|
15 - يوسف يسأل التفتيش |
22- يظهر السر | ||
|
2- حسد الإِخوة |
9- مَوْعِظَةُ السِّجْن |
16- على خزائن الأرض |
|
|
10- حكمة يوسف |
17- جاء إخوة يوسف |
24- يعقوب عند يوسف | |
|
4- إلى الغاية |
11- موعظة التوحيد |
18- بين يوسف وإخوته |
25 - حسن العاقبة |
|
5- أمام يعقوب |
12- تأويل الرؤيا |
19- بين يعقوب وأبنائه |
|
|
13- رؤيا الملك |
20 - بنيامين عند يوسف |
||
|
21- إلى يعقوب |
|||
|
|
|
1- رُؤْيا عَجِيبَة إلى أعلى |
|
كانَ يوسف وَلَداً صغيرا ، وَكانَ لَهُ أَحَدَ عَشَرَ أخا. وَكان يوسفُ غُلاما جَمِيلاً، وَكَانَ يُوْسُف غُلاَماً ذَكياً. وَكَان أبُوه يَعقُوبُ يُحِبهُ أَكْثَرَ من جميع اخوته. |
|
ذات ليلَةٍ رأى يوسف رؤيَا عَجيبَةً. |
|
رَأى أَحدَ عَشَرَ كَوْكبًا وَرأى الشَمْسَ وَالقمَرَ كُلٌّ يَسْجُد لهُ. |
|
تَعَجًّبَ يُوسف الصغِيرُ كَثِيراً ! وَمَا فَهِمَ هذِهِ الرؤْيا كَيْف تَسْجُد الكَوَاكِب والشَّمس والقَمَرَ لِرَجُل؟ ذَهَبَ يوسف الصَّغِير إِلى أبيهِ يعقُوبَ . وحكى له هذه الرؤيَا العَجِيبَة. |
|
{ يا أَبَتِ إنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كوكبا وَالشمْس وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ ليِ ساَجِدِينَ }. |
|
وكانَ أبُوهُ يَعْقوب نَبِيًّا. |
|
فَرِح يعْقُوب بهذهَ الرُّؤيَا كَثِيراً. |
|
وَقَالَ بارَك الله لَك يَا يوسُف، فَسَيَكون لَك شأن . هذهِ الرؤيا بشارةٌ بِعِلْم ونبوة. |
|
و قَد أنْعَمَ الله عَلَى جَدَّك إِسْحاقَ وَقَدْ أَنعَمَ الله على جدِّكَ إبرَاهِيمَ. |
|
وَإِنه يُنْعِمُ عَليكَ وينْعِمُ على آل يَعْقُوبَ. |
|
وَكانَ يَعْقوبُ شَيْخاً كَبِيراً ، وَكَانَ يَعْرِفُ طَباَئِعَ النَّاسِ. وَكانَ يَعْرفُ كَيْفَ يَغلِبُ الشَيْطَان، وَكَيفَ يَلْعَبُ الشيطان بالإِنْسَانِ. |
|
فَقَالَ يَا وَلَدي، لاَ تُخبر ْبهذِهِ الرُّؤْيَا أَحَداً مِنْ اخوتك فإِنَّهم يحسدونَكَ وَيَكُونُونَ لَكَ عَدوَّا.
|
|
|
|
2- حسد الإِخوة إلى أعلى |
|
وَكَانَ يُوْسُف له أخ آخر من أمه اسمه بنيامين . وَكَانَ يَعْقُوْبُ يُحِبُّهما حُبًّا شَدِيدا ، وكان لا يحب مثلها أحدا . |
|
وكَانَ الإِخوة يحسدونَ يوسف وَبِنيامينَ وَيغْضَبون كانوا يَقُولون: لِماذَا يُحِبُّ أبونَا يوسفَ وَبِنياَمِينَ أَكثرَ؟. |
|
وَلمِاَذَا يُحِبُّ أَبُونا يُوسفَ بنيامين وَهُما صَغِيرَان ضَعِيفَان!. |
|
لمَاذَا لاَ يُحِبنا مِثْلَ يُوسُفَ بنيامين نَخنُ شباب أَقوِياءُ، هذَا أمْر عَجيب!. |
|
وَكَانَ يوسُفُ وَلَدا صَغِيراً، فَحَكَى الرُؤيا لاخوته وَغَضِبَ الاخوةجِدًّا لَمَّا سمِعُوا الرَؤيا وَأشتدَّ حَسدهم. |
|
وَاجتَمَعَ الاخوة يَوْماً وَقَالُوا اقْتُلوا يوسف أو اطرحوا أرضا بعيدة . |
|
حينئذ يكون أبوكم لكم خالصا ،ويكون حبه لكم خالصا . |
|
قَال أحَدهم : لا بَلْ ألقوه في بِئرٍ في طريق يأخذْهُ بَعض المُسَافِرين. |
|
وَوافَقَ عليِهِ جَمِيعُ الاخوة.
