|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المناهج الدراسية مناهج معهد تعليم اللغة العربية |
|||||||||||
المستوى الثاني |
|||||||||||
|
|||||||||||
|
من كسر الأصنام؟ |
|
||
1_ بائع الأصنام |
7_ مَن ربِّي |
13_ بئر زمزم |
2_ ولد آزَر |
8_ ربِّي الله |
14_ رؤيا إبراهيم |
15_ الكعبة |
||
10_ أمام الملك |
16_ بيت المقدس |
|
5_ من فعل هذا ؟ |
11 _ دعوة الوالد |
|
6_ نار باردة |
12_ إلى مكة |
|
1_ بائع الأصنام إلى أعلى |
قبْلَ أَيّام كَثيرَةِ. كَثيرَة جِداً. |
كانَ في قَريَةِ رَجلٌ مَشْهُور جِداً |
وَكَانَ اسم هَذَا الرجل آزَرَ. |
وَكَانَ آزَرُ يَبِيْعُ اْلأصنَامَ. |
وَكَانَ فِي هذِه الْقَرْيَةِ بيتٌ كَبيرٌ جدّاً. |
وَكَانَ في هذَا البيتَ أَصنام، أَصنَام كًثِيرَةٌ!جداً. |
وَكانَ الناسُ يَسْجُدُونَ لِهذِه الأَصْنَامِ. |
وَكَانَ آزَرُ يَسْجُدُ لِهذِهِ الأَصْنَامَ. |
وَكَانَ آزَرُ يعبدُ هذِهِ الأَصْنَام. |
2_ ولد آزَر إلى أعلى |
وَكَانَ آزَرُُ لَهُ وَلَدٌ رَشِيدٌ جِداً. |
وَكَان اسمُ هذَا الوَلَدِ إٍبرَاهِيمَ.و كان إبراهيم يرى الناس |
وكان إبراهيم يرى الناس يسجدون للأصنام. |
ويرى الناس يعبدون الأصنام. |
وكَان إبرَاهِيم يَعرف أن الأصنَامَ حِجَارَةٌ. |
وَكَانَ يَعْرفُ أَن الأصْنَامَ لا تتَكَلَمُ وَلا تَسْمَعُ. |
وَكَانَ يَعْرِفُ أَنَّ الأصْنَامَ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ . |
وَكَانَ يَرَى أَنَّ الذُّبَابَ يجَلَسَ عَلَى الأصْنَامَ فلا تَدْفَعُ |
وَكَانَ يَرَى الفَأرَ يَأْكُلُ طَعَامَ الأصْنَامَ فلا تَمْنَعُ . |
وَكَانَ إِبْرَاهِيْمُ يَقُوْلُ فِيْ نَفْسِهِ : لِمَاذَا يَسْجُدُ الّنَاسُ للأصْناَمَ. |
وَكَانَ إِبرَاهِيمُ يَسْأَلُ نَفْسَهُ: لِمَاذَا يَسْأَل الناس الأصنامَ؟ |
3_ نصيحة إبراهيم إلى أعلى |
وَكَانَ إبْرَاهِيمُ يَقُولُ لِوالِدِهِ: |
يا أَبي, لمِاَذَا تَعْبُدُ هذِهِ الأَصْنَامَ ؟ |
و يَا أًبِي لماذَا تَسْجُدُ لِهذِه الأَصْناَمَ؟ |
وَيَا أَبِي لماَذَا تَسْأَل هذِه الأَصْنَامَ؟ |
إِن هذَهِ الأصْنَامَ لاَ تَتَكَلمُ ولا تَسمَع! |
وَإنَّ هذهِ الأَصْنَامَ لاَ تَضرّ وَلاَ تَنفَع! |
وَلأَيِّ شَيْءٍ تَضَع لَهَا الطَّعَامَ وَالشرَابَ ؟ |
وَإِنَّ هذِهِ الأَصْنَامَ يَا أَبِي لاَ تَأكلُ وَلاَ تَشرَبُ! |
وَكَان آزرُ يَغْضَب وَلاَ يَفهَمُ. |
وَكَانَ إبْرَاهِيم يَنصحُ لِقَوْمِهِ ، وَكَانَ النَاس يَغْضَبُونَ ولاَ يَفهَمونَ. |
قَال إبْرَاهِيمُ أنَا أَكْسِر الأَصْنَامَ إذَا ذَهَبَ الناس، وَحِينَئِذٍ يَفْهَم النَّاسُ. |
4_ إبراهيم يكسر الأصنام. إلى أعلى |
وجَاءَ يَوْمُ عِيْدٍ فَفَرِحَ النّاَسُ. |
وَخَرَجَ النّاَسُ لِلْعِيْدِ وَخَرَجَ الأطْفَالُ. |
وَخَرَجَ وَالِدُ إِبْرَاهِيْم وَقَالَ لإبْرَاهِيمَ : أَلاَ تَخْرُجُ مَعَنَا ؟ |
قال إبرَاهِيمَ: أَنا سَقِيْمٌ! |
وَذَهَب الناَّسُ وَبَقِيَ إِبرَاهِيمُ في الْبيتِ. |
وَجَاءَ إِبْرَاهِيْمُ إِلَى الأصْنَامِ ، وَقَالَ للأصْنَامِ : ألا تتكلمون ؟ ألا تسمعون ؟ |
هذَا طَعَامٌ وشَرَابٌ! ألا تَأكلونَ؟ أَلاَ تَشْرَبونَ؟ وَسَكَتَتِ الأَصنَام لأََنهّاَ حِجارَةٌ لاَ تَنْطق. |
قَالَ إِبْراهِيم: { مَالكم لاَ تَنْطِقُون } |
وَسَكتَتِ الأصنَام وَماَ نَطَقَت. |
حِينَئذٍ غَضِبَ إبرَاهِيْمُ وَأَخَذَ الْفأْس. |
وَضَرَبَ إبْرَاهِيمُ الأَصنَام بالفَأْسِ وَكَسَرَ الأصْنَامَ. |
وَتَرَكَ إبْرَاهِيمُ الصنَمَ الأَكبَرَ وَعَلَّقَ الفَأْسَ فِي عُنُقه. |
5_ من فعل هذا ؟ إلى أعلى |
وَرَجَعَ النّاَس وَدَخَلُوْا فِيْ بَيْتِ الأصْنَامِ . |
وَأَرَادَ النَّاسَ أَن يَسْجدوا للأَصْنَامِ لأَنَهُ يَوْمُ عِيدٍ . |
وَلَكِنْ تَعَجَّبَ النَّاسُ وَدَهِشُوا. |
وَتَأَسَّفَ النَّاسُ وَغَضِبُوا. |
قَالواَ: {مَن فَعَلَ هَذَا بآلِهَتِنا}؟ |
{ قَالُوا: سَمِعْنَا فَتَى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إبْرَاهِيمُ}. |
{قَالُوا: أَأَنْتً فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبرَاهيم}. |
{ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرهُمْ هذَا فاسألوهم إنْ كَانُوا ينطقون}. |
وَكَانَ النَاسُ يَعْرفُون أن الأصنَامَ حِجَارة. |
وَكَانُوا يَعْرِفُوْنً أَنَّ الحِجَارَةَ لاً تَسْمع ولاَ تَنطق. |
وَكًانوا يَعْرِفونَ أَنَّ الصَنَمَ الأَكْبرَ أيْضاً حَجرٌ . |
وأنّ الصَّنمَ الأكبر لا يَقْدرُ أَنْ يَمْشِيَ ويتَحرّكَ. |
وَأَنَّ الصنَمَ الأكبُرَ لاَ يَقْدِرُ أن يكسرَ الأصنامَ. |
فَقالُوا لإَبْرَاهِيْمَ: أنتَ تَعْلَمُ أَنَّ الأصنَام لا تَنْطِق |
قَالَ إِبْراَهِيمُ فَكَيْفَ تَعْبُدُوْنَ الأصْنَامَ وَإِنّهاَ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ ؟ |
وَكَيفَ تَسأَلُوْنَ الأَصْنَامَ وَإنَّها لا تَنْطِقُ ولا تَسْعُ؟ |
ألا تَفْهَمُون شيْئاً، أفَلاَ تَعقِلُونَ؟. |
وَسَكتَ النَاسُ وَخَجِلُوا! . |
6_ نار باردة إلى أعلى |
اجْتَمَع النِّاسُ وَ قالوا: مَاذا نَفعَل؟ |
إِنَ إِبرَاهيمَ كَسَر الأَصْنَامَ وَأهَانَ الآلهِةَ! |
وسَألَ الناس : مَا عِقَابُ إِبْرَاهِيمَ؟ مَا جَزَاءُ إِبراهِيمَ؟ |
كاَنَ الجَوابُ : {حرقوه وَانصُروا آلهِتكم } |
وَهَكَذَا كَانَ : أَوْقَدُوْا نَارًا وألقَوا فِيها إبراهيم . |
وَلكِن الله نصَر إبرَاهيمَ وقاَلَ لِلنَّارِ: |
{يَا نَارُ كوني بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيْمَ} . |
وَهكذا كان، كانَتِ النَّار بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيْمَ. |
وَرأى النَّاسُ أنَّ النَّارَ لا تَضُرُ إبرَاهِيمَ. |
وَرَأى النَّاسُ أنَّ إبْرَاهيم مَسْرور، وَأَنً إبرَاهيم سالمٌ. |
وَدَهِش النَاسُ وَ تَحيروا. |
7_ مَن ربِّي إلى أعلى |
وَذَاتَ لَيْلَةٍ رَأَى إبْرَاهِيمُ كَوكَباً، فَقالَ: هذَا رَبِّي. |
وَلمَّا غَابَ الكوَكَبُ، قَالَ إبْرَاهِيمُ: لا! هذَا لَيْسَ بِرَبِّي! |
