مقـدمـة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرت الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإنَّ مادَّة القراءة تقدِّم للطالب نماذج حيَّة للّغة التي يتعلَّمها، وتزوِّده بكثير من المفردات الأساسية والأدبية التي يحتاج إليها، وتعلِّمه أنماطاً نحوية حية، وأساليب الكلام والتعبير.

   وإذا أردنا أن يستفيد منها الطالب الاستفادة الكاملة ينبغي أن نراعي الأمور الآتية عند تدريسها:

1-

الاهتمام بتعليم الطالب النطق الصحيح، فقد يؤدّي الخطأ في النطق إلى تغيير معنى الكلام، فالتين غير الطين، وشتَّان ما بين الأين والعين.

2-

الاهتمام بالتنغيم ومواضع النبر، فقد يتغيَّر المعنى بتغيُّر موضع النبر كما في "فَسَقَتْ " فإذا نُبِرَ المقطع الأول فهو من الفسوق، وإذا نبر المقطع الثاني فهو من السقي.

3-

الاهتمام بالأنماط اللغوية، فالطالب أمامه أنماط حيَّة، وينبغي أن يساعد المدرس الطالب على تكوين عدَّة أمثلة على غرار كل نمط جديد يرد في الدرس.

4-

الاهتمام بتنمية المفردات عند الطالب، فينبغي للمدرس أن يركّز على المفردات المهمة الشائعة في اللغة، ويذكر أهمَّ مشتقَّاتها. وقد شرحنا في هذه المذكرة كلمات كثيرة يقتصر المدرس على أهمها ويستفيد الطالب بالاطلاع على الباقي.

 

وعند شرح المفردات لا يكتفي المدرس بذكر تعريفها أو مرادفها، بل يدخلها في جملة أو أكثر، ويطلب إلى الطلاب أن يدخلها كل واحد منهم في جملة من إنشائه.

 

ولأن للكلمات جوانب أخرى غير المعنى، ينبغي للمدرس أن يهتم بها. فإذا كانت الكلمة اسماً ينبغي أن يذكر جمع المفرد، ومفرد الجمع. وقد يكون للاسم جمعان وفي مدلولهما فروق نحو القُوَّاد، والقادة، يقال "قُوَّاد الجيش " و"قادة الفكر"؟ والأيدي والأيادي، ف " الأيادي " بمعنى الفضل والإِحسـان. فينبغي الاهتمام بهذا الجانب كذلك.

 

وإذا كانت الكلمة فعلًا ينبغي أن نذكر بابه ومصدره، وإذا كان مما يتعدَّى بحرف جـرٍّ نذكر ذلك، فإن هذه الأمور سماعية، ولا سبيل للطالب إلى معرفتها إلا عن طريق المدرس.

5-

الاهتمام بالإِعراب، فإنَّ فهم الكلام يتوقَّف على فهم إعرابه، غير أنَّ طريقة الإِعراب في مادَّة القراءة ينبغي أن تكون مختلفة عن طريقته في مادَّة النحو، فعند قراءة الطالب الدرس يسأل: لماذا رفعت هذا، ونصبت ذلك ؟ فيجيب الطالب بكلمة واحدة قائلا: لأنَه فاعل، أو لأنَه حال إلخ.

6-

الاهتمام بالإِملاء، وذلك عن طريق السؤال عن سبب كتابة الكلمة على هذه الصورة أو تلك.

 

ينبغي في هذه المرحلة تعويد الطالب استعمال المعاجم العربية الأحادية اللغة كالمصباح المنير، والمعجم الوسيط.

هذا، ونرى أن يتبع المدرس الخطوات التالية عند تدريس هذا الكتاب :

1-

يمهّد للدرس بذكر الأفكار الأساسية الواردة فيه.

2-

يقرأ المدرس الدرس قراءة نموذجية متأنِّية ويراعي في القراءة قواعد الوقف.

3-

يشرح المدرس الدرس موزّعـاً اهتمامه بين مضمون الدرس والمسـائل اللغوية والنحوية.

4-

يطلب من الطلاب قراءة الدرس، ويتمُّ اختيار الطلاب عشوائياً حتَى يبقى كل طالب منتبهاً.

5-

يساعد المدرس الطلاب في حلّ التمارين شفوياً في داخل الفصل، على أن يقوم الطلاب بحلّها تحريرياً خارجه.

 

هذا ونسأل اللّه عز وجل أن يوفقنا جميعاً لخدمة دينه، إنه سميع مجيب.

 

إعـداد

الدكتور : ف عبد الرحيم

أحمد راشد الرحيلي