|
|
3- وفد إلى يعقوب إلى أعلى |
|
وَلَمَّا اتَّفَقُوا عَلىَ هذا الرأي جَاؤوا إلى يَعْقوب. وَكَانَ يعقوبُ يخَافُ علَى يُوسُفَ كَثِيرا، وَكَانَ يعرف أنَّ الاخوة يحْسدونه وَلاَ يُحبونهُ. |
|
وَكَانَ يَعْقُوبُ لاَ يُرْسلُ يُوسفَ معَ الاخوة. وَكَانَ يُوسُفُ يَلْعَب مِعً أَخيهِ وَلاَ يَذهَبُ بَعِيداً، وكَان الاخوة يَعْرِفُونَ ذلِكَ، وَلكنهمْ عَزَمُوا عَلَى الشرِّ. |
|
قَالُوا يَا أبَانَا لِماذَا لا ترسل مَعَنا يوسف؟ ماذَا تَخَاف!. |
|
هُوَ أخونَا العَزِيزُ، وَأخُوْنا الصَّغيرُ ،وَنَحن أبنَاء أبًّ. والاخوة دَائماً يلعَبُون جَمِيعاً، فلماذا لاَ نَذهَبُ نَخنُ وَنَلْعب جَمِيعا؟ |
|
{ أرسله معنا غداً يرْتع وَيَلْعَب وَإنَّا لَهُ لَحافِظون}.وَكَان يَعْقُوبُ شيخا كَبِيرا، وَكَان يَعقُوب عَاقِلا حلِيما. وكان يَعقُوب لاَ يحبّ أَنْ يَبْعُدَ مِنهُ يوسفُ.وَكَانَ يَخاف عَلَى يوسُفَ كثيرْاً. |
|
{أخاف أن يأكله الذئب وأنتمَ عَنهُ غافِلون }. |
|
قالوا: أبَداً كيف يَأكُله الذِئب و نحن حَاضِونَ؟ وَكيفَ يَأكُلُه، وَنحن شبان أَقوِيَاء؟ |
|
وَأذنَ يَعْقوبُ ليُوسُفَ.
|
|
4- إلى الغاية إلى أعلى |
|
وفَرح الاخوة كَثيرا لما أذن يَعقُوبُ ليوسفَ. وَذهَبوا إِلى غَابَة وَألقوا يوسفَ في بِئر في الغَابَةِ وَلَمْ يَرحموا يُوسفَ الصَّغيرِ ،وَلمْ يَرْحٌموا يَعْقوبَ الشَيخ الكبِيرَ. |
|
وَكَانَ يُوسفُ وَلَداً صَغِيراً، وَكَانَ قَلبهُ صَغِيرا. وكانَتِ البِئرُ عَمِيقة، وَكَانَ البئر مظلمة وَكَانَ يوسف وَحِيداً. |
|
وَلكن اللهَ بَشَّرَ يوسف وقال له : لا تخزن ولا تخف .إن الله معك ،وسيكون لك شأن . |
|
سيحضر إليك الاخوة وتخبرهم بما فعلوه . |
|
ولما فرغوا من شأنهم وألقوا يوسف في البئر اجتمعوا وقالوا : ماذا نقول لأبينا؟ |
|
قال بعضهم : كان أبونا يَقولُ أخافُ أن يأكلَهُ الذئب فَنَقُولُه صدقتَ يَا أبانَا قَد أَكَلَه الذئب ,وافق الاخوة على ذلك, و قالوا نعم نقول له أكله الذئب. |
|
قال بعض الإخوان : ولكن ما آية ذلك ؟ |
|
قالوا :آية ذلك الدمُّ . |
|
وأخَذَ الاخوة كَبْشاً وذبحوه . |
|
وَأخذُوا قَميص يوسفَ وصَبَغوه . |
|
وفَرح الاخوة جدًا : وقالوا الآن يصَدِّق أبُونَا.
|
|
5- أمام يعقوب إلى أعلى |
|
{وجاءوا أباهم عِشَاءً تبْكونً } |
|
{قالوا يا أبانا إنَّا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب }. |
|
{ وجاءوا على قميصه بدم كذب } وقالوا هذا دم يوسف ! |
|
وَكانَ أبو هم يعقوب نَبيًّا، وَكَانَ شيخا كَبِيراً.وَكَانَ أعقَل مِنْ أولادهِ. |
|
وكَانَ يَعْقُوب يعرف أن الذئب إذا أكل إنسانا جرحه وشق قميصه . |
|
وكَانَ قميص يوسف سَالِمًا. وكانَ مَصْبوغاً في الدّم فَعَرَفَ يَعقوب أنه دَم كَذب وأن قصةَ الذَئبِ قصةٌ مَوضوعَة . |
|
فقَال لأَولاَده: بَلْ هذِهِ قِصَة وَضَعْتَمُوها {فَصبْرٌ جميل } وَحَزِنَ يَعْقوب عَلَى يوسف حزنا شَديداً ولكنه صَبر صَبْرا جَميلاً.