وَرَأَى إِبْرَاهيمُ الْقَمَرَ فَقَالَ: هذَا رَبيِّ. |
ولما غَابَ الْقَمَرُ قاَلَ إِبْرَاهِيْمُ: لاَ! هذَا ليس بربيِّ! |
وَطَلعتَِ الشَمْسُ، فَقَالَ إبراهيمُ: {هذَا رَبي هذَا أَكبر}. |
وَلمَا غَابَتِ الشَّمْسُ في اللَيْلِ قَالَ إبراهِيمُ: لا! هذَا لَيْسَ بِرَبَي. |
إنً اللهَ حَي لا يَمُوتُ. |
إن اللّهَ باقٍ لا يَغِيبُ. |
إنَ اللهَ قَوِيٌّ لا يَغْلِبُهُ شيءٌ |
والكَوكَب ضَعِيف يَغْلِبُهُ الصُبْحُ. |
وَالقَمَرُ ضَعِيفٌ تغْلِبُهُ الشَّمْس. |
وَالشَّمس ضَعِيفَةٌ يَغْلِبُهَا اللَيْلُ وَيَغْلِبهَا الْغَيْمُ. |
ولا ينصرنِي الْكَوْكَبُ لأَنّهُ ضَعيف. |
ولا يَنصرنِي الْقَمَر ُلأَنّهُ ضعِيف. |
ولا تَنصرُني الشمس لأَنَّها ضَعِيفَةٌ . |
وَيَنصْرني الله. |
لأن اللهَ حَيٌّ لا يموت. |
و بَاقٍ لا يَغِيب. |
وَقَوِيٌّ لا يَغلِبُه شيءٌ. |
8_ ربِّي الله إلى أعلى |
وَعَرَفَ إبراهيمُ أَنَّ اللهَ ربُّه. |
لأَن اللهَ حَي لا يموت. |
وَأَن اللهَ باقٍ لا يَغِيبُ. |
وَأَنَّ الله قَوِيٌّ لا يَغْلبهُ شيْء . |
وَعَرَفَ إِبراهيمُ أَن اللهَ رَبُّ الْكَوكَبِ! |
وَأَنَّ اللهَ رَبُّ القَمَر! |
وَأَنَّ الله رَبُّ الشَمْسِ! |
وَأَنّ الله ربُّ العَالَمِيْنَ! |
وهَدَى الله إبراهيمَ وجَعَلَهُ نبيَّا وَخَلِيلا. |
وَأَمَرَ الله إبراهيم أنْ يَدْعُوَ قَوْمَه ويَمْنَعَهم مِنْ عِبَادَةِ الأصنَامِ. |
9_ دعوَةُ إبراهيمَ إلى أعلى |
وَدَعَا إبراهيمُ قَومَهُ إلىَ اللهِ وَمَنَعَهمْ مِنْ عِبَادَةِ الأصنَامِ قَال |
إبراهيمُ لقَوْمِه: مَا تَعبدُونَ {قَالُوا نَعبد أصناما}. |
قَالَ إِبراهيْمُ: |
{هَلْ يَسمَعونَكُمْ إذْ تَدْعُونَ }. |
{أَوْ يَنْفَعُونَكَمْ أَوْ يَضرونَ }. |
{قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آباءنَا كذلِكَ يَفعَلونَ} |
قالَ إبراهيمُ : فأَنَا لا أعْبُدُ هذِهِ الأصنَامَ. |
بَلْ أنَا عَدُوٌ لهذه الأَصْنَام. |
أَنَا أَعْبُدُ رَبَّ العَالَمِيْن. |
{الَذِي خَلَقَني فَهُوَ يَهْدِيْن}. |
{والذي هُوَ يُطْعِمُني وَيسْقِينِ }. |
{وإذَا مَرضْتُ فَهوَ يَشْفِين }. |
{والَذِي يمِيتني ثمَّ يُحْيين }. |
وَإنّ الأصْناَمَ لا تَخْلُقُ وَلا تَهدِي. |
وَإِنَّهَا لاَ تطْعِم أحَداً ولا تَسْقي. |
وَ إِذَا مَرِضَ أحَدٌ فَهي لا تَشفِي. |
وَإنهَا لا تُمِيتُ أحَداً ولا تُحيي. |
10_ أمام الملك إلى أعلى |
كانَ فِي الْمَدينَةِ مَلِكٌ كَبيرٌ جد اً، وَظَالِمٌ جدًا. |
وكانَ النَاسُ يسْجُدون للمَلِكَ. |
وسَمِعَ المَلِكُ أَنَّ إبرَاهيمَ يسجدُ لله ولا يَسْجد لأَحَدٍ.َ |
فغضبَ الملك وطلب إِبرَْاهيِمْ. |
وَجَاء إِبْرَاهِيْمُ ، وكان إبراهيم لا يخاف أحدا إلا الله. |
قالَ المْلِكُ: مَنْ رِبُّكَ يَا إِبْرَاهِيم؟ |
قَال إبْرَاهيمُ: رَبيَ الله! |
قَالَ الَملِكْ: مَنِ اللهُ يا إبْرَاهيم ؟ |
قَالَ إبْرَاهيمُ: { الًذِي يُحْيي ويميت }. |
قَال الملِك: {أنَا أُحيي وأُمِيْتُ }. |
ودَعَا الملك رَجُلا وقَتَلَه. |
ودَعَا رجُلاً آخَر وتَرَكَِهُ. |
وقَالَ: أنا أحيي وأميتُ، قَتَلْتُ رَجُلاً وَتَرَكْتُ رَجُلاً. |
وكَانَ الملك بلِيداً جدّا، وكَذَلِكَ كل مُشْرِكٍ . |
وأرادَ إبراهيمُ أنْ يَفهَمَ الملكُ، ويَفْهَمَ قَوْمُه. |
فقَالَ إبْراهيمُ للمَلِكِ: {فَإِنَّ الله يأتي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فأْتِ بِهَا مِنَ المَغرِبَ }. |
فَتَحيَّر الملِك و سَكَتَ. |
وخَجلَ الملِك، ومَا وجَدَ جَوَابا.ً |
11 _ دعوة الوالد إلى أعلى |
وأرادَ إبراهيم أنْ يَدْعوَ والدَهُ أيْضاً، فقَالَ لَهُ: |
{يا أَبَتِ لِمَ تَعبد ُ مَا لا يَسمَع ولا يبصِر}. |
ولِمَ تَعبدُ ما لا يَنْفَعُ ولا يَضرّ. |
{يا أَبَتِ لاَ تعبدِ الشّيطَانَْ}! |
يا أبَتِ اعبدِ الرَّحْمِنَ! |
وغَضِبَ والدُ إبراهيمَ، وَقاَلَ: أنا أضرِبكَ، فَاتركني ولا تَقُل شَيْئاً. |
وكَانَ إبراهيمُ حَلِيما، فَقَال لِوالِدِهِ:{سَلامٌ عَليكَ }. |
وقَالَ لَهُ: أَنَا أذهَبُ مِنْ هُنَا وأدْعُو رَبيِّ. |
وتَأَسَّفَ إبْرَاهيمُ جِدًّا، وأراد أنْ يَذهَبَ |
إلى بلَدٍ آخَرَ، ويَعبدَ رَبَّهُ، وَيَدْعُوَ النَاسَ إلَى اللهِ. |
12_ إلى مكة إلى أعلى |
وغَضِبَ قَومُ إِبرَاهِيمَ وَغَضِبَ الملك وَغَضِبَ والد إبْرَاهِيم. |
وَأَرَادَ إبْرَاهِيمُ أَن يُسَافِرَ إلى بَلَدٍ آخَرَ ويَعبدَ فِيهِ اللهَ وَيَدْعُوَ الناس إلى اللهِ. |
وَخَرَج إِبْرَاهيمُ مِنْ بَلَدِهِ وَوَدع واَلِدَه. |
وَقَصَدَ إِبْراهِيم مَكَةَ وَمَعَه زَوْجه هَاجر. |
وَكَانت مَكَّة ليسْ فِيهَا عشب وَ لاَ شَجَر. |
وَكَانتْ مَكَةُ لَيسَ فِيهَا بئرٌ وَلاَ نَهَرٌ. |
وَكَانَتْ مَكَّةُ لَيْسَ فيهَا حَيَوَانٌ وَلاَ بشَر. |
وَوَصَلَ إِبرَاهيمُ إلى مَكّةَ وَنَزَلَ فِيهَا. |
و تَرك إِبْرَاهيم زَوْجَهُ هَاجَرَ ووَلَده إسماعِيل.َ |
و لما أَرَدَ إبراهيم أَنْ يَذهبَ قَالَت له زوجُهُ هَاجرُ |
إِلى أين َ يَا سَيَدِي؟ أتتركني هنَا؟ |
أَتَتْركني وَليسَ هُنَا مَاء؟ ولاَ طَعَام! |
هَل أَمَرَك الله بهذا ؟ |
قَالَ إبْرَاهِيمُ: نَعَم! |
قَالَت هَاجرُ: إِذا لاَ يضَيعَنَا! |
13_ بئر زمزم إلى أعلى |
وَعَطِش إسماعِيل مَرَّةً، وَأرادت أمه أن تسقِيَهُ مَاءً وَلكِن أَيْنَ الماء ؟ وَمَكةُ لَيْسَ فِيهَا بئر، وَمَكَّة لَيْسَ فِيهَا نهر! وَكَانَت هاجر تَطَلبُ الْمَاء وَتَجْرِي مِنَ الصَفَا إلى المَرْوَةِ ومِنَ المَروة إلى الصَفَا. |
وَنَصَرَ الله هَاجر ونَصَرَ إسْماعيل فَخَلَق لهُمَا مَاء. وخرج الماء من الأرض وشرب إسماعيل وشربت هاجر. وبقي الماء فكان بئر زمزم, فبارك الله في زمزم وهذه هي البئر التي يشرب منها الناس في الحج ويأتون بماء زمزم إلى بلدهم. |
هَلْ شَرِبْتَ مَاء زمْزَمَ؟
|
14_ رؤيا إبراهيم إلى أعلى |
وَعَادَ إبرَاهِيم إلى مَكّةَ بَعْدَ مدة. |
ولَقيَ إسْماعِيلَ ولقيَ هَاجرَ، وفَرح إبْرَاهيمُ بِوَلَدِهِ إسْماعِيلَ. وكانَ إسْماعِيل ولداً صَغِيراً، يَجْرِي ويَلعَب وَيَخرج مَعَ والِدِهِ. |
