باب صلاة المسافر |
تشتمل صلاة المسافر على ثلاثة أمور هي: (القصْر- الجَمع- الصلاة على الرَّاحِلَةِ). |
أولا: القَصْرُ |
ثبت القصر بالكتاب والسنة والإجماع. |
فأما نص القرآن فقوله تعالى: { وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا.. } (النساء101). وأما من السنة: فحديثُ يَعْلى بنِ أميةَ قال: قلت لعمر بن الخطاب: "فَلَيْس عليكم جُناحٌ أن تَقْصُروا من الصَّلاة إن خِفْتُم أن يَفْتِنَكُم الذين كفروا" فقد أمِنَ الناس؟ فقال: عَجِبْتُ مما عَجِبْتَ منه فسألتُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "صدقة تصدَّق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته " رواه الجماعة إلا البخاري. وأما الإجماع فقد أجمعت الأمة على مشروعية قصر الصلاة في السفر. |
حكم القَصْر في السفر: |
قَصْرُ الصلاة في السفر (والمراد بها الرباعية فقط، فلا قصر في الفجر ولا في المغرب) هذا القصر سنة وهو رخصة، والراجح أنه أفضل من الإتمام لمداومة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه. |
فمن أتم الرباعية في السفر فصلاته صحيحة إلا أن يرغب عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فيأثم بذلك، وقيل يجب عليه القصر في هذه الحال. وذلك لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يُحبُّ أن تؤتى رُخَصُهُ كما يَكْره أن تؤتى معصيته " رواه أحمد وابن حبان وابن خُزيمة في صحيحهما. وفي رواية: "كما يحب أن تؤتى عزائمه ". |
مسافة القصر: |
لم يرد في القرآن الكريم ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم تحديد لمسافة السفر الذي تقصر فيه الصلاة. والضابط في ذلك أن يقال: تقصر الصلاة في كل ما يسمى سفرا. وما لم يسمَّ سفراً فلا تقصر فيه. |
متى يبدأ القصر ومتى ينتهي؟ |
يبدأ القصر منذ خروجه من قريته، لأنه لا يكون ضارباً في الأرض إلا إذا خرج من بلده: لقوله تعالى:{ وَإِذا ضَرَبْتُم في الأرضِ... } (101 النساء) وينتهي القصر بانتهاء السفر، فإذا عاد إلى بلده فحينئذ لا يجوز له إلا أن يُتِمَّ الصلاة . |