|
|
6- يوسف في البئر إلى أعلى |
|
ورَجع الاخوة إلى البيت، وتركوا يوسف في البئر وأكل الاخوة الطعام ، وناموا على الفراش . ويوسف في البئر ، ولا فراش ولا طعام . ونسي الإخوان يوسف ، وناموا . |
|
وما نام يوسف ، وما نسي أحداً . |
|
وبقي يعقوب يذكر يوسف ، وبقي يوسف يذكر يعقوب . |
|
وكان يوسف في البئر ، وكانت البئر عميقة .وكانت البئر في الغابة ، وكانت الغابة موحشة .وكان ذلك في الليل ، وكان الليل مظلمة.
|
|
7- من البئر إلى القصر إلى أعلى |
|
وكانت جماعة تسافر في هذه الغابة .وعطشوا في الطريق ، وبحثوا عن بئر .ورأوا بئرا ، فأرسلوا إليها رجلا ليأتي لهم بالماء . |
|
جاء الرجل إلى البئر ، وأدلى دلوه . |
|
ونزع الدلو ، فإذا الدلو ثقيلة ! |
|
وأخرجها فإذا في الدلو غلام ! |
|
دهش الرجل ونادى . |
|
{ يا بشرى هذا غلام }. |
|
وَفَرِح الناسُ جدا وَأخْفَوْه. |
|
وَوَصَلوا إلَى مِصْرَ، وَقاموا في السوق وَنَادَوا : منْ يَشترِي هذا الغلامَ؟ مَن يشتري هذا الغلامَ؟ |
|
اِشتَرَى العَزِيزُ يوسُفَ بِدَرَاهِمَ مَعْدودَةٍ .وَبَاعَهُ التُّجارُ وَمَا عَرَفُوا يوسف. |
|
وَذَهَبَ بِهِ الْعَزِيزُ إٍلى قَصْرِهِ، وَقالَ لإمرَأَتِهِ أَكرمي يُوسُفَ، إِنَهَ وَلَد رشيد .
|
|
8- الوفاء و الأمانة إلى أعلى |
|
وَراودت امرأةُ العَزِيزِ يوسف عَلَى الخيانة. ولكن يوسف أبى ، وقال : كلا ! |
|
أَنَا لا أَخُون سَيِّدي، انَّه أَحْسَنَ إليَّ وَأَكرمَني. إِنِّي أَخَافُ اللهَ. |
|
وَغَضِبَتْ امرَأَةُ العَزيزِ وشَكَت إلى زَوْجِهَا. وَعَرفَ العَزِيز أَنَّ المَرْأة كَاذِبَة. |
|
وَعَرف أن يوسُفَ أَمِينٌ . |
|
فقَال لِزَوْجِهِ {إِنكِ كُنْت مِنَ الخاطِئِينَ} |
|
وعُرِف يُوسفُ في مصْرَ بجَمَالِهِ، وَإِذا رآه أحد قالَ {مَا هذَا بَشَرا، إِنْ هذَا إلاَّ مَلَكٌ كريمٌ }. وًأشتدَّ غَضب المرأَةِ وَقَالَتْ لِيوسُفَ : |
|
إذن تذهب إلى السجن! |
|
قالَ يوسف {السجنُ أحَب إلَيَ }. |
|
وبعدَ أيام رأى العزيز أن يُرْسِلَ يُوسُفُ إِلَى السِجْنِ . |
|
وكان العزيز يعرف أن يوسف بريءٌ. |
|
وَدَخَلَ يُوْسُفُ السِّجْنَ .