وكَانَ إبرَاهيمُ يحِب إسْماعِيلَ جدا. |
وذَات ليلة رأَى إبْرَاهيم في المنَامِ أَنَهُ يَذبَح إسْماعيل.وكان إبْراهيمُ نَبِيا صَادقاً، وكَان منامه مناما صادقا. وكان إبراهيم خَلِيل اللهِ، فَأَرادَ أن يفعَل ما أمره الله في المنام . |
وقال إبْرَاهيمُ: |
{إنَي أَرى في المَنَامَِ أني أذْبَحُكَ فَانظُرْ ماذا ترى} |
{قال يَا أبتِ افْعَل مَا تؤْمَرُ سَتَجِدني إنْ شَاءَ الله مِنَ الصابرين} |
وأَخَذَ إِبْراهيمُ إسْماعيلَ مَعَهُ وأَخَذَ سِكيناً. |
ولَمَا بلَغَ إبراهيمُ منًى، أَرادَ أن يذبح إسماعيل. واضْطَجع إسْماعِيلُ عَلَى الأرْض. وأرَادَ إبْرَاهيم أن يَذْبَح فَوَضَع السكًين عَلَى حلقُوم إسماعيل. ولكنًّ الله يُحِبَّ أن يَرَى هَل يًفعَل خَلِيلهُ مَا يأمرُه. وهل يُحِبُ اللهَ أَكثر أَوْ يُحِب اَبْنَهُ أَكثر. وَنَجَحَ إِبراهِيمُ في الامتحَانِ. |
فأَرسل الله جبرِيلَ بكَبش مِنَ الجَنةِ وقَالَ اذبح هذا ولاَ تَذْبح إسْماعِيل. |
وأحب الله عمل إبرَاهيمَ، فأمَرَ الْمسْلِمِينَ بِالذبحَ في عِيد الأضْحى. |
صَلَى الله عَلَى إبراهيمَ الخَليلِ وسلَّمَ. |
و صَلَّى اللهُ عَلَى ابْنهِ إسْماعِيلَ وسلَّمَ. |
15_ الكعبة إلى أعلى |
وَذَهَبَ إبْراهيمُ وَعَادَ بَعدَ ذلِكَ، وَأرادَ أَنْ يَبْني بَيْتاً لله وَكَانَتْ البُيوُتُ كَثِيرَةً. وما كَانَ بيت لله يَعْبُدُوْنَ فِيْهِ الله . |
وَأَرَادَ إِسْماعِيل أَن يَبْنيَ بَيْتاً لله مع والِدِهِ. |
وَنَقَل إبْرَاهيم وَإسْماعِيل الحِجَارَة من الجِبَال. |
وَكَانَ إبرَاهِيمُ يبني الْكَعبةَ بِيَدِهِ وَكَانَ إسْماعيلُ يَبْنىِ الْكعبة بِيَدِهِ. |
وَكَان إبرَاهِيمُ يذكُر اللهَ وَيَدْعُو. |
وكان إسماعِيل يَذكُر اللهَ وَيدعُو. |
{ ربنا تقبل منا إنَّكَ أَنْتَ السَّمِيْعَ العَلِيْمُ }. |
وَتَقَبَّلَ الله مِنْ إِبْرَاهيِم وإسمَاعيل وبَارَكَ فِي الكَعْبَةِ |
نحن نتوجه إلى الكعبة في كل صَلاَةٍ . |
ويُسَافِر المسلمون إلى الْكَعبةِ فيِ أَيَامِ الْحَجِّ. |
ويَطُوفُونَ بِالْكَعْبَةِ وَيُصَلّونَ عِنْدَهَا. |
بَاركَ الله فيِ الكعبةِ وتَقَبّلَ مِن إبرَاهِيمَ وإسْماعيل |
صَلًى الله على إبرَاهيِمَ وسَلَّمَ. |
صَلِّى الله على إسمَاعِيْل وسلَّم. |
و صلى الله على محمد و سلم. |
16_ بيت المقدس إلى أعلى |
وَكَان لإبراهيمَ زَوج أُخرَى، اِسْمهَا سَارَة . وَكَان لإبْراهيمَ وَلَدٌ آخَر مِنْ سَارَةَ اسْمُهُ إسحاقُ. وَسَكنَ إبرَاهِيمُ فيِ الشَّامِ، وسكَنَ إسحاقُ. وبني إسحاق بيتا لله في الشام ، كما بنى أبُوه وأَخوه بَيتْاً فيِ مَكَّة. |
وَهذَا الْمَسْجدُ الذي بَنَاهُ إسْحاقُ فيِ الشَّامِ هوَ بَيْتُ المقدِسِ. |
وَهُوَ المَسْجدُ الأقْصَى الذي بَارَكَ الله حَوْلَهُ، وبَارَكَ اللهَُ في أَولاَدِ إِسحاق كَمَا بَارَكَ فيِ أَولاَدِ إِسماعِيلَ، وَكَانَ فِيهمْ أنبِيَاءُ و المُلُوكٌ . |
وكَان لإسحاق ولَدٌ اسْمهُ يُعْقُوبُ وكَانَ نَبِيًا. |
وكان يعقوب له اثنا عشر ولدا, منهم يوسف بن يعقوب. |
ويوسف له قصة عجيبة في القرآن. |
و إليك هذه القصة!. |
15 - يوسف يسأل التفتيش |
22- يظهر السر | ||
2- حسد الإِخوة |
9- مَوْعِظَةُ السِّجْن |
16- على خزائن الأرض |
|
10- حكمة يوسف |
17- جاء إخوة يوسف |
24- يعقوب عند يوسف | |
4- إلى الغاية |
11- موعظة التوحيد |
18- بين يوسف وإخوته |
25 - حسن العاقبة |
5- أمام يعقوب |
12- تأويل الرؤيا |
19- بين يعقوب وأبنائه |
|
13- رؤيا الملك |
20 - بنيامين عند يوسف |
||
21- إلى يعقوب |
|||
|
1- رُؤْيا عَجِيبَة إلى أعلى |
كانَ يوسف وَلَداً صغيرا ، وَكانَ لَهُ أَحَدَ عَشَرَ أخا. وَكان يوسفُ غُلاما جَمِيلاً، وَكَانَ يُوْسُف غُلاَماً ذَكياً. وَكَان أبُوه يَعقُوبُ يُحِبهُ أَكْثَرَ من جميع اخوته. |
ذات ليلَةٍ رأى يوسف رؤيَا عَجيبَةً. |
رَأى أَحدَ عَشَرَ كَوْكبًا وَرأى الشَمْسَ وَالقمَرَ كُلٌّ يَسْجُد لهُ. |
تَعَجًّبَ يُوسف الصغِيرُ كَثِيراً ! وَمَا فَهِمَ هذِهِ الرؤْيا كَيْف تَسْجُد الكَوَاكِب والشَّمس والقَمَرَ لِرَجُل؟ ذَهَبَ يوسف الصَّغِير إِلى أبيهِ يعقُوبَ . وحكى له هذه الرؤيَا العَجِيبَة. |
{ يا أَبَتِ إنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كوكبا وَالشمْس وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ ليِ ساَجِدِينَ }. |
وكانَ أبُوهُ يَعْقوب نَبِيًّا. |
فَرِح يعْقُوب بهذهَ الرُّؤيَا كَثِيراً. |
وَقَالَ بارَك الله لَك يَا يوسُف، فَسَيَكون لَك شأن . هذهِ الرؤيا بشارةٌ بِعِلْم ونبوة. |
و قَد أنْعَمَ الله عَلَى جَدَّك إِسْحاقَ وَقَدْ أَنعَمَ الله على جدِّكَ إبرَاهِيمَ. |
وَإِنه يُنْعِمُ عَليكَ وينْعِمُ على آل يَعْقُوبَ. |
وَكانَ يَعْقوبُ شَيْخاً كَبِيراً ، وَكَانَ يَعْرِفُ طَباَئِعَ النَّاسِ. وَكانَ يَعْرفُ كَيْفَ يَغلِبُ الشَيْطَان، وَكَيفَ يَلْعَبُ الشيطان بالإِنْسَانِ. |
فَقَالَ يَا وَلَدي، لاَ تُخبر ْبهذِهِ الرُّؤْيَا أَحَداً مِنْ اخوتك فإِنَّهم يحسدونَكَ وَيَكُونُونَ لَكَ عَدوَّا.
|
|
2- حسد الإِخوة إلى أعلى |
وَكَانَ يُوْسُف له أخ آخر من أمه اسمه بنيامين . وَكَانَ يَعْقُوْبُ يُحِبُّهما حُبًّا شَدِيدا ، وكان لا يحب مثلها أحدا . |
وكَانَ الإِخوة يحسدونَ يوسف وَبِنيامينَ وَيغْضَبون كانوا يَقُولون: لِماذَا يُحِبُّ أبونَا يوسفَ وَبِنياَمِينَ أَكثرَ؟. |
وَلمِاَذَا يُحِبُّ أَبُونا يُوسفَ بنيامين وَهُما صَغِيرَان ضَعِيفَان!. |
لمَاذَا لاَ يُحِبنا مِثْلَ يُوسُفَ بنيامين نَخنُ شباب أَقوِياءُ، هذَا أمْر عَجيب!. |
وَكَانَ يوسُفُ وَلَدا صَغِيراً، فَحَكَى الرُؤيا لاخوته وَغَضِبَ الاخوةجِدًّا لَمَّا سمِعُوا الرَؤيا وَأشتدَّ حَسدهم. |
وَاجتَمَعَ الاخوة يَوْماً وَقَالُوا اقْتُلوا يوسف أو اطرحوا أرضا بعيدة . |
حينئذ يكون أبوكم لكم خالصا ،ويكون حبه لكم خالصا . |
قَال أحَدهم : لا بَلْ ألقوه في بِئرٍ في طريق يأخذْهُ بَعض المُسَافِرين. |
وَوافَقَ عليِهِ جَمِيعُ الاخوة.
