الحديث الرابع عشر

 

في فضل الصف الأول

 

عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ: أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم  قال: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّداءِ والصَّفِ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلا أنْ يَسْتَهِمُوا عليه لاسْتَهَمُوا. وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إليه. ولَوْ يعلمون ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوا ". (متفق عليه)

 

معاني الكلمات:

الكلمة

معناها

النِّداءُ

: الأذَانُ.

اِسْتهَمَ النَّاسُ على كذا

: اِقترعُوا عليه. (والاقتراع: الاخْتِيَارُ بِالْقُرعَةِ).

اِسْتَبَقَ النّاسُ إلى كذا

: سَابَقَ بَعْضُهُمْ بعضاً.

التَّهْجيرُ

: التَّبْكِيرُ إلى الصلاة.

العَتَمَةُ

: العِشَاء.

الحَبْوُ

: المَشي على اليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْن. وهو مصدر "حَبَا يَحْبُو".

وَلَوْ

 

 

: تقول:  1- اِشترِ هذا الكتابَ وَلَوْ كان غالِياً.

          2- اُحْضُرْ وَلَوْ كُنْتَ مَرِيضاً.

          3- لا أرِيد هذا القَلَمَ وَلَوْ أعْطَيْتَني إيَّاهُ مَجَّاناً.

 

إيضاحات نحوية:

لَوْ: حَرْفُ امتناعٍ لامتناعٍ، وهي تُفِيدُ ثلاثةَ أمورٍ :

ا- الشَّرْطِيَّة.

2- وكونَ الشَرْطِ في الزَّمَنِ الماضي.

3- امْتِنَاع الجَوَاب لامْتِنَاعِ الشَّرْطِ.

نحو: لَوِ اجْتَهَدْتَ لَنَجَحتَ، أيْ لم تَجْتَهِدْ فَلَمْ تَنْجَحْ.

يأتي بعدها الفعلُ الماضي كما في المثال. وإذا جاء بعدَها فِعلٌ مضارعٌ كما في الحديث أوِّلَ بالماضي.

يَقترِنُ جَوَابُها المثبَتُ بِاللامِ، ولا يَقترِنُ بهَا جَوابُها المنْفِيُّ، نحو: لَوْ عَرَفْتُ أنك تَأتِي لِزيَارَتي ما خَرَجْتُ من الَبيت. ويجوز العكس وهو قليل.

إليك أمثلةً أخرى لـ (لَوْ):

1- لو عرفتً أنك مريض لَعُدْتك.

2- لو أكلتَ هذا الطعامَ الفاسِدَ لَمَرِضْتَ.

3- لو عرفتُ أن سَفَرَكَ اليومَ ما تَأخَّرْتُ.

معنى الحديث:

لو علم الناسُ فضيلةَ الأذان وعظيم جزائه لأراد كلُّ واحد منهم أن يؤذِّنَ حتَّى يَحْصُل، على هذه الفضيلة وذاك الجزاء، واضْطُرَّ الناسُ حينئذ إلى الاقتراع عليه لاختيار من يؤذن.

وكذلك لم علم الناس فضيلة الصف الأول وثوابت الصلاة فيه لأراد كل واحد منهم أن يصلي فيه، وَلاقْتَرَعَ الناس عليه لِيَختاروا الذين يُصَلُّونَ فيه، فإنَّ الصَّفَّ الأول لا يَسَعُ الناس جميعاً.

ولو عَلِمَ الناس فضيلة التبكير إلى الصلوات لاسْتَبَقُوا إليه. ولو علموا فضيلة صلاتَيِ العشاءِ والفجرِ لحضروهما في المسجد مع الجماعة، و لو كانوا غير قادرين على المشي لمرضٍ لذهبوا إلى المسجد ولو حَبْواً.

ما يستفاد من الحديث من أحكام:

1- فضيلةُ الأذان والصَّفِّ الأول والتبكير إلى الصلاة، وصلاتَيِ العشاء والفجر.

2- الحث على التأذين وأداء الصَّلاة في الصف الأول، والتبكير إلى الصلاة، وأداء الصلوات في المسجد.

 

أسئلة

 

(1) اشرح ما يأتي:

     (أ) لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا.

     (ب) و لو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه.

     (ج) و لو يعلمون ما في العَتَمة والصُبْح لأتوهما و لَوْ حبواً.

(2) اذكر حديثاً في فضل: الأذان والصفِّ الأول والتبكير إلى الصلاة وصلاتَيِ العشاء والفجر.

(3) اذكر معاني الكلمات الآتية: اِسْتَهَم- اِسْتَبق- العَتَمة- الحَبْو.

(4) ادخل كل كلمة مما يأتي في جملة مفيدة: لَوْ- وَلَوْ- اِسْتَهَم.