|
|
9- مَوْعِظَةُ السِّجْن إلى أعلى |
|
وَدخَلَ يُوسف السِّجنَ، وعَرَفَ أهْل السجْنِ جَمِيعاً أن يوسُف شاب كَرِيم. |
|
وأنّ يُوسف عِندَه عِلْمٌ عَظِيم. |
|
وَأنَّ يوسُفَ فيِ صدرِهِ قلب رَحيم. |
|
وَأَحب أهْلُ السِّجْنِ يُوسفَ وَأَكرَموهُ. |
|
وَفَرِح النًاسُ بيوسفَ وَعَظَّموهُ. |
|
ودخَلَ مَعَهُ السًجنَ رَجُلاَنِ وَقَصَّا عليه رؤياهما { وَقَالَ أَحَدُهما إِنِّي أَرَانِي أَعْصر خمرا }. |
|
{وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه }. |
|
وسألا يوسفَ عَن التأوِيل. |
|
وَكانَ يُوْسُف عالِماً بتأويل الرُّؤْيَا. |
|
وَكَانَ يوسفُ نَبيّا مِنَ الأنْبِيَاءِ. |
|
وَكَانَ الناسُ في زمَانِهِ يَعبدونَ غَير الله. |
|
ووضَعوا أَرْبَاباً كَثِيرَةً مِن عِنْد أنفُسِهِم. |
|
وقالوا هذا ربُّ البر، وَهذَا ربُّ البَحرِ، وَهذَا رَبُّ الرزْقِ، وَهذَا رَبُّ المَطَر. |
|
وكَانَ يوسُفُ يَرَى كُلَّ ذلكَ وَيضحَكُ. |
|
وَكَانَ يوسفُ يَعْلَم كلَّ ذلك وَيبكي. |
|
وَكَانَ يوسفُ يريد أَن يَدعوهُمْ إِلَى الله. |
|
وقَد أرَادَ الله أنْ يَكُون ذلك في السجنِ . |
|
ألا يستحق أهل السجن الموعظة؟ |
|
ألا يستحق أهل السجن الرحمة ؟ |
|
أليس أهل السجن عباد الله؟ |
|
أليس أهل السجن بني آدم ؟ |
|
كَانَ يُوسف في السِجْن وَلكنه كانَ حرًا جَرِيئا. |
|
كان يوسُف فَقِيرا وَلكِنّهُ كانَ جَوَادًا سَخِيًا. |
|
إنَّ الأنْبِيَاء يَجْهَرُونَ بِالحَقِّ في كُل مَكان. |
|
إن الأنبِياء يجودُونَ بِالخَيرِ في كل زمان.
|
|
10- حكمة يوسف إلى أعلى |
|
قَالَ يُوسفُ في نَفسِهِ: |
|
إنَّ الحَاجةَ سَاقت الرَّجُلَين إليَّ. |
|
وَإنَّ صَاحب يلين ويخضع . |
|
وإن صاحب الحاجة يطيع ويسمع. |
|
فلو قلت لهما شيئا لسمعا وسمع أهل السجن ولكن يوسف لم يستعجل . |
|
بل قال لهما : |
|
أنا أخبركما بتـأويل الرؤيا قبل أن يأتيكما طعامكما .فجلسا واطمأنا |
|
ثمَّ قال لهما يوسف : |
|
أنا عَالِمٌ بتَأوِيل الرُّؤْيَا، {ذلِكُما مِمَّا علّمَني ربي }ففرح واطمأنا . |
|
وهنا وَجَدَ يُوسُف الفرْصةَ فبَدأ مَوْعِظَته.
|
|
11- موعظة التوحيد إلى أعلى |
|
قَال يوسف{ ذلكما مما علمني ربي } . |
|
ولكن الله لا يؤتي علمه كل أحد . |
|
إن الله لا يؤتي علمه المشرك . |
|
هل تعرفان لماذا علمني ربي ؟ |
|
لأنَي تَرَكت طريق أهل الشرك. |
|
{وَأتَبّعْت مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهيمَ وَإسْحاقَ ويعقوب }. |
|
{مَا كانَ لنا أنْ نُشْرِكَ بِاللهِ من شَيءٍ }. |
|
قال يوسف : |
|
وَهذَا التَّوْحِيدُ لَيسَ لنَا فَقَطْ. |
|
بَل هُوَ لِلناسِ جَمِيعاً. |
|
{ذلك من فضل الله عَلَيْنَا وَعَلى الناسِ وَلكن أَكثرَ الناس لا يشكرون }. |
|
وهُنَا وَقَف يوسُفُ وسألهما . |
|
تَقُولُون ربُّ البَر وَرب الْبَحْرِ وَرَب الرزْقِ وَرَبُّ المَطَرِ. |
|
ونحن نقول ربُّ العاَلمينَ. |
|
{ءارباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}. |
|
أين رب البر ورب البحر ورب الرزق ورب المطر ؟ |
|
{ أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات} . |
|
انظروا إلى الأرض وإلى السماء وانظروا إلى الإنسان . |
|
{ هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه } . |
|
وكيف رب البر ورب البحر ورب الرزق ورب المطر ؟ |
|
{ أسماء سميتموها أنتم وآبائكم }. |
|
الحكم لله ، والملك لله ، الأرض لله ، الأمر لله . |
|
{ألا تعبدوا إلا إياه}. |
|
{ ذلك الدين القيم }. |
|
{و لكن أكثر الناس لا يعلمون }.
|
|
12- تأويل الرؤيا إلى أعلى |
|
ولما فرغ يوسف من موعظته أخبرهما بِتأوِيلِ الرؤيا،قال : { أما أحدكما فيسقي ربه خمرا }. |
|
{وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه }. |
|
وَقَالَ لِلأول { اذكرني عند ربك }. |
|
وَخرَجَ الرجلاَنِ، فَكَانَ الأَوّل ساقيا للمَالِكَ وصُلِبَ الآخَرُ. |
|
وَنَسِيَ الساقي أَن يَذْكرَ يُوسُفَ عِندَ المَلِكِ. |
|
وَأَقَامَ يُوسُف فيِ السجْن سِنِينَ.