|
3- وفد إلى يعقوب إلى أعلى |
وَلَمَّا اتَّفَقُوا عَلىَ هذا الرأي جَاؤوا إلى يَعْقوب. وَكَانَ يعقوبُ يخَافُ علَى يُوسُفَ كَثِيرا، وَكَانَ يعرف أنَّ الاخوة يحْسدونه وَلاَ يُحبونهُ. |
وَكَانَ يَعْقُوبُ لاَ يُرْسلُ يُوسفَ معَ الاخوة. وَكَانَ يُوسُفُ يَلْعَب مِعً أَخيهِ وَلاَ يَذهَبُ بَعِيداً، وكَان الاخوة يَعْرِفُونَ ذلِكَ، وَلكنهمْ عَزَمُوا عَلَى الشرِّ. |
قَالُوا يَا أبَانَا لِماذَا لا ترسل مَعَنا يوسف؟ ماذَا تَخَاف!. |
هُوَ أخونَا العَزِيزُ، وَأخُوْنا الصَّغيرُ ،وَنَحن أبنَاء أبًّ. والاخوة دَائماً يلعَبُون جَمِيعاً، فلماذا لاَ نَذهَبُ نَخنُ وَنَلْعب جَمِيعا؟ |
{ أرسله معنا غداً يرْتع وَيَلْعَب وَإنَّا لَهُ لَحافِظون}.وَكَان يَعْقُوبُ شيخا كَبِيرا، وَكَان يَعقُوب عَاقِلا حلِيما. وكان يَعقُوب لاَ يحبّ أَنْ يَبْعُدَ مِنهُ يوسفُ.وَكَانَ يَخاف عَلَى يوسُفَ كثيرْاً. |
{أخاف أن يأكله الذئب وأنتمَ عَنهُ غافِلون }. |
قالوا: أبَداً كيف يَأكُله الذِئب و نحن حَاضِونَ؟ وَكيفَ يَأكُلُه، وَنحن شبان أَقوِيَاء؟ |
وَأذنَ يَعْقوبُ ليُوسُفَ.
|
4- إلى الغاية إلى أعلى |
وفَرح الاخوة كَثيرا لما أذن يَعقُوبُ ليوسفَ. وَذهَبوا إِلى غَابَة وَألقوا يوسفَ في بِئر في الغَابَةِ وَلَمْ يَرحموا يُوسفَ الصَّغيرِ ،وَلمْ يَرْحٌموا يَعْقوبَ الشَيخ الكبِيرَ. |
وَكَانَ يُوسفُ وَلَداً صَغِيراً، وَكَانَ قَلبهُ صَغِيرا. وكانَتِ البِئرُ عَمِيقة، وَكَانَ البئر مظلمة وَكَانَ يوسف وَحِيداً. |
وَلكن اللهَ بَشَّرَ يوسف وقال له : لا تخزن ولا تخف .إن الله معك ،وسيكون لك شأن . |
سيحضر إليك الاخوة وتخبرهم بما فعلوه . |
ولما فرغوا من شأنهم وألقوا يوسف في البئر اجتمعوا وقالوا : ماذا نقول لأبينا؟ |
قال بعضهم : كان أبونا يَقولُ أخافُ أن يأكلَهُ الذئب فَنَقُولُه صدقتَ يَا أبانَا قَد أَكَلَه الذئب ,وافق الاخوة على ذلك, و قالوا نعم نقول له أكله الذئب. |
قال بعض الإخوان : ولكن ما آية ذلك ؟ |
قالوا :آية ذلك الدمُّ . |
وأخَذَ الاخوة كَبْشاً وذبحوه . |
وَأخذُوا قَميص يوسفَ وصَبَغوه . |
وفَرح الاخوة جدًا : وقالوا الآن يصَدِّق أبُونَا.
|
{وجاءوا أباهم عِشَاءً تبْكونً } |
{قالوا يا أبانا إنَّا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب }. |
{ وجاءوا على قميصه بدم كذب } وقالوا هذا دم يوسف ! |
وَكانَ أبو هم يعقوب نَبيًّا، وَكَانَ شيخا كَبِيراً.وَكَانَ أعقَل مِنْ أولادهِ. |
وكَانَ يَعْقُوب يعرف أن الذئب إذا أكل إنسانا جرحه وشق قميصه . |
وكَانَ قميص يوسف سَالِمًا. وكانَ مَصْبوغاً في الدّم فَعَرَفَ يَعقوب أنه دَم كَذب وأن قصةَ الذَئبِ قصةٌ مَوضوعَة . |
فقَال لأَولاَده: بَلْ هذِهِ قِصَة وَضَعْتَمُوها {فَصبْرٌ جميل } وَحَزِنَ يَعْقوب عَلَى يوسف حزنا شَديداً ولكنه صَبر صَبْرا جَميلاً.
|
6- يوسف في البئر إلى أعلى |
ورَجع الاخوة إلى البيت، وتركوا يوسف في البئر وأكل الاخوة الطعام ، وناموا على الفراش . ويوسف في البئر ، ولا فراش ولا طعام . ونسي الإخوان يوسف ، وناموا . |
وما نام يوسف ، وما نسي أحداً . |
وبقي يعقوب يذكر يوسف ، وبقي يوسف يذكر يعقوب . |
وكان يوسف في البئر ، وكانت البئر عميقة .وكانت البئر في الغابة ، وكانت الغابة موحشة .وكان ذلك في الليل ، وكان الليل مظلمة.
|
7- من البئر إلى القصر إلى أعلى |
وكانت جماعة تسافر في هذه الغابة .وعطشوا في الطريق ، وبحثوا عن بئر .ورأوا بئرا ، فأرسلوا إليها رجلا ليأتي لهم بالماء . |
جاء الرجل إلى البئر ، وأدلى دلوه . |
ونزع الدلو ، فإذا الدلو ثقيلة ! |
وأخرجها فإذا في الدلو غلام ! |
دهش الرجل ونادى . |
{ يا بشرى هذا غلام }. |
وَفَرِح الناسُ جدا وَأخْفَوْه. |
وَوَصَلوا إلَى مِصْرَ، وَقاموا في السوق وَنَادَوا : منْ يَشترِي هذا الغلامَ؟ مَن يشتري هذا الغلامَ؟ |
اِشتَرَى العَزِيزُ يوسُفَ بِدَرَاهِمَ مَعْدودَةٍ .وَبَاعَهُ التُّجارُ وَمَا عَرَفُوا يوسف. |
وَذَهَبَ بِهِ الْعَزِيزُ إٍلى قَصْرِهِ، وَقالَ لإمرَأَتِهِ أَكرمي يُوسُفَ، إِنَهَ وَلَد رشيد .
|
8- الوفاء و الأمانة إلى أعلى |
وَراودت امرأةُ العَزِيزِ يوسف عَلَى الخيانة. ولكن يوسف أبى ، وقال : كلا ! |
أَنَا لا أَخُون سَيِّدي، انَّه أَحْسَنَ إليَّ وَأَكرمَني. إِنِّي أَخَافُ اللهَ. |
وَغَضِبَتْ امرَأَةُ العَزيزِ وشَكَت إلى زَوْجِهَا. وَعَرفَ العَزِيز أَنَّ المَرْأة كَاذِبَة. |
وَعَرف أن يوسُفَ أَمِينٌ . |
فقَال لِزَوْجِهِ {إِنكِ كُنْت مِنَ الخاطِئِينَ} |
وعُرِف يُوسفُ في مصْرَ بجَمَالِهِ، وَإِذا رآه أحد قالَ {مَا هذَا بَشَرا، إِنْ هذَا إلاَّ مَلَكٌ كريمٌ }. وًأشتدَّ غَضب المرأَةِ وَقَالَتْ لِيوسُفَ : |
إذن تذهب إلى السجن! |
قالَ يوسف {السجنُ أحَب إلَيَ }. |
وبعدَ أيام رأى العزيز أن يُرْسِلَ يُوسُفُ إِلَى السِجْنِ . |
وكان العزيز يعرف أن يوسف بريءٌ. |
وَدَخَلَ يُوْسُفُ السِّجْنَ .
|
9- مَوْعِظَةُ السِّجْن إلى أعلى |
وَدخَلَ يُوسف السِّجنَ، وعَرَفَ أهْل السجْنِ جَمِيعاً أن يوسُف شاب كَرِيم. |
وأنّ يُوسف عِندَه عِلْمٌ عَظِيم. |
وَأنَّ يوسُفَ فيِ صدرِهِ قلب رَحيم. |
وَأَحب أهْلُ السِّجْنِ يُوسفَ وَأَكرَموهُ. |
وَفَرِح النًاسُ بيوسفَ وَعَظَّموهُ. |
ودخَلَ مَعَهُ السًجنَ رَجُلاَنِ وَقَصَّا عليه رؤياهما { وَقَالَ أَحَدُهما إِنِّي أَرَانِي أَعْصر خمرا }. |
{وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه }. |
وسألا يوسفَ عَن التأوِيل. |
وَكانَ يُوْسُف عالِماً بتأويل الرُّؤْيَا. |
وَكَانَ يوسفُ نَبيّا مِنَ الأنْبِيَاءِ. |
وَكَانَ الناسُ في زمَانِهِ يَعبدونَ غَير الله. |
ووضَعوا أَرْبَاباً كَثِيرَةً مِن عِنْد أنفُسِهِم. |
وقالوا هذا ربُّ البر، وَهذَا ربُّ البَحرِ، وَهذَا رَبُّ الرزْقِ، وَهذَا رَبُّ المَطَر. |
وكَانَ يوسُفُ يَرَى كُلَّ ذلكَ وَيضحَكُ. |
وَكَانَ يوسفُ يَعْلَم كلَّ ذلك وَيبكي. |
وَكَانَ يوسفُ يريد أَن يَدعوهُمْ إِلَى الله. |
وقَد أرَادَ الله أنْ يَكُون ذلك في السجنِ . |
ألا يستحق أهل السجن الموعظة؟ |
ألا يستحق أهل السجن الرحمة ؟ |
أليس أهل السجن عباد الله؟ |
أليس أهل السجن بني آدم ؟ |
كَانَ يُوسف في السِجْن وَلكنه كانَ حرًا جَرِيئا. |
كان يوسُف فَقِيرا وَلكِنّهُ كانَ جَوَادًا سَخِيًا. |
إنَّ الأنْبِيَاء يَجْهَرُونَ بِالحَقِّ في كُل مَكان. |
إن الأنبِياء يجودُونَ بِالخَيرِ في كل زمان.
|
10- حكمة يوسف إلى أعلى |
قَالَ يُوسفُ في نَفسِهِ: |
إنَّ الحَاجةَ سَاقت الرَّجُلَين إليَّ. |
وَإنَّ صَاحب يلين ويخضع . |
وإن صاحب الحاجة يطيع ويسمع. |
فلو قلت لهما شيئا لسمعا وسمع أهل السجن ولكن يوسف لم يستعجل . |
بل قال لهما : |
أنا أخبركما بتـأويل الرؤيا قبل أن يأتيكما طعامكما .فجلسا واطمأنا |
ثمَّ قال لهما يوسف : |
أنا عَالِمٌ بتَأوِيل الرُّؤْيَا، {ذلِكُما مِمَّا علّمَني ربي }ففرح واطمأنا . |
وهنا وَجَدَ يُوسُف الفرْصةَ فبَدأ مَوْعِظَته.
