الدرس السادس |
|
(التوكُّل على اللّه تعالى) |
|
المدرس : |
إذا خرج أحدنا من بيته ذاهباً لأمر من الأمور النافعة، فعليه أن يقول: (تَوكَّلْتُ عَلى اللّه). فإن اللّه يُعينه ويُسَهِّل مَطْلَبه في الخير. |
عبد الرحمن: |
ما معنى التوكُّل على اللّه؟ |
المدرس : |
التوكـل: الاعتماد على اللّه تعالى مع فعل الأسباب والاجتهاد في العمل الصالح. والاسم التُّكْلان. وتوكَّلتُ على اللّه: اعتمدتُ عليه مُفتقراً إليه. والوكيل من أسماء اللّه تعالى: هو المقيم الكفيل بأرزاق العباد، والوكيل الحافظ وإذا قال الناس: " حَسْبُنَا اللّه وَنِعْمَ الْوَكيِلُ " أي: كافيْنا اللّه ونعم المولى. |
أحمـد : |
هل التوكل على اللّه عبادة؟ |
المدرس : |
أجل. إن التوكل على اللّه عبادة، بل هو فرض على المؤمنين. وصَرْفُه لغير اللّه شرك، واعلموا أن التوكل يجب إخلاصه للّه تعالى، لأنه من أفضل العبادات وأعلى مقامات التوحيد، بل جعله الله شرطاً في الإيمان. قال اللّه تعـالـى: { وَعَلَى اللّه فَتَـوَكَّـلُوا إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَ}. (الآية 23 من سورة المائدة). وكلما قوى إيمان العبد كان توكله على اللّه أقوى، وثقته باللّه أشد وحبه للّه أصدق. |
ياسـر : |
إذا قال أحد الناس: (حَسْبُنا اللّه وَنِعْمَ الوَكِيْلُ). فما الذي يدعوه إلى هذا القول؟ |
المدرس : |
تذكر يا ياسر- أننا قلنا: إن معنى " حَسْبنا اللّه ونعم الوكيل ": كافينا اللّه ونعم المولى. وإن الذي يدعو المؤمن إلى هذا القول ثقته باللّه تعالى واعتماده عليه، وهذا القول ينبغي أن نجعله حاضراً في قلوبنا على كل حال، ويكثر ذكره حين يُصيب المسلم كَرْب أو يقع في شدةٍ وبلاء. |
|
وعن عبد اللّه بن عباس- رضي اللّه عنهما- قال: " حسْبُنَا اللّه ونعْم الْوكيْلُ " قالها إبْراهيْمُ- صلى الله عليه وسلم- حيْن أُلْقي في النَّار، وقالها مُحمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم- حيْن قالُوا: { إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيْمَانَاً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللّه وَنِعْمَ الْوَكِيْل }.(الآية 173 من سورة آل عمران والحديث الذي معها رواه الإمام البخاري). |
مبـارك: |
ما مناسبة الآية لموضوع التوكل؟ |
المدرس : |
إن مناسبة الآية هي أن أحد الناس قال للمسلمين- بعد غزوة أحد-: " إنَّ النَّاس قدْ جمعُوا لكُمْ " يعنى: أبا سفيان ومن معه من مُشركي قريش- يُخوِّفُ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه- رضي اللّه عنهم- لكن المؤمنين لم يخافوا بهذا الوعيد وزادهم إيماناً. وقالوا: " حسْبُنا اللّه ونعْم الْوكِيْلُ ". |
مسـعود: |
هل نفهم من هذه القصة التي حصلت بعد غزوة أُحُد أننا نتوكلُ على اللّه ولا نعملُ فيعطينا كل شيء وينصرنا على أعدائنا؟ |
المدرس : |
كلا. إن هذه صفةُ العاجزين، والعجز مخالف للتوكل على اللّه. بل علينا أن نعمل ونبذل الأسباب المشروعة مع التوكل على اللّه. قال اللّه تعالى: { فَإذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إنَّ الله يُحِبُّ اْلْمُتَوَكِّلِيْنَ }.(الآية 159 من سورة آل عمران). |
