
: أَظْهَرَهُ. |
المَسَـاوِي |
: المعـايب والنقائص. لا واحدَ لها وقيل واحدها : سوء على غير قياس. |
معنى البيت : |
|
يقـول الشاعر: إن عينَ الحُبِّ والرِّضا لا تَكَادُ تُبْصِر عُيُوبَ المحبوبِ، فهي أشْبَهُ ما تكون بالعينِ الكليلةِ المرِيضَةِ التي لا تكاد تَرَى شيئا. أما عينُ البُغْضِ والسُخْطِ فهي تُظْهِر ما خَفِيَ من العيوب والمساوِي لأنها تَبْحَثُ عنها وُتمْعِنُ النَّظَرَ فيها. |
4- |
ِلسَـانُ الفَتَى نِصْفٌ ، ونِصْفٌ فُؤَادُهُ | |
فَلَمْ يَبْقَ إِلا صـورةُ اللَّحْمِ والـدَّمِ |
||
شرح المفردات : |
||
الفُؤاد |
القلب. ج أَفْـئِدَةٌ . | |
معنى البيت : |
||
يقول الشاعر : إن الإنسان إنسانٌ بِشَيْئَيْنِ : لسانِه وفؤادِه (عقلِه) فإنْ فَقَدَهما لم يكن إنسانا بل كان جِسْمًا مكوّنا من لَحْمٍ ودَمٍ أَشْبَهَ ما يكون بالحَيَوَانِ. |
5- |
يَعِيشُ المَـرْءُ ما اسْتَحْيَـا بِخَـيْرٍ | |
|
ويَبْقَى العُـودُ ما بَقِيَ اللِّحَـاءُ | |
|
فلا والـلَّهِ ما في الـعَـيْشِ خيرٌ | |
|
ولا الدنـيا إِذا ذَهَـبَ الحَـيَـاءُ | |
|
إِذا لم تَخْشَ عاقـبـةَ الـلَّيَـالِي | |
|
ولَمْ تَسْـتَحْيِ فَاصْـنَعْ ما تشـاء | |
شرح المفردات : |
||
اللِّحاء |
: قِشْرُ كلِّ شيء. ج ألْحِيَةٌ . المراد باللَّيالِـي : الزَّمَن. | |
معنى الأبيات : |
||
إِن الإنسـان الذي يجعل الحَيَاءَ خُلُقا له وصِفَةً يعيش بخيرٍ مادام مُتَمَسِّكـا به ومُلْتَزِمًا آدابَه الجميلةَ، فالحياء للإِنسان مثل القِشْرَةِ الظاهرة التي تَحْمِي عودَ الشجرة من التَّلَفِ والهَلاك، ذلك أن الحياة لا تَسْتَقِيم إلا بالحياءِ، فإن ذهب الحياء ذهب الخيرُ من الحياة ومن الدنيا كلها. |
أما الإنسان الذي لا يُبالِـي بالحياء ولا بما تفعله الأيامُ ولا يَتَّخِذُ من الحياء خُلُقا له وصفةً فَلْيَفْعَل ما يشاء. |
|||
وصدق الرسول الكريم صلى اللّه عليه وسلم حين يقول : "إِذا لم تَسْتَحْي فَاصْنَع ما شِئْتَ". رواه البخاري في أحاديث الأنبياء. |
|||
|
|||
أسـئلـة : |
|||
1- |
اشرح الأبيات الآتية شرحا موجزا : | ||
|
(1) وظلم ذوي القربى أشد مضاضـة | على المرء من وقـع الحسام المهنـد | |
|
(2) إِذ المرءُ لم يدنس من اللؤم عرضه | فكـل رداءٍ يرتديـه جميـــل | |
|
(3) وعين الرضا عن كل عيب كليلة | كـما أن عين السخط تبدي المساويا | |
2- |
أكمل البيت الآتي واذكر البيتين التاليين له، ثم اشرحها شرحا موجزا : | ||
|
يعـيش المـرء ما استـحيا بخـيرٍ ………………………… | ||
3- |
اشرح كلا من الأمثال الآتية : | ||
|
(1) أحشفا وسؤ كِيلة؟ | ||
|
(2) بلغ السيلُ الزُّبَى. | ||
|
(3) قبل الرِّماء تملأ الكنائنُ. |
|
(4) أعْطِ القوسَ بَارِيَها. |
|
(5) إنك لا تَجْنِي من الشَّوْكِ العنبَ. |
4- |
أكمل كل عبارة مما يأتي بمثل مناسب : |
|
(1) سألت مدرس النحو عن مسألة فقهية، فقال: …………… |
|
(2)أراد صـديق لي أن يستقرض من رجـل معروف بِبُخْله، فقلت له : …………… |
|
(3) وجدت خالداً في لهو ولعب قبيل الامتحان، فقلت له : …………… |
|
(4) كان عند فاكِهانيٍّ تفَّاحٌ فاسدٌ ، ولـمَّا ذكرَ سِعْرَه وجدته أغلى من التفاح الجيِّد عند الباعة الآخَرين، فقلت له : …………… |
|
(5) كان بلالٌ كثير الغياب، وَحذَّرَه المدير عِدَّةَ مرَّات. ثم غاب أسبوعين متتاليين من غير عذر مقبول، فقال له المدير: ………… إذا غِبت بعد هذا يوماً واحداً، فسيُطْوَى قيدُك. |
5- |
اذكر معاني الكلمات الآتية : |
|
مَضَاضَة – حُسَام – مُهَنَّد – قُرْبَى – لُؤْم - مَسَاوٍ (المساوي) - فُؤاد - لِحَاء- حَشَف - رِمَاء. |
6- |
هات جمع الكلمات الآتية : |
|
لِحَاء – فُؤاد - قَوْس- شَوك – دَمُ - لَـحْم - لِسان - صورة. |
7- |
هـات مفرد الكلمات الآتية : |
|
مَسَاوٍ – كَنَائِن - زُبَّى. |
8- |
هات الماضي من الأفعال الآتية : |
|
يَدْنَس – يَرْتَدِي – يُبْدِي – يَجْنِي – يَشَاء - يَخْشَى. |
9- |
ماذا تفيد الصيغة (فِعْلة)؟ هات ثلاثة أمثلة لها. |
(تَـمّ بعون اللّه تعالى) |
|
|
|
|
(1) هو : أبو الفضل أحمد بن محمد النيسابوري الميداني ، الزتوفى عام 518هـ . |