|
11- موعظة التوحيد إلى أعلى |
قَال يوسف{ ذلكما مما علمني ربي } . |
ولكن الله لا يؤتي علمه كل أحد . |
إن الله لا يؤتي علمه المشرك . |
هل تعرفان لماذا علمني ربي ؟ |
لأنَي تَرَكت طريق أهل الشرك. |
{وَأتَبّعْت مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهيمَ وَإسْحاقَ ويعقوب }. |
{مَا كانَ لنا أنْ نُشْرِكَ بِاللهِ من شَيءٍ }. |
قال يوسف : |
وَهذَا التَّوْحِيدُ لَيسَ لنَا فَقَطْ. |
بَل هُوَ لِلناسِ جَمِيعاً. |
{ذلك من فضل الله عَلَيْنَا وَعَلى الناسِ وَلكن أَكثرَ الناس لا يشكرون }. |
وهُنَا وَقَف يوسُفُ وسألهما . |
تَقُولُون ربُّ البَر وَرب الْبَحْرِ وَرَب الرزْقِ وَرَبُّ المَطَرِ. |
ونحن نقول ربُّ العاَلمينَ. |
{ءارباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}. |
أين رب البر ورب البحر ورب الرزق ورب المطر ؟ |
{ أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات} . |
انظروا إلى الأرض وإلى السماء وانظروا إلى الإنسان . |
{ هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه } . |
وكيف رب البر ورب البحر ورب الرزق ورب المطر ؟ |
{ أسماء سميتموها أنتم وآبائكم }. |
الحكم لله ، والملك لله ، الأرض لله ، الأمر لله . |
{ألا تعبدوا إلا إياه}. |
{ ذلك الدين القيم }. |
{و لكن أكثر الناس لا يعلمون }.
|
12- تأويل الرؤيا إلى أعلى |
ولما فرغ يوسف من موعظته أخبرهما بِتأوِيلِ الرؤيا،قال : { أما أحدكما فيسقي ربه خمرا }. |
{وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه }. |
وَقَالَ لِلأول { اذكرني عند ربك }. |
وَخرَجَ الرجلاَنِ، فَكَانَ الأَوّل ساقيا للمَالِكَ وصُلِبَ الآخَرُ. |
وَنَسِيَ الساقي أَن يَذْكرَ يُوسُفَ عِندَ المَلِكِ. |
وَأَقَامَ يُوسُف فيِ السجْن سِنِينَ.
|
13- رؤيا الملك إلى أعلى |
وَرَأَى مَلِك مِصر رؤيَا عجِيبَة. |
رأى في المنام سبع بقرات سمان . |
ويأكل هذه البقرات سبع بقرات عجاف. |
ورأى الملك سبع سنبلات خضر وسبع سنبلات يابسات. |
تَعَجَّبَ الملكُ من هذه الرؤيا العجيبة وسأل جلساءه عن التأويل . |
قَالُوا : هذَا ليس بِشَيْء، النَّائمُ يَرَى أَشياء كثيرَةً لا حقيقة لَهَا. |
ولكن قال السَّاقي: لا, بل أخبركم بتأويلهذِهِ الرُّؤيَا. |
وذَهَبَ الساقي إلَى السِّجْن وسأل يوسفَ عَنْ تأوِيلَ رؤيَا الملِكَ. |
كان يوسُف جَوَاداً كَريماً مُشْفِقًا عَلى خَلق الله فأخبره بالتأويل . |
وَكان يوسف جَوَادًا كَرِيما لاَ يَعْرِفُ البخل . |
فأخبر يوسف بِالتأوِيلِ وَدل عَلَى التدبيرِ. |
قَال تزْرَعون سبع سِينَ، واتركوا ما حصدتم في سنبله إلا قليلا مما تأكلونَ. |
وَيَكُونُ بعدَ ذلكَ قَحْط عَام تَأكلون فِيهِ مَا خَزَنْتم إِلا قَلِيلاً. |
وَيَطُول هذا الْقَحْطُ إلى سبع سنين . |
وبَعْدَ ذلك يأتي النصر ويخصب الناس . |
وذهب الساقي وأخبر الملك بتأويل رؤياه .
|
14- الملك يرسل إلى يوسف إلى أعلى |
وَلَمّا سَمعَ الملِكُ هذَا التأويلَ والتدبير فَرِحَ جدا، وَقالَ: مَنْ صَاحِبُ هذا التأويل؟ |
وَقالَ الملك: من هذا الرجل الكريم الذي نصح لنا ودل على التدبير؟ |
قال الساقي : هذا يوسف الصديق وهو الذي أخبر أني سأكون ساقيا لسيدي الملك. |
واشتاق الملك إلى لقاء يوسف ، وأرسل إلى يوسف وقال الملك { ائتوني به أستخلصه لنفسي }.
|
15 - يوسف يسأل التفتيش إلى أعلى |
ولَمَّا جَاءَ الرسُول إلى يوسف وقال له إن الملك يدعوك ! |
ما رضي يوسف أن يخرج من السجن هكذا . ويقول الناس هذا يوسف ! هذا كان أمس في السجن ،إنه خان العزيز. |
إن يوسف كان كبير النفس أبيا، إن يوسف كان كبير العقل ذكيا . |
ولو كان أحد مكان يوسف في السجن وجاءه رسول الملك . |
وقال له رسول الملك إن الملك يدعوك وينتظرك لأسرع هذا الرجل إلى باب السجن وخرج . |
ولكن يوسف لم يسرع . |
ولكن يوسف لم يستعجل . |
بل قال لرسول الملك : أنا أريد التفتيش أنا أريد البحث عن قضيتي . |
وسأل الملك عن يوسف وعلم الملك وعلم الناس ِ أنَّ يُوسُفَ بَرِيء. |
وَخَرج يُوسفُ بَريئاً وأَكْرَمَه الملك.
|
16- على خزائن الأرض إلى أعلى |
وكان يوسف يعلم أن الأمانة قليلة في الناس . |
وكان يوسف يعلم أن الخيانة كثيرة في الناس . |
وكان يوسف يرى أن الناس يخونون في أموال الله. |
وكان يرى أن في الأرض خزائن كثيرة ولكنها ضائعة. |
إنها ضائعة لأن الأمراء (1) لا يخافون الله فيها . فتأكل كلابهم ولا يجد الناس ما يأكلون. وتلبس بيوتهم ولا يجد الناس ما يلبسون . |
وَلا ينفع الناس بخزائن الأرض إلا من كان حفيظا عليما . |
ومَنْ كانَ حفيظا وما كان عليما لا يعلم أين خزائن الأرض وكيف ينتفع بها . |
ومن كان عليما وما كان حفيظا يأكل منها ويخون فيها . |
وكان يوسف حفيظا عليما . |
وَكَانَ يوسُف لا يريد أَنْ يترك الأمراء يأكلون أموال الناس . |
وَكَانَ يُوسُفُ لاَ يَقْدِر أن يرى الناس يجوعون ويموتون . |
وكانَ يوسفُ لاَ يَسْتَحي مِنَ الحق . |
فَقَالَ لِلْمَلِك. |
{اِجْعَلْني عَلَى خَزَائِنِ الأرضِ إني حَفِيظ عَلِيم}. |
وهكذا كان يوسف أمينا لخزائن مصر. |
واستراح الناس جدا وحمدوا الله .
|
17- جاء إخوة يوسف إلى أعلى |
وَكَانَ في مِصْرَ والشام مَجَاعَة كما أخبر يوسف . وسمع أهل الشام وسمع يعقوب أن في مصر رجلا رحيما . وأن في مصر جوادا كريما ، وهو على خزائن الأرض . |
وكان الناس يذهبون إليه ويأخذون الطعام (2) وأرسل يعقوب أبناءه إلى مصر بالمال ليأتوا بالطعام . |
وبقي بنيامين عند والده لأن يعقوب كان يحبه جدا وما كان يريد أن يبعد عنه وكان يعقوب يخاف عليه كما كان يخاف على يوسف. |
وتوجه إخوة يوسف إلى يوسف وهم لا يعرفون أنه أخوهم يوسف . |
وهم لا يعرفون أنه يوسف الذي كان في البئر . |
وهم يظنون أنه قد مات . |
وكيف لا يموت وقد كان في البئر . |
كان في البئر وكانت البئر عميقة . |
وكانت البئر في الغابة وكانت الغابة موحشة . |
وكان ذلك في الليل ، وكان الليل مظلما . |
{ وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون }. |
كانوا منكرين ليوسف لا يعرفونه ،ولكن ما أنكرهم يوسف بل عرفهم . |
عرف يوسف أن هؤلاء هم الذين ألقوه في البئر . وأن هؤلاء هم الذين كانوا يريدون قتله ولكن الله حفظه . |
ولكن يوسف لم يقل لهم شيئا ولم يفضحهم .
|
18- بين يوسف وإخوته إلى أعلى |
وكلمهم يوسف وقال لهم : |
من أين أنتم ؟ |
قالوا : من كنعان ! |
قَالَ: من أبوكم ؟ |
قَالوا: يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ( عليهم الصلوات والسلام ) |
قال : هَل لَكَمْ أَخ آخَرُ؟ |
قَالوا: نعم لنا أخ اسمه بنيامين ! |
قالَ: لَماذا ما جَاءَ مَعَكُم؟ |
قالوا : لأن والدنا لا يتركه ولا يحب أن يبعد عنه. |
قال :لأي شيء لا يتركه هل هو ولد صغير جدا ؟ |
قالوا : لا : ولكن كان له أخ اسمه يوسف ، ذهب معنا مرة ، وذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب . |
وضحك يوسف في نفسه ولكن لم يقل شيئا واشتاق يوسف إلى أخيه بنيامين . |
وأراد الله أن يمتحن يعقوب مرة ثانية . |
فأمر لهم يوسف بالطعام . |
وقال لهم : { ائتوني بأخ لكم من أبيكم }. |
ولا تجدون طعاما إذا لم تأتوا به . |
وأمر يوسف بمالهم فوضع في متاعهم .