|
|
13- رؤيا الملك إلى أعلى |
|
وَرَأَى مَلِك مِصر رؤيَا عجِيبَة. |
|
رأى في المنام سبع بقرات سمان . |
|
ويأكل هذه البقرات سبع بقرات عجاف. |
|
ورأى الملك سبع سنبلات خضر وسبع سنبلات يابسات. |
|
تَعَجَّبَ الملكُ من هذه الرؤيا العجيبة وسأل جلساءه عن التأويل . |
|
قَالُوا : هذَا ليس بِشَيْء، النَّائمُ يَرَى أَشياء كثيرَةً لا حقيقة لَهَا. |
|
ولكن قال السَّاقي: لا, بل أخبركم بتأويلهذِهِ الرُّؤيَا. |
|
وذَهَبَ الساقي إلَى السِّجْن وسأل يوسفَ عَنْ تأوِيلَ رؤيَا الملِكَ. |
|
كان يوسُف جَوَاداً كَريماً مُشْفِقًا عَلى خَلق الله فأخبره بالتأويل . |
|
وَكان يوسف جَوَادًا كَرِيما لاَ يَعْرِفُ البخل . |
|
فأخبر يوسف بِالتأوِيلِ وَدل عَلَى التدبيرِ. |
|
قَال تزْرَعون سبع سِينَ، واتركوا ما حصدتم في سنبله إلا قليلا مما تأكلونَ. |
|
وَيَكُونُ بعدَ ذلكَ قَحْط عَام تَأكلون فِيهِ مَا خَزَنْتم إِلا قَلِيلاً. |
|
وَيَطُول هذا الْقَحْطُ إلى سبع سنين . |
|
وبَعْدَ ذلك يأتي النصر ويخصب الناس . |
|
وذهب الساقي وأخبر الملك بتأويل رؤياه .
|
|
14- الملك يرسل إلى يوسف إلى أعلى |
|
وَلَمّا سَمعَ الملِكُ هذَا التأويلَ والتدبير فَرِحَ جدا، وَقالَ: مَنْ صَاحِبُ هذا التأويل؟ |
|
وَقالَ الملك: من هذا الرجل الكريم الذي نصح لنا ودل على التدبير؟ |
|
قال الساقي : هذا يوسف الصديق وهو الذي أخبر أني سأكون ساقيا لسيدي الملك. |
|
واشتاق الملك إلى لقاء يوسف ، وأرسل إلى يوسف وقال الملك { ائتوني به أستخلصه لنفسي }.
|
|
15 - يوسف يسأل التفتيش إلى أعلى |
|
ولَمَّا جَاءَ الرسُول إلى يوسف وقال له إن الملك يدعوك ! |
|
ما رضي يوسف أن يخرج من السجن هكذا . ويقول الناس هذا يوسف ! هذا كان أمس في السجن ،إنه خان العزيز. |
|
إن يوسف كان كبير النفس أبيا، إن يوسف كان كبير العقل ذكيا . |
|
ولو كان أحد مكان يوسف في السجن وجاءه رسول الملك . |
|
وقال له رسول الملك إن الملك يدعوك وينتظرك لأسرع هذا الرجل إلى باب السجن وخرج . |
|
ولكن يوسف لم يسرع . |
|
ولكن يوسف لم يستعجل . |
|
بل قال لرسول الملك : أنا أريد التفتيش أنا أريد البحث عن قضيتي . |
|
وسأل الملك عن يوسف وعلم الملك وعلم الناس ِ أنَّ يُوسُفَ بَرِيء. |
|
وَخَرج يُوسفُ بَريئاً وأَكْرَمَه الملك.
|
|
16- على خزائن الأرض إلى أعلى |
|
وكان يوسف يعلم أن الأمانة قليلة في الناس . |
|
وكان يوسف يعلم أن الخيانة كثيرة في الناس . |
|
وكان يوسف يرى أن الناس يخونون في أموال الله. |
|
وكان يرى أن في الأرض خزائن كثيرة ولكنها ضائعة. |
|
إنها ضائعة لأن الأمراء (1) لا يخافون الله فيها . فتأكل كلابهم ولا يجد الناس ما يأكلون. وتلبس بيوتهم ولا يجد الناس ما يلبسون . |
|
وَلا ينفع الناس بخزائن الأرض إلا من كان حفيظا عليما . |
|
ومَنْ كانَ حفيظا وما كان عليما لا يعلم أين خزائن الأرض وكيف ينتفع بها . |
|
ومن كان عليما وما كان حفيظا يأكل منها ويخون فيها . |
|
وكان يوسف حفيظا عليما . |
|
وَكَانَ يوسُف لا يريد أَنْ يترك الأمراء يأكلون أموال الناس . |
|
وَكَانَ يُوسُفُ لاَ يَقْدِر أن يرى الناس يجوعون ويموتون . |
|
وكانَ يوسفُ لاَ يَسْتَحي مِنَ الحق . |
|
فَقَالَ لِلْمَلِك. |
|
{اِجْعَلْني عَلَى خَزَائِنِ الأرضِ إني حَفِيظ عَلِيم}. |
|
وهكذا كان يوسف أمينا لخزائن مصر. |
|
واستراح الناس جدا وحمدوا الله .
