الهجرة إلى المدينة المنورة

 

مؤامرة دار الندوة:

رأى صلى الله عليه وسلم في النوم أن دار هجرته هي المدينة، فأمر أصحابه بالهجرة إليها.

ثم أُذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة، فاجتمع المشركون في دار الندوة لمنعه صلى الله عليه وسلم من الهجرة، واتفقوا على أن يأتوا بشاب قوي من كل قبيلة فينتظرون محمداً صلى الله عليه وسلم أمام داره فإذا خرج ضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل، فلا يكون أمام بني هاشم إلا قبول الدّية، قال تعالى: { وإذْ يَمْكُرُ بكَ الّذِينَ كَفَروا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّه والله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } (1).

فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بأمرهم، فأمر صلى الله عليه وسلم علياً أن ينام في فراشه، وخرج إلى بيت أبي بكر وأخبره أن اللّه أذن له بالهجرة، فقال أبو بكر: "الصحّبة يا رسول اللّه " ثم عاد الرسول  صلى الله عليه وسلم إلى بيته وخرج منه وشباب المشركين ينتظرونه، فأخذ حفنة من التراب ونثره على رؤوسهم وهو يتلو آيات من سورة "يس " من أولها إلى قوله تعالى:{وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيِهمْ سَداً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ }(2)

ثُم ذهب إلى بيت أبي بكر وخرجا إلى غار ثورٍ ، قال تعالى: { ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا في الْغَارِ إذْ يَقُولُ لِصَاحِبهِ لا تَحْزَنْ إنَّ الله مَعَنَا. فَأَنْزَلَ اللّه سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجِنودٍ لَم تَرَوْهَا} (3) واختفيا فيه لمدة ثلاثة أيام. وبعد أن عرفت قريش أن محمداً صلى الله عليه وسلم خرج وأن النائم على فراشه هو عليّ. أخذوا يبحثون عنه في كل مكان، لكن اللّه أخفاه عن العيون، ثم جعلت قريش مائة ناقة لمن يأتي به هو وصاحبه حياً أو ميتاً.

صوله  صلى الله عليه وسلم إلى المدينة :

خرج  صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه والدليل عبد اللّه بن أُرَيْقِط- وكان رجلاً خِرِّيتاً أميناً (4)- من غار  ثور، وفي الطريق عرض لهم سراقة بن مالك رغبة في الحصول على الجائزة، إلا أنه لم يستطع ذلك ورجع حامياً لهم بعد أن كان طالباً لهم في أول النّهار.   واستمروا في السير فوصلوا إلى قباء يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، ونزل  صلى الله عليه وسلم  في قباء على بني عمرو بن عوف، وأقام في قباء مدة أربعة عشر يوماً أسس خلالها مسجد قباء.

ثم سار صلى الله عليه وسلم  وصحبه إلى المدينة، وكلما مرَّ بدار من دور الأنصار طلبوا منه النزول عندهم، وهو يقول "دعوها فإنها مأمورة"- أي الناقة-

 

شكل رقم (4) جبل ثور..جنوب شرقي مكة

فسارت حتى بركت في مكان مسجده الآن ، ثم نزل في المدينة على أبي أيوب الأنصاري مدة سبعة أشهر حتى بنى مسجده وحجرات أمهات المؤمنين .

ونظراً لأهمية المسجد في الإسلام ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ به سواء في قباء أم في المدينة لأنه هو مكان اجتماع المسلمين وهو المدرسة الأولى في الإسلام ولا يزال كـذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

ما بعـد الهجرة :

بعـد الهجـرة سُمي من جاء من مكة من المسلمين المهاجرين وسُمي من أسلم من أهل المدينة الأنصار . وسميت يثرب دار الهجرة، والمدينة النبوية، ومدينة الرسول.

معاني الكلمـات :

 

الكلمة

معناهـا

الكلمة

معناهـا

مؤامرة

الاجتماع للشر

اختفيا

استـترا

الدّيـة

قدر من المال يدفع لأهل القتيل

أقـام

مكـث

حفنة

ملء الكفين رغبوا في أحبـوا

رغبوا في

أحبوا

 

خريطة رقم (5)

 

الأسئلة

 
 

س 1 : على أي شيء اجتمع المشركون في دار الندوة؟

س 2 : من نام على فراش الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة؟

س 3 : ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بالذين ينتظرون أمام داره؟

س 4 : متى وصل صلى الله عليه وسلم إلى قباء؟ وعلى من نزل فيها؟

س 5 : كم يوماً أقام صلى الله عليه وسلم في قباء؟

س 6 : ما أول مسجد بني في الإسلام؟

س 7 : على من نزل الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة؟

س 8 : من المهاجرون؟ ومن الأنصار؟ ومتى كانت هذه التسمية؟

س 9 : ماذا سميت يثرب بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها؟

س 15: من القائل "الصحبة يا رسول اللّه "؟

س 11: هات مفرد الكلمات التالية:

المهاجرون،

الأنصار،

الحجرات.

س 12: رتب الجمل التالية لتكوِّن منها عبارة واحدة:

    - حتى بركت في مكان مسجده الآن.

   - وصل صلى الله عليه وسلم قباء يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول.

   - ونزل على أبي أيوب الأنصاري.

   - ثم ركب صلى الله عليه وسلم ناقته وسار وصحبه إلى المدينة.

    - ونزل على بني عمرو بن عوف.

 

 

 

 


(1) سورة الأنفال الآية (30).

(2) سورة يس الآية (9)

(3) سورة التوبة الآية (40)

(4) خريتا: أي عارفا وعالما بالطرق التي لا يعرفها كثير من الناس وفي هذا إشارة إلى الأخذ بالأسباب وهو لا ينافي التوكل وثمر دلك أيضا خروجه أولا إلى غار ثور وهو جنوب مكة على جهة اليمن