|
19- بين يعقوب وأبنائه إلى أعلى |
وَرجَعُوا إِلى أبِيهِمْ وَأخبروهُ بِالخبرِ وَقالُوا لَه: أَرسلْ معنا أخاَنَا، وَإلا لاَ نَجِد خَيرا عنْدَ العَزيز. |
وطلبوا من يعقوب بنيامين وَقَالُوا: {إنَّا لَه لَحَافِظُون}. قال يعقوب : { هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل }. |
هل نسيتم قصة يوسف . أتحفظون بنيامين كما حفظتم يوسف . |
{ فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين}. |
ووجدوا مالهم في متاعهم فقالوا لأبيهم : إن العزيز رجل كريم ، قد رد مالنا ولم يأخذ منا ثمنا. |
أرسل معنا بنيامين نأخذ حقه أيضا . |
قال لهم يعقوب لن أرسله معكم حتى تعاهدوا اللهَ أنَكُم تَرجعُونَ بِهِ إلا أن تغلبوا على أمركم . |
وَعَاهَدوا الله وَقَال يَعْقوبُ: {اللهُ عَلى مَا نَقُولُ وكيل}. |
وَقالهَ يَعقُوبُ لبنيه :{ يَا بَنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة }.
|
20 – بنيامين عند يوسف إلى أعلى |
ودخل الإخوة من أبواب متفرقة كما أمرهم أبوهم ووصلوا إلى يوسف . |
وَلمَّا رأى يوسف بنيامين فرح جدا وأنزله في بيته . |
وقال يوسف لبنيامين { إني أنا أخوك} واطمأن بنيامين . ولقي يوسف بنيامين بعد زمن طويل. فذكر أمه وأباه وذكر بيته وذكر صغره . |
وأراد يوسف أن يبقى عنده بنيامين يراه كل يوم ويكلمه ويسأله عن بيته . |
ولكن كيف السبيل إلى ذلك ، و بنيامين راجع غدا إلى كنعان ؟ |
وكيف السبيل إلى ذلك و الإخوة عاهدوا الله على أن يرجعوا به معهم ؟ |
وكيف يمكن ليوسف أن يحبس بنيامين عنده كنعانيا بغير سبب , إن هذا لظلم عظيم. ؟ |
ولكن يوسف كان ذكيًّا عاقلا . |
كان عند يوسف إناء ثمين ، وكان يشرب فيه . ووضع هذا الإناء في متاع بنيامين وأذن مؤذن إنكم لسارقون . |
والتفت الإخوة ، وقالوا ماذا تفقدون ؟ |
قالوا نفقد صواع " إناء" الملك ، ولمن جاء به حمل بعير . |
{ قالوا تا الله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين }! |
{ قالوا فما جزاءه إن كنتم كاذبين }؟ |
{ قالوا جزاءه من وجد في رحله فهو جزاءه كذلك نجزي الظالمين }! |
وخرج الإناء من متاع بنيامين فخجل الإخوة ولكن قالوا من غير خجل : |
إن يسرق " بنيامين" فقد سرق أخٌ له " يوسف " من قبل . وسمع |
يوسف هذا البهتان فسكت ولم يغضب وكان يوسف كريما حليما . |
{قَالُوا يَا أيها العَزِيزُ إن لَه أَبًا شَيْخاً كَبيراً فَخْذ أَحَدَنَا مَكانَهُ إناَّ نراكَ منَ المحسنين }. |
{قال معاد الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنَّا إذا لظالمون }. |
و هكذا بقي بنيامين عند يوسف و فرح الإخوان جميعا. |
إن يوسف كان وحيدا مند زمن طويل لا يرى أحد من أهله. |
و قد ساق الله إليه بنيامين أفلا يحبسه عنده يراه و يكلمه. و هل من الظلم أن يقيم أخ عند أخيه. أبدا؟
|
21 - إلى يعقوب إلى أعلى |
و تحيرى الإخوة كيف يرجعون إلى أبيهم؟! |
و فكل الإخوة ماذا يقولون لأبيهم؟! |
إنهم فجعوه أمس في يوسف, أفيفجعونه اليوم في بنيامين! |
أما كبيرهم فأبى أن يرجع إلى يعقوب و قال لإخوته: |
{ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق و ما شهدنا إلا بما علمنا و ما كنا للغيب حافظين }. |
و لما سمع يعقوب القصة علم أن لله يدا في ذلك. و أن الله ممتحه. |
أمس فجع في يوسف و اليوم يفجع في بنيامين إن الله لا يجمع عليه مصيبتين, إن الله لا يفجعه في ابنين. |
إن الله لا يفجعه في ابنين كيوسف و بنيامين. |
إن لله في ذلك يدا خفية. |
إن لله في ذلك حكمة مخفية. |
إن الله لم يزل يمتحن عباده ثم يسرهم و ينعم عليهم. |
ثم إن الابن الكبير بقي في مصر أيضا وأبى أن يرجع إلى كنعان . |
أفيفجع في الثالث أيضا وقد فجع من قبل في اثنين . إن هذا لا يكون . |
وهنا اطمأن يعقوب وقال : |
{ عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم }
|
22- يظهر السر إلى أعلى |
ولكن يعقوب كان بشرا في صدره قلب بشر لا قطعة حجر . |
فذكر يوسف وتجدد حزنه وقال : { يا أسفى على يوسف }. |
ولامه أبناءه وقالوا إنك لا تزال تذكر يوسف حتى تهلك. |
قال يعقوب : { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون }. |
وكان يعقوب يعلم أن اليأس كفر، وكان يعقوب له رجاء كبير في الله . |
وأرسل يعقوب أبناءه إلى مصر ليبحثوا عن يوسف بنيامين ويجتهدوا في ذلك . |
ومنعهم يعقوب من أن يقنطوا من رحمة الله، وذهب الإخوة إلى مصر مرة ثالثة . |
ودخلوا على يوسف وشكوا إليه فقرهم ومصيبتهم وسألوه الفضل . |
وهنا هاج الحزن والحب في يوسف ولم يملك نفسه . |
أبناء أبي وأبناء الأنبياء يشكون فقرهم ومصيبتهم إلى ملك من الملوك. |
إلى متى أخفي الأمر عنهم وإلى متى أرى حالهم وإلى متى لا أرى أبي ؟ |
لم يملك يوسف وقال لهم . |
{هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون }. وَكاَنَ الإخوة يعلمون أن هذا السر لا يعلمه إلا يوسف ونحن . |
فعلموا أنه يوسف . |
سبحان الله ! هل يوسف حي ،أما مات في البئر . يا سلام ! هل يوسف هو عزيز مصر ؟ |
هُوَ الذي كان يَأمُرُ لَنَا بالطعام؟ |
وما بقي عندهم شك أن الذي يكلمهم هو يوسف بن يعقوب ! |
{قالوا أءنك لأنت يوسف}. |
قَال: {أنَا يوسُفُ وَهذَا أخي ، قَدْ منَّ الله علينا إنَّهُ منْ يَتَّق وَيَصبر فَإنَّ اللهَ لا يضيع أَجر المحْسِنين}. |
{ قالوا تا الله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين}. وما لامهم يوسف على فعلتهم ، بل قال : {يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرحَمُ الراحمين} .
|
23- يوسف يرسل إلى يعقوب إلى أعلى |
واشتاق يوسف إلى لقاء يعقوب ،وكيف لا يشتاق إليه وقد طال الفراق . |
و لماذا يصبر الآن وقد ظهر السر . |
وكيف يطيب له الشراب والطعام وأبوه لا يطيب له شراب ولا طعام ولا منام . |
قد انكشف السر ، وقد ظهر السر ، وقد أراد الله أن تقر عين يعقوب |
وكان يعقوب قد عمي من كثرة البكاء والخزن |
فقال يوسف : |
{اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا ، وأتوني بأهلكم أجمعين}.
|
24- يعقوب عند يوسف إلى أعلى |
ولما سار الرجال بقميص يوسف إلى كنعان ، أحس يعقوب رائحة يوسف، وقال : { إني لأجد رائحة يوسف}. |
{قَالُوا تا الله إِنَّكَ لَفي ضَلاَلِكَ القدِيمِ}. |
وَلكِنْ كَانَ يَعقوبُ صَادقاَ، {فَلَما أَنْ جَاءَ الْبَشِير ألقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارتَدَّ بَصِيرا، قَالَ ألَم أقلْ لكَمْ إني أعْلَمُ مِن اللهِ مَالاَ تَعْلَمون}. |
{قَالُوا يَا أبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنوبَنَا إنَّا كُنَّا خاطِئِين}. |
{قَالَ سَوف أستَغفِر لَكُم ربي إنه هو الغفور الرَحِيمُ}. |
ولما وصل يعقوب إلى مصر استقبله يوسف ولا تسأل عن فرحهما وسرورهما . |
وكان يوما مشهودا في مصر وكان يوما مباركا . ورفع يوسف أبويه على العرش ووقعوا كلهم سجدا ليوسف . |
وقال يوسف : { هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا }. |
{إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين }. |
وحمد يوسف الله حمدا طيبا كثيرا . |
وشكر يوسف على ذلك شكرا عظيما . |
وبقي يعقوب وآل يعقوب في مصر زمنا طويلا . ومَات يَعْقوب وَزَوْجهُ في مصر. |
|
25 – حسن العاقبة إلى أعلى |
ولم يشغل يوسف هذا الملك العظيم عن الله ولم يغيره . |
وكان يوسف يذكر الله ويعبده ويخافه . |
وكان يوسف يحكم بحكم الله وينفذ أوامر الله. |
وكان يوسف لا يرى الملك كثيرا ولا يعده شيئا كبيرا وكان يوسف لا يحب أن يموت موت ملك و يحشر مع الملوك. |
بل كان يوسف يحب أن يموت موت عبد ويحشر مع الصالحين . |
وكان دعاء يوسف : |
{ربِّ قَد آتَيْتني مِن الملكِ وَعَلّمتَني مِن تأوِيل الأحاديث، فَاطِرالسماواتِ وَالأرْض أنْتَ وَلِي في الدنيَا وَالآخِرَةِ تَوفني مُسْلِماً و ألحقني بالصَّالحِينَ}. |
و توفَّاهُ الله مُسْلِما وَألحقَهُ بِآبَائِهِ إِبراهيمَ وإسحاق ويعقوبَ صَلَّى الله عَليهِم وَعلى نَبِينَا و سلم. |
|
(1) الولاة و أصحاب الأمر. |
(2) الحبوب. |
سفينة نوح |
1 - بعد آدم
|
9- الرسول
|
17- دعاء نوح
|
2- حسد الشيطان
|
10- بشر أم ملك
|
18 - السفينة
|
3 - فكرة الشيطان
|
11- نوح الرسل
|
19- الطوفان
|
4- حيلة الشيطان
|
|
20- ابن نوح
|
5- صور الصالحين
|
13- بين نوح وقومه
|
21- ليس من أهلك
|
|
14- اتبعك الأرذلون
|
22- بعد الطوفان
|
|
15- حجة الأغنياء
|
|
8- غضب الله
|
16- دعوة نوح
|
|
|
||
1 - بعد آدم إلى أعلى |
||
بارك اللهُ في ذرَيَه آدَمَ فَكان فيها رجال كثير.ونساء . وانتشرت ذرية آدم وكثرت . |
||
فلو رجع آدم ورأى أبناءه لما عرف . |
||
ولو قيل له هذه ذريتك يا آدم لتعجب كثيرا . |
||
وقال : سبحان الله ! هؤلاء كلهم أولادي ؟هذه كلها ذريتي ؟! |
||
وَكَانَت لِذرَيَّةِ آدَم قرى كثيرة وبنوا بيوتا كثيرة .وَكَانوا يَحرثونَ الأرْضَ ويزْرَعُونَ ويعِيشُونَ. وكَانَ الناس علَى دين أَبِيْهِمْ آدَمَ، يَعبدُونَ الله وَلاَ يشركون بهِ شيئاً !. |
||
وَكَانَ الناسُ أمة وَاحِدَة أبوهم آدَم وربهم الله.