|
|
17- جاء إخوة يوسف إلى أعلى |
|
وَكَانَ في مِصْرَ والشام مَجَاعَة كما أخبر يوسف . وسمع أهل الشام وسمع يعقوب أن في مصر رجلا رحيما . وأن في مصر جوادا كريما ، وهو على خزائن الأرض . |
|
وكان الناس يذهبون إليه ويأخذون الطعام (2) وأرسل يعقوب أبناءه إلى مصر بالمال ليأتوا بالطعام . |
|
وبقي بنيامين عند والده لأن يعقوب كان يحبه جدا وما كان يريد أن يبعد عنه وكان يعقوب يخاف عليه كما كان يخاف على يوسف. |
|
وتوجه إخوة يوسف إلى يوسف وهم لا يعرفون أنه أخوهم يوسف . |
|
وهم لا يعرفون أنه يوسف الذي كان في البئر . |
|
وهم يظنون أنه قد مات . |
|
وكيف لا يموت وقد كان في البئر . |
|
كان في البئر وكانت البئر عميقة . |
|
وكانت البئر في الغابة وكانت الغابة موحشة . |
|
وكان ذلك في الليل ، وكان الليل مظلما . |
|
{ وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون }. |
|
كانوا منكرين ليوسف لا يعرفونه ،ولكن ما أنكرهم يوسف بل عرفهم . |
|
عرف يوسف أن هؤلاء هم الذين ألقوه في البئر . وأن هؤلاء هم الذين كانوا يريدون قتله ولكن الله حفظه . |
|
ولكن يوسف لم يقل لهم شيئا ولم يفضحهم .
|
|
18- بين يوسف وإخوته إلى أعلى |
|
وكلمهم يوسف وقال لهم : |
|
من أين أنتم ؟ |
|
قالوا : من كنعان ! |
|
قَالَ: من أبوكم ؟ |
|
قَالوا: يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ( عليهم الصلوات والسلام ) |
|
قال : هَل لَكَمْ أَخ آخَرُ؟ |
|
قَالوا: نعم لنا أخ اسمه بنيامين ! |
|
قالَ: لَماذا ما جَاءَ مَعَكُم؟ |
|
قالوا : لأن والدنا لا يتركه ولا يحب أن يبعد عنه. |
|
قال :لأي شيء لا يتركه هل هو ولد صغير جدا ؟ |
|
قالوا : لا : ولكن كان له أخ اسمه يوسف ، ذهب معنا مرة ، وذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب . |
|
وضحك يوسف في نفسه ولكن لم يقل شيئا واشتاق يوسف إلى أخيه بنيامين . |
|
وأراد الله أن يمتحن يعقوب مرة ثانية . |
|
فأمر لهم يوسف بالطعام . |
|
وقال لهم : { ائتوني بأخ لكم من أبيكم }. |
|
ولا تجدون طعاما إذا لم تأتوا به . |
|
وأمر يوسف بمالهم فوضع في متاعهم .
|
|
19- بين يعقوب وأبنائه إلى أعلى |
|
وَرجَعُوا إِلى أبِيهِمْ وَأخبروهُ بِالخبرِ وَقالُوا لَه: أَرسلْ معنا أخاَنَا، وَإلا لاَ نَجِد خَيرا عنْدَ العَزيز. |
|
وطلبوا من يعقوب بنيامين وَقَالُوا: {إنَّا لَه لَحَافِظُون}. قال يعقوب : { هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل }. |
|
هل نسيتم قصة يوسف . أتحفظون بنيامين كما حفظتم يوسف . |
|
{ فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين}. |
|
ووجدوا مالهم في متاعهم فقالوا لأبيهم : إن العزيز رجل كريم ، قد رد مالنا ولم يأخذ منا ثمنا. |
|
أرسل معنا بنيامين نأخذ حقه أيضا . |
|
قال لهم يعقوب لن أرسله معكم حتى تعاهدوا اللهَ أنَكُم تَرجعُونَ بِهِ إلا أن تغلبوا على أمركم . |
|
وَعَاهَدوا الله وَقَال يَعْقوبُ: {اللهُ عَلى مَا نَقُولُ وكيل}. |
|
وَقالهَ يَعقُوبُ لبنيه :{ يَا بَنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة }.
