(7) آداب طالب العلم

 
 

   يجب على طالب العلم أن يخلص نيته في طلبه، ويكون قصده بذلك وجه الله سبحانه، وليحذر أن يجعله سبيلا إلى نيل الأعراض، وطريقا إلى جمع الأعراض، فقد قال صلى الله عليه وسلم "من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عَرْف الجنة يوم القيامة" (1) وليعلم أن الله سائله عن علمه: "فيم طلبه ؟ " ومجازيه على عمله به.

   وليتق المباهاة به، وقصد الرئاسة واتخاذ الأتباع وتعظيم الناس له وتصدّره في المجالس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذَّر من ذلك بقوله "من طلب العلم ليباهي به العلماء، ويماري به السفهاء، أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار" (2).

   وينبغي لطالب العلم أن يتميز في عامة أموره بوقار وسكينة وخشية، وأن يتحلى بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره، فإن من عمل بالسنة قولاً وفعلاً نطق بالحكمة.

   وينبغي لطالب العلم أن يترك ما يشغله، فإن الفكر متى توزع قصر عن إدراك الحقائق، وعليه جمع قلبه واجتماع فكره وبذل الجهد لطلب العلم.

   وعليه أكل القدر اليسير من الحلال، لأن كثرة الأكل جالبة لكثرة النوم والبلادة وقصور الذهن وفتور الحواسّ وكَسَلِ الجسم.

   وينبغي لطالب العلم أن يأخذ نفسه بالورع في جميع شأنه وأن يبتعد عن الشبهات.

   وينبغي له إدامة ذكر الله وإطالة الصمت، فإن كثرة الكلام تشين العلماء وتبدي مساوِئ الجهال، إلا في الخير فإن الكلام فيه أفضل من السكوت.

   وعلى طالب العلم أن يطهر قلبه من المعاصي والآثام ومن الغش والغل والحسد، ليصلح بذلك لقبول العلم وحفظه والاطلاع على دقائق معانيه، لأن العلم نور يقذفه الله في قلب من أراد.

   وعليه أن يترك عشرة من كثر لعبه وقلت فكرته، وأن لا يخالط إلا من يفيده أو يستفيد منه.

   وعليه أن يختار أجل العلوم وأفضلها، وأن يبدأ بالذي يحتاج إليه في عاجل أمره وآجله، وأن يختار شيخا عالما ورعا تقيا، قال الإمام مالك وغيره : "إن هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينك ".

   وعلى طالب العلم أن يلتزم الأدب التام مع شيخه وأن يحسن الخطاب معه بقدر الإمكان، ولا يقول له: (لم) ولا " لا نسلم " ولا "من نقل هذا ؟ " ولا "أين موضعه ؟ " وشبه ذلك.

   وإذا ذكر الشيخ مسألة أو فائدة يحفظها أصغى إليه إصغاء مستفيد

   كأنه لم يسمعها قط، وعليهاألا يسبقه إلى شرح مسألة أو جواب سؤال، ولا يساوقه فيه، ولا يظهر معرفته به أو إدراكه، وينبغي له ألا يقطع عليه كلامه، ولا يتحدث مع غيره والشيخ يتحدث.

   وعلى طالب العلم أن يصبر على جفوة تصدر من شيخه أو سوء خلق، ولا يصده ذلك عن ملازمته والاستفادة منه، فإن ذلك أبقى لمودة شيخه، قال بعض السلف: "من لم يصبر على ذل التعلم بقي عمره في عماية الجهالة، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة".

   ويستحب لطالب العلم الاعتناء بتحصيل الكتب المحتاج إليها ما أمكنه، وإعارتها من لا ضرر منه عليها.

   وينبغي للمستعير أن يرد الكتاب إذا قضى حاجته منه، ولا يجوز أن يكتب فيه، أو يعيره لغيره.

   وعلى طالب العلم إفشاء السلام على زملائه، وإظهار المودة والاحترام لهم، وعليه مراعاة حق الصحبة والأخوة في الدين.

   ومن أدب الطالب المحافظة على الأثاث الموجود في الفصول وفي المهاجع والمباني، وليحذر من العبث به وإتلافه فإنه سيخلفه غيره فيه.

 
شرح المفردات
 

الكلمة

معناها

نال الشيء يناله نيلا

أدركه وحَصَل عليه.

العَرَض

متاع الدنيا قل أو كثر. ج أعراضه.

العِوَض

البدل والخلف، ج أعواض.

باهى فلانا مباهاة

فاخره.

العشْرة

المخالطة والمصاحبة.

ساوقه مساوقة

باراه أيهما أشد وأسرع.

العَرْف

الرائحة مطلقا، وأكثر ما يستعمل في الطيبة منها.