|
2- حسد الشيطان إلى أعلى |
وَلكِنْ كيف يَرضى إبلِيس و ذريَّتهُ بِهذا ؟ ألا يزَال الناس يَعبدونَ اللْهَ ? |
ألاَ يَزالُ الناس أمَّةً واحِدَةً لاَ يختلفُوْنَ؟ إنَّ ذلكَ لاَ يكونُ!إنَّ ذلكَ لاَ يكونُ! |
هل يدخل ذرية آدم الجنة ، ويدخل إبليس وذريته النار ؟ |
إنَّ ذلك لا يكون ، إنَّ ذلك لا يكون ! |
إنه لم يسجد لآدم فطرده الله ولعنه . |
ألا ينتقم من بني آدم فيدخلوا معه النار ؟ |
لابد أن يكون ذلك ! لابد أن يكون ذلك
|
3 - فكرة الشيطان إلى أعلى |
ورأى الشيطان أن يدعو الناس إلى عبادة الأصنام فيدخلوا النار ولا يدخلوا الجنة أبدا. |
وكان الشيطان يعرف أن الله لا يغفر الشرك ويغفر كل شيء إذا أراد . |
فأراد الشيطان أن يدعوهم إلى الشرك . فلا يدخلوا الجنة أبدا . |
ولكن كيف الطريق إلى ذلك ،والناس يعبدون الله ؟ إنه لو ذهب إلى الناس وقال لهم : { اعبدوا الأصنام ولا تعبدوا الله } لشتمه الناس وضربوه . |
قالوا : معاذ الله ،أ نشرك بربنا ؟ أ نعبد الأصنام ؟ إنك لشيطان رجيم ! إنك لشيطان خبيث!
|
4- حيلة الشيطان إلى أعلى |
ولكن الشيطان وجد بابا يدخل منه إلى رؤوس الناس . |
كان رجال يخافون الله ،ويعبدونه ليلا ونهارا . ويذكرونه ذكرا كثيرا . |
وكانوا يحبون الله، وكان الله يحبهم ويستجيب لهم وكان الناس يحبونهم ويعظمونهم ، وكان الشيطان يعرف ذلك جيدا . |
وقد مات هؤلاء وانتقلوا إلى رحمة الله ! |
ذهب الشيطان إلى الناس وذكر هؤلاء الرجال . |
وقال : كيف كان فيكم فلان وفلان و فلان ؟ |
قالوا : سبحان الله ! رجال الله وأولياؤه ! أولئك إذا دعوا أجابهم، وإذا سألوا أعطاهم.
|
5- صور الصالحين إلى أعلى |
قال الشيطان : فكيف حزنكم عليهم ؟ |
قالوا : شديد |
قَالَ: وكيف اشتياقكم إليهم ؟ |
قالوا : عظيم ! |
قالَ: وَلماذَا لاَ تَنْظرون إِلَيْهم كَلَّ يَوم؟ |
قالوا : وكيف السبيل إلى ذلك وقد ماتوا ؟ |
قال : اعملوا لهم صورا وانظروا إليها كل صباح |
وأعجب الناس برأي إبليس وصوروا الصالحين وكانوا ينظرون إلى هذه الصور كل يوم، وإذا رأوها ذكروا أولئك الصالحين .
|
6- من الصور إلى التماثيل إلى أعلى |
وانتقلوا من الصور إلى التماثيل |
وعملوا للصالحين تماثيل كثيرة ، ووضعوها في بيوتهم وفي مساجدهم |
وكانوا يعبدون الله لا يشركون به شيئا |
وَكانُوْا يَعْرفُوْنَ أَن هذه تماثيل الصالحين . |
وأن هذه حجارة لا تنفعهم ولا تضرهم ولا ترزقهم ولكنهم كانوا يتبركون بها ويعظمونها ،لأنها تماثيل للصالحين . |
وكثرت هذه التماثيل فيهم ، وكثر تعظيمها . |
وإذا مات فيهم رجل صالح عملوا له تمثالا وسموه باسمه .
|
7-من التماثيل إلى الأصنام إلى أعلى |
ومضى هؤلاء ، ورأى الأولاد آبائهم يتبركون بها ورأوا آبائهم يعظمونها تعظيما شديدا . |
وكانوا يرونهم يقبلون هذه التماثيل، ويلمسونها ويدعون عندها . |
وكانوا يرونهم يخفضون رءوسهم ويركعون عندها فَزَادَ الأَبْناءُ عَلَى الآبَاء، وَصَارُوْا يَسْجدُونَ لَهَا.وَصَارُوا يَسْأَلُوْنهَا، وَيذْبحُونَ لَهَا. |
وَهكذا صَارَت هذهِ الأصْنامُ آلِهَة، وصَارَ النَاس يَعبدُوْنَها كَمَا كَانوْا يَعبدُوْنَ اللهَ من قَبْل. وكثرت هذه آلهة فيهم ، هذا ود وذلك سواع ،وهذا يغوث ، وذلك يعوق، وهذا نسر .
|
8- غضب الله إلى أعلى |
وغضب الله على الناس غضبا شديدا ولعنهم . |
ولماذا لا يغضب الله على الناس ولا يلعنهم ؟ |
أ لهذا خلقهم، أ لهذا يرزقهم ؟ |
يمشون على أرض الله ويكفرون بالله ! |
ويأكلون رزق الله ويشركون بالله ! |
إن هذا لظلم عظيم ! إن هذا لظلم عظيم ! |
غضب الله على الناس ،وحبس المطر وضيق عليهم . وقل الحرث وقل النسل . |
ولكن الناس ما عقلوا ،ولكن الناس ما تابوا.
|
9- الرسول إلى أعلى |
وأراد الله أن يرسل إليهم رجلا منهم يكلمهم وينصح لهم . |
إن الله لا يكلم واحدا واحدا، إن الله لا يخاطب كل أحد يقول له افعل كذا، افعل كذا . إن الملوك لا يكلمون واحدا واحدا |
إن الملوك لا يذهبون إلى كل أحد يقولون له افعل كذا ،افعل كذا |
والملوك بشر كالبشر ،يقدر كل أحد أن يراهم ويسمع كلامهم ، ولا يقدر أحد أن يرى الله !ويسمع كلامه! ويكلمه! ، ولا يقدر على ذلك إلا من أراد الله , إذا أراد الله! |
فأراد الله أن يرسل إلى الناس رسولا يكلمهم وينصح لهم .
|
10- بشر أم ملك إلى أعلى |
وأراد الله أن يكون هذا الرسول بشرا،وأن يكون واحدا من الناس ، يعرفه الناس ويفهمون كلامه وإذا كان الرسول مَلَكاًً قال الناس : ما لنا وله ؟هو ملك ونحن بشر ! |
نحن نأكل ونشرب ولنا أهل وذرية فكيف نعبد الله ؟ |
وإذا كان الرسول بشرا قال أنا آكل وأشرب ولي أهل وذرية وأنا أعبد الله فلم لا تعبدون الله ؟ |
وإذا كان الرسول مَلَكًًا قال الناس :إنك لا تعطس ولا تجوع ، ولا تموت فتعبد وإنك لا تمرضالله وتذكره دائما ! |
ونحن بشر نعطش ونجوع ، ونمرض ونموت ، فكيف نعبد الله ونذكر دائما ؟ |
وإذا كان الرسول بشرا قال أنا مثلكم أعطش وأجوع وأمرض وأموت وأعبد الله وأذكره ،فلماذا لا تعبدون الله ولا تذكرونه ؟ |
فينقطع كلام الناس ولا يجدون عذرا .
|
11- نوح الرسل إلى أعلى |
وأراد الله أن يرسل نوحا إلى قومه . |
كان في القوم أغنياء ورؤساء ، ولكن الله اختار نوحا لرسالته .ولم يختر أحدا منهم . |
الله يعلم من يحمل رسالته،والله يعلم من يحمل أمانته. |
وكان نوح رجلا صالحا كريما، |
وكان نوح رجلا عاقلا حليما . |
وكان نوح نَاصحًا شفيقا،وكان نوح صادقا أمينا اختار الله نوحا لرسالته وأوحى إليه : { أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم }. |
فقام نوح في قومه يقول للناس{ إني لكم رسول أمين }
|
12- ماذا أجابه القوم؟ إلى أعلى |
لما قَامَ نوْح في قوْمهِ يَقُوْل : {إِني لَكُمْ رَسوْلٌ أَمِينٌ} قَامَ بَعضُ النَّاسِ يَقُولوْن : مَتَى صَارَ هذَا نَبِيًّا؟ |
بالأمس كان رجلا منا واليوم يقول أنا رسول الله إليكم ! |
وَقَالَ أَصْدِقَاء نوْح: هذا كَانَ يَلعب معنا في الصِّغَرِ ويجلس مَعَنَا كلَّ يَوْم فَمتَىجَاءَ تْه النبوِّة؟ أ ليلا أم نهارا ! |
وقال الأغنياء والمتكبرون : أما وجد الله أحدا غيره ؟ |
أمات الناس كلهم ،أما وجد في القوم إلا فقيرا ؟ |
وقال الجهال : { ما هذا إلا بشرٌ مثلكم }. |
وقالوا : { لو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين }. |
وقال بعض الناس إن نوحا يريد أن ينال الرياسة والشرف بهذا الطريق .