|
وعن أبي هريرة-رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم-: " الْمُؤْمنُ الْقوىُّ خيْرٌ وأحبُّ إلى اللّه من الْمُؤْمن الضَّعيْف. وفيْ كُلٍ خيرٌ . احْرصْ على ما ينْفعُك واسْتعنْ باللّه ولا تعْجزْ. وإنْ أصابك شيء فلا تقُلْ: لوْ أنِّي فعلْتُ، كان كذا وكذا. ولكنْ، قُلْ: قدَّر اللّه وما شاء فعل. فإنَّ لوْ تفتحُ عمل الشَّيْطان ". (رواه الإمام مسلم). |
|
وخلاصة هذا المقام. أي: مقام التَّوكُّل: أنه على العبد المؤمن أن يتوكل على اللّه في حياته، مع الاستمرار في العمل والجد والنشاط، ثم لنعْلم علْم اليقين، أن اللّه نعْم المولى ونعْم الوكيلُ فهو يحفظنا بالليل والنهار، وقد تكفَّل برزقنا ونصْرنا على عدوِّنا إبليس وجنوده، ونهانا عن القعود والكسل وأمرنا بالسعي الجاد البناء. واعْلَم أن المسلم إذا عرف معنى: { إيَّاكَ نَعْبُد وإيَّاكَ نَسْتَعِيْنُ } وقام يعْملُ فإنه عابدٌ للّه ومُتوكِّل عليه. والتَّوكُّل هو الاستعانة باللّه على العبادة وعلى الأمور كلها. وأهل الإيمان يتوكلون على اللّه في الإِيمان به ونُصرة دينه وإعلاء كلمته وجهاد أعدائه وتنفيذ أوامره، واللّه تعالى أعلم. |
|
والآن نريد بعض فوائد هذا الدرس. فمن يذكرها؟ |
سليمان: |
من فوائد هذا الدرس: |
|
1- إن التوكل عبادة للّه تعالى. |
|
2- علينا أن نتوكَّل على اللّه ونعمل صالحاً ولا نُفسر التوكُّل بالكسل والقُعود عن العمل. |
|
3- المؤمن القوى، خيرٌ وأحبُّ إلى اللّه من المؤمن الضعيف. |
|
4- إن من يتوكل على اللّه يُعينه ويكفيه. |
|
5- عرفنا كيف يجب أن تكون حال المؤمنين في التوكل على اللّه سبحانه وتعالى. |
(اللغـة) |
|
تكفّل : |
ضمن القيامَ بالأمر وإصلاح الشأْن، وتعهَّد. |
الكرْبُ : |
الشّدَّةُ في الأمر والحزنُ. |
اخشوهم: |
خافوهم، والخشية: الخوف. والمُسند للغائب: خَشِيَ يَخْشَى. |
الوعـيد: | التهديد بالعقوبة، والفعل (أوْعَدَ). وضده: الوعد بالخير والعطاء، والفعل (وَعَدَ). |
العجْـز : |
خلاف العزْم. واسم الفاعل: العاجز الذي لا يقدر على شيء. |
عَـزَم: | جدَّ في الأمر، والعزْمُ: الجِد وإرادة الفعل. كقولك: عزمت السفر إلى مكة. |
حَرَصَ : |
الحِـرْصُ: شدّة إرادة المـطلوب، كقـولـك: أبوك حرص- أو حَرِيْصٌ - عليك. أي: يريد نفعك. والطالب المجتهد حريْصٌ على العِلْم. |
- التدريب- |
|
استعمل هذه الكلمات في جمل مفيدة: |
|
(الكـرب- الوعيد- العجْـز). |
(المناقشة) |
|
س 1: |
اذكر معنى التوكل. مع آية تدل عليه. |
س 2: |
"حسْبُنا اللّه ونعْم الْـوكيْلُ ". ما معنى هذه العبارة؟ ومتى قالها النبي إبراهيم- عليه الصلاة والسلام-؟ ومتى قالها النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-؟ |
س 3: |
تحدث باختصار في قول المسلم: " حسْبُنا اللّه ونعْم الْوكيْلُ ". متذكرا معنى: " إيَّاك نعْبُدُ وإيَّاك نسْتعيْنُ ". |
س 4: |
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه- صلى الله عليه وسلم-: " الْمُؤْمِنُ الْقوىُّ خيْرٌ وأحبُّ... " أكمل الحديث. مع الضبط بالشكل. |
س 5: |
بيّن معنى: (تكفَّل. الكرْبُ. الوعيدُ. عَزمَ. حرص). مع ذكر أمثلةٍ لها. |