|
|
20 – بنيامين عند يوسف إلى أعلى |
|
ودخل الإخوة من أبواب متفرقة كما أمرهم أبوهم ووصلوا إلى يوسف . |
|
وَلمَّا رأى يوسف بنيامين فرح جدا وأنزله في بيته . |
|
وقال يوسف لبنيامين { إني أنا أخوك} واطمأن بنيامين . ولقي يوسف بنيامين بعد زمن طويل. فذكر أمه وأباه وذكر بيته وذكر صغره . |
|
وأراد يوسف أن يبقى عنده بنيامين يراه كل يوم ويكلمه ويسأله عن بيته . |
|
ولكن كيف السبيل إلى ذلك ، و بنيامين راجع غدا إلى كنعان ؟ |
|
وكيف السبيل إلى ذلك و الإخوة عاهدوا الله على أن يرجعوا به معهم ؟ |
|
وكيف يمكن ليوسف أن يحبس بنيامين عنده كنعانيا بغير سبب , إن هذا لظلم عظيم. ؟ |
|
ولكن يوسف كان ذكيًّا عاقلا . |
|
كان عند يوسف إناء ثمين ، وكان يشرب فيه . ووضع هذا الإناء في متاع بنيامين وأذن مؤذن إنكم لسارقون . |
|
والتفت الإخوة ، وقالوا ماذا تفقدون ؟ |
|
قالوا نفقد صواع " إناء" الملك ، ولمن جاء به حمل بعير . |
|
{ قالوا تا الله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين }! |
|
{ قالوا فما جزاءه إن كنتم كاذبين }؟ |
|
{ قالوا جزاءه من وجد في رحله فهو جزاءه كذلك نجزي الظالمين }! |
|
وخرج الإناء من متاع بنيامين فخجل الإخوة ولكن قالوا من غير خجل : |
|
إن يسرق " بنيامين" فقد سرق أخٌ له " يوسف " من قبل . وسمع |
|
يوسف هذا البهتان فسكت ولم يغضب وكان يوسف كريما حليما . |
|
{قَالُوا يَا أيها العَزِيزُ إن لَه أَبًا شَيْخاً كَبيراً فَخْذ أَحَدَنَا مَكانَهُ إناَّ نراكَ منَ المحسنين }. |
|
{قال معاد الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنَّا إذا لظالمون }. |
|
و هكذا بقي بنيامين عند يوسف و فرح الإخوان جميعا. |
|
إن يوسف كان وحيدا مند زمن طويل لا يرى أحد من أهله. |
|
و قد ساق الله إليه بنيامين أفلا يحبسه عنده يراه و يكلمه. و هل من الظلم أن يقيم أخ عند أخيه. أبدا؟
|
|
21 - إلى يعقوب إلى أعلى |
|
و تحيرى الإخوة كيف يرجعون إلى أبيهم؟! |
|
و فكل الإخوة ماذا يقولون لأبيهم؟! |
|
إنهم فجعوه أمس في يوسف, أفيفجعونه اليوم في بنيامين! |
|
أما كبيرهم فأبى أن يرجع إلى يعقوب و قال لإخوته: |
|
{ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق و ما شهدنا إلا بما علمنا و ما كنا للغيب حافظين }. |
|
و لما سمع يعقوب القصة علم أن لله يدا في ذلك. و أن الله ممتحه. |
|
أمس فجع في يوسف و اليوم يفجع في بنيامين إن الله لا يجمع عليه مصيبتين, إن الله لا يفجعه في ابنين. |
|
إن الله لا يفجعه في ابنين كيوسف و بنيامين. |
|
إن لله في ذلك يدا خفية. |
|
إن لله في ذلك حكمة مخفية. |
|
إن الله لم يزل يمتحن عباده ثم يسرهم و ينعم عليهم. |
|
ثم إن الابن الكبير بقي في مصر أيضا وأبى أن يرجع إلى كنعان . |
|
أفيفجع في الثالث أيضا وقد فجع من قبل في اثنين . إن هذا لا يكون . |
|
وهنا اطمأن يعقوب وقال : |
|
{ عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم }
|
|
22- يظهر السر إلى أعلى |
|
ولكن يعقوب كان بشرا في صدره قلب بشر لا قطعة حجر . |
|
فذكر يوسف وتجدد حزنه وقال : { يا أسفى على يوسف }. |
|
ولامه أبناءه وقالوا إنك لا تزال تذكر يوسف حتى تهلك. |
|
قال يعقوب : { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون }. |
|
وكان يعقوب يعلم أن اليأس كفر، وكان يعقوب له رجاء كبير في الله . |
|
وأرسل يعقوب أبناءه إلى مصر ليبحثوا عن يوسف بنيامين ويجتهدوا في ذلك . |
|
ومنعهم يعقوب من أن يقنطوا من رحمة الله، وذهب الإخوة إلى مصر مرة ثالثة . |
|
ودخلوا على يوسف وشكوا إليه فقرهم ومصيبتهم وسألوه الفضل . |
|
وهنا هاج الحزن والحب في يوسف ولم يملك نفسه . |
|
أبناء أبي وأبناء الأنبياء يشكون فقرهم ومصيبتهم إلى ملك من الملوك. |
|
إلى متى أخفي الأمر عنهم وإلى متى أرى حالهم وإلى متى لا أرى أبي ؟ |
|
لم يملك يوسف وقال لهم . |
|
{هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون }. وَكاَنَ الإخوة يعلمون أن هذا السر لا يعلمه إلا يوسف ونحن . |
|
فعلموا أنه يوسف . |
|
سبحان الله ! هل يوسف حي ،أما مات في البئر . يا سلام ! هل يوسف هو عزيز مصر ؟ |
|
هُوَ الذي كان يَأمُرُ لَنَا بالطعام؟ |
|
وما بقي عندهم شك أن الذي يكلمهم هو يوسف بن يعقوب ! |
|
{قالوا أءنك لأنت يوسف}. |
|
قَال: {أنَا يوسُفُ وَهذَا أخي ، قَدْ منَّ الله علينا إنَّهُ منْ يَتَّق وَيَصبر فَإنَّ اللهَ لا يضيع أَجر المحْسِنين}. |
|
{ قالوا تا الله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين}. وما لامهم يوسف على فعلتهم ، بل قال : {يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرحَمُ الراحمين} .
