المقدّمة |
بسم الله، والحمد للّه، والصلاة والسلام على رسول اللّه، وعلى آله وصحبه ومن والاه. |
أما بعد: |
فإن دروس القراءة تهدف إلى تقويم نطق الطالب، وتصحيح ضبطه وإعرابه، وإكسابه مهارات قرائيّة مهّمة، كسرعة القراءة، والقدرة على فهم المعنى، وإحسان الوقف عند تمامه ، وحسْن تمثيل المعاني المختلفة، من إخبار، أو استفهام، أو تعجّب، أو دعاء، أو أمر...، وما إِلى ذلك. |
وتهدف أيضاً إلى مدّ الطالب بمفردات وتراكيب وأنماط لغويّة يستعين بها على التعبير عن المعاني التي تجول في خاطره. |
وتهدف دروس القراءة هذه كذلك إلى توجيه الطالب إلى ما ينفعه في دينه ودنياه ويرغّبه في الإيمان والعمل الصالح، فجاء الدرس الأول للزجر عن الرياء والحث على الإِخلاص، والثاني للترغيب في السنّة والترهيب من البدعة، والثالث للتشويق إلى الجنّة، والرابع للتخويف من النار، والخامس للترهيب من المعاصي كالكذب والربا والزنى وهَجْر القرآن ، والسادس للحثّ على حفظ اللسان والتحذير من الغيبة والنميمة والبُهتان ، والسابع للترغيب في إكثار من الذكر والدعاء، والثامن للتعريف بعلَم من أعلام أهل السنّة والجماعة في العصر الحديث. |
ونقترح على المعلِّم ما يأتي: |
1- البدء بذكر أبرز أفكار النص، أو بسؤال الطلاب عن الموضوع الذي يتناوله النصّ من خلال ما يفهمونه من عنوانه. |
2- ثم يقرأ المعلّم النصّ قراءة مثاليّة. |
3- ثم يتيح الفرصة للطلاّب للقراءة الصامتة بغرض فهم عبارات النصّ، ولو عن طريق التخمين إذا كان ثمّة كلمات غامضة. |
4- ثم يشرح المعلّم الدرس موزّعاً اهتمامه بين مضمون الدرس والمسائل اللغوية والنحويّة. |
5- ينتقل بهم- بعد ذلك- إلى تمارين الفهم، فإن كان ثمّة تمرين للإِعراب والضبط أجراه قبل العودة إلى النصّ. |
6- ثم يعود بالطلاب إلى النصّ للقراءة الجهريّة، لا على ترتيبهم ، ويقرأ كلٌّ فقرةً، وينبغي أن يخصّص للقراءة الجهريّة وقتاً طويلاً ، وأن تكون العناية بتحسين قراءة الطلاب كبيرة. |
وثمّة أمور يجيب مراعاتها عند القراءة: |
1- أن يتنبّه المعلم لأخطاء الطلاب في بنية الكلمة، أو ضبطها، أو إعرابها، أو إخراج الحروف من مخارجها (ومن أجل ذلك يصطحب كتاب التدريبات الصوتيّة)، وأن يتنبه كذلك لأخطائهم في طريقة الأداء الذي يناسب تصوير المعنى. |
2- لا يصحّح المعلّم للطالب خطأه إلا بعد انتهائه من قراءة الجملة، بأن يكلّفه إعادتها مع إرشاده إلى الكلمة التي أخطأ فيها، أو يطلب إلى زميله أن يصحّح له، أو يصحّح المعلِّم ثم يطلب منه محاكاته (ولاسيّما إذا كان الخطأ في إخراج الحرف من مخرجه) أو أن يسأله عن إعراب الكلمة التي أخطأ فيها، فلعلّه يتنبّه لخطئه فيصلحه. |
3- إذا كان الطالب ضعيفاً جداً فلا ينبغي للمعلّم أن يستوقفه إلاّ لتصحيح الأخطاء الشنيعة. |
4- إذا تبيّن المعلّم مستوى الطلاب في القراءة فيحسُن أن يركّز على ضعافهم، ويترك المُجيدين منهم للقراءة الأولى بعد قراءته المثاليّة، أو للتصحيح لزملائهم الضعفاء. |
وثمّة- أمور يجب مراعاتها عند حلّ التمارين: |
1- أن يتيح المعلّم للطلاب فرصة حلّ التمرين كتابيّاً، أو ذهنيّاً على الأقلّ، قبل أن يستمع إلى الإِجابة. |
2- ألا يسمح بالإِجابة الجماعيّة، ولا يركّز على بعض الطلاب دون بعض. |
3- أن يهتمّ بحفظهم أوزان جمع التكسير الواردة في التمارين. |
4- أَن يكون المثال من إنشاء الطالب ما أمكن ذلك. |
5- إذا كانت الكلمة فعلا ماضيا مثلاً، فلا بأس في أن يأتي به الطالب في الجملة مضارعاَ أو أمراً أو مبنيّاً للمجهول، ما لم يخرجه إلى الاسميّة، وإذا كانت الكلمةُ مفرداً مذكّراً مثلَاَ، فلا بأس بأن يأتي به مؤنّثاً أو جمعاً، ما لم يخرجه إلى الفعليّة، والأحسن أن يأتي به في صيغته الواردة في النص. |
ويحسُن أن يعتني المعلّم بمسائل الإملاء، ولاسيّما الهمزة، فيسأل عن نوعها، وسبب كتابتها على تلك الصورة. |
هذا، والله نسأل أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه وابتغاء مرضاته، وأن يجعله علماً ينتفع به، والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على نبيّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين. |