كِتَابُ الصّيَامِ

 

تعريف الصيام:

الصيام في اللغة: الإمساك، والصيام والصوم مصدران من صام يصوم.

وفي الشرع: الإمساك عن المفْطِرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية.

 

فضل الصيام

 

ورد في فضله أحاديث كثيرة منها:

1- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: "كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدْمَ له إلا الصيامَ فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جُنَّةٌ ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يَرْفُثْ يومئذٍ ولا يَصْخَبْ، فإن سابَّه أحد أو قاتله فَلْيَقُل إني صائم والذي نفس محمد بيده لَخُلُوْفُ فَمِ الصائمِ أَطْيَبُ عند الله يوم القيامة من رِيحِ المِسْكِ. وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه ". رواه الشيخان واللفظ لمسلم.

2- وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة باباً يقال له الرَّيَّانُ يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون فيقومون، لا يدخل منه أحد غير هم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد". متفق عليه.

حكم صوم رمضان:

هو ركن من أركان الإسلام والدليل على هذا الحكم:

الكتاب والسنة والإجماع:

فمن الكتاب قول الله تعالى: { يا أيها الذين ءامنوا كُتِبَ عليكم الصيامُ كما كُتِبَ على الذين من قبلكم لعلكم تَتَّقون } (البقرة 183). وقوله تعالى: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه } (البقرة 185).

ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم : "بُنِي الإِسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول اللّه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان " متفق عليه من حديث ابن عمر.

وفي حديث طلحة بن عبيد اللّه رضي اللّه عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه أخبرني ما فرض اللّه عليَّ من الصيام؟ فقال: "شهر رمضان، إلا أن تَطَّوَّع شَيْئاً.. " متفق عليه واللفظ للبخاري.

وقد أجمعت الأمة على وجوب صيام رمضان وأنه أحد أركان الإسلام، التي علمت من الدين بالضرورة، وأن منكره كافر مرتد عن الإسلام.

بم يثبت الشهر؟

يثبت دخول شهر رمضان برؤية الهلال ولو من واحد عدل، أو بإكمال عِدَّة شعبان ثلاثين يوما.

فعن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما" رواه البخاري ومسلم.

أركان الصوم: للصوم ركنان:

1- الإِمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

لقول اللّه تعالى:{ ... وَكُلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيطُ الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتِمُّوا الصِّيامَ إلى الليل.. }(البقرة 187). والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود بياض النهار وسواد الليل.

لحديث عدي بن حاتم رضي اللّه عنه: لما نزلت { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} عَمَدْتُ إلى عِقَال أسودَ والى عقال أبيضَ، فجعلتهما تحت وِسَادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا يَسْتَبِين، فَغَدَوْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنما ذلك سواد الليل وبياض النهارَ". رواه البخاري ومسلم.

2- النيَّة:

لقول الله تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } ( البينة 5)

ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم  : "إِنما الأعمالُ بِالنِّيَّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِىءٍ مَا نَوَى... ". متفق عليه.

وقت النية:

ولابد أن ينوي من الليل قبل طلوع الفجر من كل ليلة من ليالي رمضان لحديث حفصة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له ". رواه أحمد وأصحاب السنن وابن خزيمة وابن حِبان وصححاه.