المـقـدمـة

 

   الحمد للّه رب العالمين، والصلاة والسلام على الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- خير من دعا إلى هذا الدين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

   فإن المصطفى صلوات اللّه وسلامه عليه بين لهذه الأمة أمور دينها وأرشدها إلى ما يُصلح دنياها وآخرتها.

   وإنّ أوّل ما بدأَ به- صلوات اللّه وسلامه عليه- الدعوةُ إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمداً- صلى الله عليه وسلم- رسول اللّه. وهتان الشهادتان هما أساس التوحيد، ثم قام بالمحافظة على جناب التوحيد، وإبعاد الناس عن كل ما هو موصل إلى الشرك، فنراه ينهى عن الاستعاذة بغير اللّه تعالى وعن السحر والرياء، وأرشد إلى التوكل على الله، ووضح كيف تكون طاعة العالِم والأَمير في الِإسلام، ثم أمرنا بالاقتداء به وطاعته والابتعاد عن كل فتنة بالتزام تقوى اللّه في كل أحوالنا لنفوز بسعادة الدارين: { ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم } (الآية 4 من سورة الجمعة).

   إن طالب اللغة العربية- وقد وصل إلى هذا المستوى الدراسي- من حقه علينا أن نقدم له دروساً في العقيدة الإسلامية، وفقا لما يحتاجه منها في شؤون حياته وآخرته وبما يتناسب مع مستواه الدراسي.

   ولقد تم- على هذا الأساس- اختيار عشرة دروس جامعة تكون له زادا في طريقه لتحصيل العلم بإذن اللّه تعالى. وقد خُتم كل درس بمفردات وتدريب ومناقشة تساعد الطالب على فهم الموضوع وتزيد في ثروته اللغوية.

   وهذه الدروس، تم انتقاؤها من كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه اللّه تعالى- وبسطها بأسلوب المحادثة، وذلك تقريبا لأذهان الطلاب، واللّه من وراء القصد. وهو يهدى السبيل.

 

نزار المبيض

المدينة

 

1408 هـ