|
|
23- يوسف يرسل إلى يعقوب إلى أعلى |
|
واشتاق يوسف إلى لقاء يعقوب ،وكيف لا يشتاق إليه وقد طال الفراق . |
|
و لماذا يصبر الآن وقد ظهر السر . |
|
وكيف يطيب له الشراب والطعام وأبوه لا يطيب له شراب ولا طعام ولا منام . |
|
قد انكشف السر ، وقد ظهر السر ، وقد أراد الله أن تقر عين يعقوب |
|
وكان يعقوب قد عمي من كثرة البكاء والخزن |
|
فقال يوسف : |
|
{اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا ، وأتوني بأهلكم أجمعين}.
|
|
24- يعقوب عند يوسف إلى أعلى |
|
ولما سار الرجال بقميص يوسف إلى كنعان ، أحس يعقوب رائحة يوسف، وقال : { إني لأجد رائحة يوسف}. |
|
{قَالُوا تا الله إِنَّكَ لَفي ضَلاَلِكَ القدِيمِ}. |
|
وَلكِنْ كَانَ يَعقوبُ صَادقاَ، {فَلَما أَنْ جَاءَ الْبَشِير ألقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارتَدَّ بَصِيرا، قَالَ ألَم أقلْ لكَمْ إني أعْلَمُ مِن اللهِ مَالاَ تَعْلَمون}. |
|
{قَالُوا يَا أبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنوبَنَا إنَّا كُنَّا خاطِئِين}. |
|
{قَالَ سَوف أستَغفِر لَكُم ربي إنه هو الغفور الرَحِيمُ}. |
|
ولما وصل يعقوب إلى مصر استقبله يوسف ولا تسأل عن فرحهما وسرورهما . |
|
وكان يوما مشهودا في مصر وكان يوما مباركا . ورفع يوسف أبويه على العرش ووقعوا كلهم سجدا ليوسف . |
|
وقال يوسف : { هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا }. |
|
{إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين }. |
|
وحمد يوسف الله حمدا طيبا كثيرا . |
|
وشكر يوسف على ذلك شكرا عظيما . |
|
وبقي يعقوب وآل يعقوب في مصر زمنا طويلا . ومَات يَعْقوب وَزَوْجهُ في مصر. |
|
|
|
25 – حسن العاقبة إلى أعلى |
|
ولم يشغل يوسف هذا الملك العظيم عن الله ولم يغيره . |
|
وكان يوسف يذكر الله ويعبده ويخافه . |
|
وكان يوسف يحكم بحكم الله وينفذ أوامر الله. |
|
وكان يوسف لا يرى الملك كثيرا ولا يعده شيئا كبيرا وكان يوسف لا يحب أن يموت موت ملك و يحشر مع الملوك. |
|
بل كان يوسف يحب أن يموت موت عبد ويحشر مع الصالحين . |
|
وكان دعاء يوسف : |
|
{ربِّ قَد آتَيْتني مِن الملكِ وَعَلّمتَني مِن تأوِيل الأحاديث، فَاطِرالسماواتِ وَالأرْض أنْتَ وَلِي في الدنيَا وَالآخِرَةِ تَوفني مُسْلِماً و ألحقني بالصَّالحِينَ}. |
|
و توفَّاهُ الله مُسْلِما وَألحقَهُ بِآبَائِهِ إِبراهيمَ وإسحاق ويعقوبَ صَلَّى الله عَليهِم وَعلى نَبِينَا و سلم. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
(1) الولاة و أصحاب الأمر. |
|
(2) الحبوب. |