   

تمارين

   
 

1-

أجب عن الأسئلة الآتية :

 

أ- ما حكم من طلب العلم ليباهى به العلماء ويماري به السفهاء ؟

 

ب- ما الذي ينبغي لطالب العلم أن يتميز به في عامة أموره ؟

 

جـ- ما سبب استحباب أكل القدر اليسير من الحلال ؟

 

د- لِمَ أوصى العلماء طالب العلم بإطالة الصمت ؟

 

هـ- بأي العلوم يبدأ طالب العلم طلبه للعلم ؟

 

و- ما الواجب على طالب العلم مع زملائه وإخوانه ؟

 

ز- كيف يتعامل الطالب مع الأثاث الموجود في الفصول والمباني؟

 

ح- اذكر أدبين من آداب استعارة الكتب ؟

2-

املأ الفراغات في الجمل الآتية بكلمة مناسبة من الفعل الذي بين القوسين :

 

أ- وينبغي لطالب العلم أن يأخذ نفسه بالورع وأن …………… (بعد) عن الشبهات.

 

ب- ليتق طالب العلم المفاخرة بالعلم و …………… (اتخذ) الأتباع.

 

جـ- يجب عليك أن تترك عشرة من كثر لعبه و …………… (قَلَّ) فكرته.

 

د- إن هذا العلم دين …………… (نظر) عمن تأخذون دينكم.

 

هـ- يجب عليك أن …………… (لزم) الأدب التام في الفصل.

 

و- إن أردت أن تقرأ من الكتاب فلا تضعه …………… (نشر) على الأرض حتى لا …………… (قطع) حبله.

3-

هات عكس الكلمات التالية :

 

اتخذ،  ابتعد،  أبدى،  اختار،  شان.

4-

هات المضارع والأمر والمصدر من الأفعال التالية :

 

خفض،  خالط،  أخذ،  قطع،  أصغى.

5-

حول ما تحته خط إلى جمع وغير ما يلزم :

 

أ- يجب على طالب العلم أن يخلص نيته في طلبه، ويكون قصده بذلك وجه الله سبحانه.

 

ب- وعلى طالب العلم أن يلتزم الأدب التام مع شيخه.

 

جـ- وعلى طالب العلم أن يصبر على جفوة تصدر من شيخه ولا يصده ذلك عن ملازمته

 

د- ولا يجوز للمستعير أن يكتب في الكتاب الذي استعاره أو يعيره لغيره.

 

هـ- إذا دخلت الفصل فاستأذن، فإن أذن لك، فاجلس في مكانك المخصص لك.

6-

أدخل كل كلمة مما يأتي في جملة مفيدة :

 

كثر،  ينبغي،  شان،  الصمت،  تميز،  أصغى إلى،  إدراك،  مساوئ.

7-

أكمل كل جملة مما يأتي بكلمة مشتقة من "أعَارَ" و"اسْتَعَار":

 

أ- جئت لـ…………… منك كتابا في النحو.

 

ب- إذا أردت أن ……………كتابا من المكتبة فاذهب إلى قسم ……………

 

جـ- لا …………… المكتبة أكثر من كتابين في وقعت واحد.

 

د- لا يجوز للـ…………… أن يكتب في الكتب الـ……………

 

8- "شبهة" بسكون الباء، وجمعها "شبهات ". اجمع الأسماء الآتية هذا الجمع :

 

خطوة،  غرفة،  قربة،  ظلمة،  نزهة.

9-

ما جع "الأمر" فيما يأتي :

 

أ- هذا أمر عادي. ب- لا نخالف أمر الله.

10-

"إن الله سائله عن علمه فيم طلبه ". إذا دخل حرف الجر على "ما" الاستفهامية حذفت ألفها. أدخل أحرف الجر الآتية على "ما" الاستفهامية، ثم أدخل المركب في جل مفيدة :

 

بِـ ، لِ ، عن ، من ، على ، إلى.

 

تدريبات صوتية

       
       

ا-

تأمل وقارن : ض - ظ  

               

ضَلَّ- ظلّ مضِنة - مظنة فض - فظ

          

ضنينٌ- ظنين ناضر - ناظر غيض- غيظ

            

ضِراب - ظِراب مضفر- مظفر بيض - بيظ

2-

تأمل وقارن : ق - ك  

              

قال - كال تقرير- تكرير شق - شك

        

قوم - كوم فقرة - فكرة سلق - سلك

        

قلب - كلب رقد - ركد إ شراق - إشراك

 

 

 

 


(1) رواه أحمد أبو داود وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة. انظر صحيح الجامع 2/ 1060.

(2) رواه الترمذي عن كعب دن مالك. انظر صحيح الجامع 2/ 1591.