القــرآن  :

كلام اللّه عز وجل، الذي نزل به جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، فصّل اللّه تبارك وتعالى فيه كل شيء، وبيّن لنا فيه طريق الحق وطريق الباطل، وحذرنا فيه من كل شر، وأمرنا بكل خير.

{ إنَّ هَذَا اْلقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمُلونَ الصَّالِحَاتِ أَنِّ لَهُمْ أَجْرًا كَبيرًا. وَأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالأَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيمًاَ }. [ا لإِسراء: 10].

{ كِتَابٌ أَنزَلْناه إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَات إلى النُّور } [إبراهيم: 1].

{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدَى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [النحل: 89].

تِــــلاوَتـه  :

شرع اللّه عز وجل لنا تلاوة القرآن، وجعلها من أعظم العبادات وأمرنا بها فقال :

{ فَاقْرَؤاْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقرَءانِ }. [المزمل:20].

وقال صلى الله عليه وسلم: " اقرؤواْ القرآن ". (رواه مسلم).

وأخبر بما لقراءة القرآن من ثواب عظيم فقال: " مَن قَرَأَ حَرفاً مِنْ كتَابِ اللّه فَلَهُ بِهِ حَسَنة وَالحسًنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالها ". (رواه الترمذي).

قــــارىء   القـــرآن  :

من اشتغل بقراءة القرآن، وفهْمِ معناه، وتعلُّم علومِه، فإنه أفضل الناس وخيرهم. قال  صلى الله عليه وسلم : " خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَه ". (رواه البخاري).

ومن جوَّده، وأحسنَ قراءتَه، وحافظ على ما حفظه منه وصار في كل ذلك متقناً ماهراً فإنه في مرتبة الملائكة، قال صلى الله عليه وسلم: " الماهِرُ في القُرآن مَعَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَة ". (رواه البخاري ومسلم).

والسفرة الكرام البررة: هم الملائكة.

وكان أول من امتثل أمر ربه، واشتغل بتلاوة القرآن سيدنا رسول اللّه  صلى الله عليه وسلم ، فكان يقرأ حزبه من القرآن كل يوم في الثلث الأخير من الليل. وكان أحسن الناس صوتاً وقراءةً.

حـفـــظ   القرآن :

إن حفظ القرآن من أعظم العبادات، وحفاظ القرآن هم أولياء اللّه وخاصته، كما أخبر النبي  صلى الله عليه وسلم  فقال: " أهلُ القرآنِ أهْلُ اللّهِ وَخَاصَّتُه ". (رواه النسائي وابن ماجه).

ومعنى أهل الله: أي أولياؤه وأنصاره.

وحافظ القرآن يشفع له القرآن يوم القيامة، قال  صلى الله عليه وسلم : " اقرؤوا القُرآن فإنّه يَأتِي يَؤمَ القيَامَة شفيعاً لأصحَابه " (رواه مسلم).

والمقصود من حفظ القرآن: المحافظة على حفظه وتكرارُه دائماً والمحافظةُ على الأدب معه والخشوعُ عند تلاوته، والعملُ بأحكامه والحذرُ من مخالفته، فإن الذين يقرؤون القرآن ويخالفونه بأعمالهم هم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد وعد اللّه عز وجل بالأجر العظيم والمزيد من فضله لمن قرأ القرآن وعمل به فيه فأقام الصلاة وأدى الزكاة وقام بغير ذلك من الواجبات وأجتنب المحرمات. فقال اللّه تعالى:

{ إنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُون تجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُم أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِه إِنَّهُ غَفُورٌ شكُورٌ } [فاطر: 30].

تجـــويـد القــــرآن:

التجويد في اللغة: التحسين، والمراد به في الاصطلاح: تحسين القراءة بالقرآن الكريم، بقراءته مرتَّلاً مفسَّرةً حروفهُ، وذلك بإعطاء هذه الحروف حقَّها بتبيينها وتحقيق مخارجها، ومستحقَّها بتوفيتها صفاتها، والمحافظةِ على أحكامها من إدغام وإظهار وقلب وإخفاء ومدٍ وغنة وترقيقٍ وتفخيمٍ، وقراءتِهِ بتأنٍ وتمهُّلٍ، وتحسينِ الصوت قدرَ الاستطاعة أثناء القراءة، والتغنىِّ دون تكلفٍ وتمطيطٍ ، ومن غير أن يتشبه بأهل الألحان من الفساق.

وثمرة التجويد: قراءة القرآن الكريم بالطريقة النبوية الصحيحة والسليقة العربية الفصحى، كما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضى اللّه عنهم.

وقد أمرنا اللّه عز وجل بتجويد القرآن فقال: { وَرَتِّلَ القُرْءَانَ تَرتِيلاً }. [المزمل: 5].

وأمرنا به نبيه صلى الله عليه وسلم  فقال: " لَيْس مِنَّا مَن لم يَتَغَنَّ بالقرْآن ". (رواه البخاري).