بسم الله الرحمن الرحيم

 

مـقدمـة

 

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه. وبعد:

يعد التعبير من أصعب النشاطات في تعليم اللغات الأجنبية. ويكمن الهدف النهائي لمعظم برامج ومناهج تعليم اللغات الأجنبية في تمكين الدارس للغة الأجنبية من الاتصـال باللغة الهدف أو اللغة المتعلمة مع من يحيطون به شفهيا وتحريريا وفي مواقف طبيعية، لاسيما وأن الوظيفة الرئيسة للغة هي التفاهم. والكلام والحديث من أهم وسائل التفاهم وهذا مجال التعبير الذي نحن بصدده.

فاللغة وسيلة اتصال هذه قضية لا خلاف فيها ويعجز كثير من الناطقين بغير العربية عن التعبير عما في أنفسهم بصورة صحيحة.

ومع أهمية التعبير فإنه لم يجد الاهتمام اللازم من العاملين في حقل تعليم اللغة العربية لغير أهلها عدا مجهودات مقدرة من بعض المعاهد المتخصصة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :

1- التعبير الموجه للمبتدئين من غير الناطقين بالعربية (طه محمد محمود) معهد اللغة العربية جامعة الملك سعود- الرياض.

2- التعبير الموجه للمستوى المتوسط للمذكور أعلاه. معهد اللغة العربية - جامعة الملك سعود- الرياض.

3- سلسلة تعليم اللغة العربية (التعبير) المستوى الأول جامعة الإمام محمد بن سعود- معهد تعليم اللغة العربية.

4- التعبير المصور لغير الناطقين بالعربية- معهد تعليم اللغة العربية إعداد عمر الصديق.

لقد حاولنا في هذه الدروس المتواضعة (دروس التعبير للمستوى الأول أن نهتدي بهذه

الأعـمال المقدرة إضافة إلى المؤشرات التي رأتها اللجنة التي كلفت بمراجعة منهج التعبير للمستوى الأول.

يجب الإشارة إلى أن هناك ثلاث مراحل للتعبير هي:

1- التعبير المقيد.

2- التعبير الموجه.

3- التعبير الحـر.

وقد اقترحت اللجنة أن يدرس أولا التعبير المقيد وهو الذي يقيد الطالب في حدود ما درسه من مادة لغوية قدمت له ويهتم هذا النوع من التعبير بتعليم الطالب المبتدئ (بناء الجملة العربية) ويتم ذلك من خلال أنواع التدريبات التي يمكن أن تحقق ذلك.

أولا: اعتمدنا في هذا العمل المتواضع الحوار مدخلا لتدريس التعبير لما يسهم به من دور هام في بناء هذه المهارة مع محاولة استغلال مخزون الطلاب اللغوي في التعبير الحر أو الموجه أو المقيد وذلك في المواقف الحياتية تحدثاً وكتابة. لذا قام محتوى هذه المادة المعروضة للنقاش والدراسة والتجريب،على أساس الحوارات المأخوذة من واقع الحياة اليومية المعايشة كحياة الطالب في الفصل والشعبة والمهجع والمسجد والمكتبة والمطعم والمطار والسوق وما إلى ذلك.

ثانيا: كما جاء في المقترحات التي قدمتها لجنة المناهج هو أن تبدأ دراسة التعبير بعد شهر من بداية الدراسة حتى يكون الطالب قد جمع حصيلة مناسبة من المفردات والتركيب التي تعينه على التعبير (مخزون لغوي).

و على هذه المقترحات رأينا أن نزاوج قي التقديم بين التعبير المقيد والموجه، الذي اقترح أن  يأتي لاحقا، وذلك لأن الطالب في هذه الفترة والمقدرة بشهر كامل يكون قد جمع قدرا من المفردات والتعبيرات الهامة من خلال دراسته لموضوعات الكتاب الأساسي والتي ينبغي أن تتناسب معها موضوعات التعبير التي نحن بصددها الآن.

ومن هنا نقول بأننا حاولنا ما أمكننا التقيد بما جاء في المقترحات السابقة الذكر وجاء تركيزنا على بناء الجملة العربية من خلال النصوص الحوارية وفي أنواع التدريبات المختلفة والتي تخدم هذا الهدف بصورة أو بأخرى.

إن مرحلة التعبير كما أَسلفنا مرحلة صعبة من الناحية النفسية لأنها كما يذكر العلماء تجعل العبء على العمليات العقلية عبئاً مزدوجاً، حيث ينشغل الدارس بالفكرة والتعبير عنها شِفَاهاً أو كتابة وفي ذات الوقت ينشغل بمراعاة صحة القواعد والتراكيب.

ونخلص من هذا إلى حقيقة أن أخطاء الطلاب في مجال التعبير تعد أمراً طبيعيا لا ينبغي أَنْ ينزعج له المعلم وإنما يحاول معهم تصحيح هذه الأخطاء وإعطاء التمارين اللازمة التي تعين في تلافي هذه الأخطاء مستقبلا.

إنَّ هذه محاولة ينبغي أن تخضع للمناقشة والتجريب والتعديل المستمر وهذا هو المحك حتى تظهر لنا الكثير من العيوب والأخطاء ولا ننسى مستويات الطلاب الثقافية والفكرية والاجتماعية والفروق الفردية التي تؤدي دوراً هاماً في التمييز بين هؤلاء الطلاب.

وختاما فإن طريقة التدريس تلعب دوراً هاماً في إصلاح عيوب المنهج كما تأتي الوسائل التعليمية في مجال التعبير خير معـين للمدرس والطلاب وما أكثر الوسائل التي يمكن استخـدامها في هذا المجال، من استخدام للصور والرسوم والبطاقات الومضية والمصورة والمناظر الطبيعية بالإضافة إلى الأَشياء العينية ثم تمثيل المواقف والحوارات والزيارات الميدانية والمشاهدات، كزيارتنا للمقصف أو المطعم أو إلى المستشفى أو إلى الملعب.

أردت من خلال هذه المقدمة أن أشير إلى بعض التوجيهات التي اهتديـت بها في وضع هذه المادة وختام.

{ رَبنَا لا تُؤاخِذْنَا إن نَسِينَا أو أخْطأنا }.

والله من وراء القصد هاديا وموفقا..

 

إِمام محمد عبد الرحيم