|
13- بين نوح وقومه إلى أعلى |
كان الناس يرون أن عبادة الأصنام هو الحق. وأن عبادة الأصنام هو العقل . |
وكانوا يرون أن الذي لا يعبد الأصنام هو في ضلال وسفاهة . |
وكانوا يقولون : قد كان آباؤنا يعبدون الأصنام فلماذا لا يعبدها هذا ؟ |
وكان نوح يرى أن عبادة الأصنام ضلالة ، وأن عبادة الأصنام سفاهة . |
وكان نوح يرى أن الآباء كانوا في ضلال وسفاهة . وأن آدم وهو أبو الآباء ما كان يعبد الأصنام، بل كان يعبد الله . |
وأن القوم في ضلالة وسفاهة إذ يعبدون الحجارة ولا يعبدون الله الذي خلقهم . |
قام نوح في القوم يقول بأعلى صوته:{ يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم} . |
{ قال الملأ من قومه إنّا نراك في ضلال مبين}. |
{ قال يقوم ليس بي ضلالة و لكني رسول من رّبِّ العالمين. أبلغكم رسالات رّبّي و أنصح لكم و أعلم من الله ما لا تعلمون}.
|
14- اتبعك الأرذلون إلى أعلى |
و اجتهد نوح كثيرا أن يؤمن قومه و يعبدوا الله و يتركون الأصنام. |
و لكن ما آمن بنوح إلا بعض الأفراد من قومه. ما آمن به إلا بعض الأفراد الذين يعملون بأيديهم و يأكلون الحلال. |
أما الأغنياء من قومه فقد منعهم كبرهم أن يطيعوا نوحا. |
وشغلتهم أموالهم وأولادهم أن يفكروا في الآخرة وكانوا يقولون : نحن أشراف وهؤلاء أراذل. |
ولما دعاهم نوح إلى الله قالوا : |
{أنؤمن لك واتبعك الأرذلون }؟. |
و طلبوا من نوح أن يطرد هؤلاء المساكين . |
ولكن نوحا أبى وقال : { ما أنا بطارد المؤمنين } . |
إن بابي ليس باب ملك ،{ إن أنا إلا نذير مبين }. |
وكان نوح يعرف أن هؤلاء المساكين مؤمنون مخلصون . |
وأن الله يغضب إذا طرد هؤلاء المساكين ،وإذن لا ينصره أحد . |
فَقَالَ نوْح: { يقَوْم من ينصرني من الله إن طردتهم }.
|
15- حجة الأغنياء إلى أعلى |
وقال الأغنياء : الذي يدعو إليه نوح وليس بحق وليس بخير . |
لِمَاذَا ؟. |
لأنا جربنا أنا نحن السابقون في كل خير . |
لنا كل طيب من الطعام، ولنا كل جميل من اللباس .والناس في كل شيء لنا تبع. |
وإنَّا رأينا أن الخير لا يخطئنا ولا يجاوزنا في المدينة . فلو كان هذا الدين خيرا لأتانا قبل هؤلاء المساكين { لو كان خيرا سقونا إليه }.
|
16- دعوة نوح إلى أعلى |
ودعا نوح قومه ،واجتهد في النصيحة . |
{ قال يقوم إني لكم نذير مبين ،أن اعبدوا الله واتقوه و أطيعون ، يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون }. |
وكان الله حبس عنهم المطر وغضب عليهم وقل الحرث وقل النسل . |
فقال نوح : يا يقوم إن آمنتم رضي عنكم الله وزال هذا العذاب . |
وأرسل عليكم الأمطار وبارك لكم في الرزق والأولاد . |
ودعا نوح قومه إلى الله وقال لهم : ألا تعرفون الله ؟ هذه آيات الله حولكم ألا تنظرون إليها ؟ ألا تنظرون إلى السماء والأرض ؟ ألا تنظرون إلى الشمس والقمر ... ؟ |
من خلق السماوات ؟ وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ؟ |
ومن خلقكم . وجعل لكم الأرض بساطا ؟ |
ولكن قوم نوح لم يعقلوا ! ولكن قوم نوح لم يؤمنوا ! بل إذا دعاهم نوح إلى الله جعلوا أصابعهم في آذانهم . |
وكيف يفهم من لا يسمع ؟وكيف يسمع من لا يريد أن يسمع ؟
|
17- دعاء نوح إلى أعلى |
وَاجْتَهَدَ نُوْح كثِيرا وبَقيَ يَدْعو قَوْمَه زَمَناً طَوِيْلا. |
مَكَث نوح في قَوْمِهِ أً لف سنة إلا خَمْسيْن عَامًا يدعوهم إلى الله . |
ولكن قوم نوح لم يؤمنوا. |
ولم يتركوا عبادة الأصنام ،ولم يرجعوا إلى الله . فإلى متى ينتظر نوح ؟ إلى متى يرى فساد الأرض ؟ إلى متى يرى الحجارة تعبد ؟ |
إلى متى يرى الناس يأكلون رزق الله ويعبدون غيره ؟ |
لماذا لا يغضب نوح ؟ إنه صبر صبرا لم يصبر أحد مثله ! |
ألف سنة إلا خمسين عاما الله أكبر ،الله أكبر . |
وقد أوحى الله إلى نوح : { إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن }. |
وقال قوم نوح لما دعاهم نوح مرة أخرى . |
{ يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين }. |
وَغَضِبَ نُوْح لله وَيَئسَ مِنْ هؤلاءِ وَقَالَ: اللهم لاَ تَترُكْ عَلَى الأرْضِ أحَداً مِنَ الكافرين .
|
18 - السفينة إلى أعلى |
وأجاب الله دعوة نوح وأراد أن يغرق قومه . ولكن الله يريد كذلك أن ينجو نوح والمؤمنون . |
فأمر نوحا أن يصنع سفينة كبيرة . |
وبدأ نوح يصنع سفينة كبيرة . |
ورآه قومه في هذا الشغل فوجدوا شغلا |
وصاروا يسخرون منه . |
ما هذا يا نوح ؟ من متى صرت نجارا ؟ |
أما كنا نقول لك لا تجلس إلى هؤلاء الأراذل . |
ولكنك ما سمعت كلامنا وجلست إلى النجارين والحدادين فَصِرْتَ نَجَّارا! |
وأين تمشي هذه السفينة يا نوح ؟إن أمرك كله عجب . |
أتمشي هذه في الرمل أم تصعد الْجَبَلَ؟ |
البحر من هنا بعيد جداًّ ،هل يحملها الجن أم تجرها الثيران ؟ |
وكان نوح يسمع كل ذلك ويصبر،وقد سمع أشد من هذا فصبرَ! |
ولكن كان يقول لهم أحيانا : { إن تسخروا منا فإنَّا نسخر منكم كما تسخرون }.
|
19- الطوفان إلى أعلى |
وَجَاء وَعْدُ اللهِ فالعياذ بالله ! |
أمطرت السَّماءُ وأمطرت وَأمْطَرَتْ وَأَمْطَرَت. |
حَتًّى كأن السماء منخلةٌ لا تمسك ماء . |
ونبع الماء وسال حتى أحاط بالناس من كل جانب . |
و أوحى الله إلى نوح : خذ معك من آمن بك من قومك و أهلك. |
وأوحى الله إلى نوح أن يأخذ معه من كل حيوان وطائر زوجا, ذكرا وأنثى . |
لأن الطوفان عام لا ينجو منها إنسان ولا حيوان . |
وكذلك فعل نوح ،فكان معه في السفينة من آمن به من قومه . |
ومن كل حيوان وطائر زوج . |
وسارت السفينة تجري بهم في موج كالجبال . وَارتَقَى الْقَومُ كُل مَكَانٍ عَال وَكلَ رَبْوَة يَفِرونَ مِنْ عَذَابِ اللهِ.َ |
ولكن لا ملجأ من الله إلا إليه.
|
20- ابن نوح إلى أعلى |
وكان لنوح ابن كان مع الكافرين |
ورأى نوح ابنه في الطوفان فقال : { يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين }. |
{ قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء }. |
{قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}. |
{ وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}. |
وحزن نوح على ابنه ،وكيف لا يحزن وهو ابنه. وأراد أن ينجو ابنه من النار يوم القيامة إذ لم ينج من الماء أمس . |
إن النار أشد من الماء ، وإن عذاب الآخرة أشق أما وعده الله أنه ينجي أهله ؟ بلى! |
إن وعد الله حق . |
فأراد أن يشفع لابنه عند الله .
|
21- ليس من أهلك إلى أعلى |
{ وَنَادَى نوح رَبَّهُ فَقَالَ: إنَّ ابني من أهلي وَإِن وَعدَك الْحق وَأنت أحكَم الحاكمين}. |
ولكن الله لا ينظر إلى الأنساب بل ينظر إلى الأعمال . |
والله لا يقبل الشفاعة في المشركين . |
وليس المشرك من أهل النبي وإن كان ابنه. |
فنبه الله نوحا على ذلك وقال :{يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين }. |
وتنبه نوح وتاب إلى الله وقال : |
{رَبِّ إنِّي أعوذ بكَ أن أَسْأَلَكَ مَا ليسَ لي بِهِ عِلْم وَ إلا تَغفِر لي وتَرْحَمنِي أَكن مِنَ الْخَاسرين }.
|
22- بعد الطوفان إلى أعلى |
وَلَما كَان ما أرَادَه الله وغَرِقَ الكُفارُ أمسَكَت السَّماءُ وغار الْمَاء |
واستوت السفينة على جبل الجوديِّ { وقيل بعدا للقوم الظَّالِمينَ }. |
وقيل يا نوح اهبط بسلام . |
وَهَبَطَ نوح وَأصْحَابُ السفينة يَمْشُونَ عَلَى الْبَر بسَلاَمٍ. |
وَهَلكَ الكُفار مِنْ قَومِ نُوْح فَما بَكت عليهِم السماء وَالأَرْضُ. |
وَبَارَكَ اللهُ في ذُريَةِ نوح فَانتشَرَتْ في الأرْضِ, و ملأت الأرض |
و كان فيها أمم و كلن فيها أنبياء و ملوك. |
{ سلام على نوح في العالمين}. |
{ سلام على نوح في العالمين}. |