على بن أبي طالب - رضي الله عنه - |
(35 - 40 هـ) |
نسـبه: |
هو علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة – رضي اللّه عنها- وهو رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة – ولد قبل البعثة بعشر سنين-(1) أبو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف – ويلقب علي – رضي اللّه عنه – بأبي السبطين (2) يعني الحسن والحسين ويكنى أبا الحسن – ولقبه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم - بأبي تراب – فقد روى البخاري أن علياً دخل على فاطمة ثم خرج فاضطجع(3) في المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين ابن عمك؟ قالت: في المسجد فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص(4) الترابُ إلى ظهره. فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول: اجلس يا أبا تراب. مرتين(5). |
إسـلامه: |
كان علي – رضي اللّه عنه – أول من أسلم من الصبيان وكان يعيشِ في كنف(6) الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كفله وتولى تربيته ليخفف عن عمه شيئاً من مؤونة العيال وحينما بُعِثَ الرسول صلى الله عليه وسلم كان علي لا يزال في حجره فدعاه إلى الإِسلام فآمن به وصدقه(7) وكان له من العمر ثـماني أو عشر سنين(8). |
صفاته الخلقية: |
كان- رضي اللّه عنه- عالماً ذكياً اشتهر بالفصاحة والشجاعة والمروءة والـوفـاء واحترام العهود، وكان- رضي اللّه عنه- يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل ووحشته ويعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن، وكان يُعظِّم أهل الدين وُيقرِّب المساكين وكان يخاطب الدنيا فيقول: عمرك قصير ومجلسك حقير وخطرك قليل آه آه من قِلَّة الزَّاد وبُعْد السفر ووحشة الطريق(9). |
فضـله: |
فضائل علي- رضي اللّه عنه- كثيرة منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت مني وأنا منك"(10) وقول عمر بن الخطاب – رضي اللّه عنه – توفِي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض(11). وفي غزوة خيبر حينما استعصى على المسلمين حِصْنَان – قال النبي صلى الله عليه وسلم -: " لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح اللّه على يديه" قال فبات الناس يدوكون(12) ليلتهم أيهم يعطاها. فلما أصبح الناس غدوا على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ |
فقالوا: يشتكي عينيه يا رسول اللّه. قال: فأرسلوا إليه فأتوني به، فلما جاء بصق في عينيه، ودعا له. فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية ففتح اللّه عليه(13). |
تضحيتـه بنفسـه: |
كان علي- رضي اللّه عنه- كأفاضل الصحابة لا يبالي حين يُقَدَّم أيَّ شيء في سبيل هذه الدعوة فقد ضَحَّى بنفسه وماله، فهو- رضي اللّه عنه- أول من فدى(14) بنفسه رسول اللّه صلى الله عليه و سلم فقد نام في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة مع أنه يعلم أن المشركـين قد اتفقوا على قتل رسول اللّه صلى الله عليه و سلم واشترك - رضي اللّه عنه- في جميع الغزوات عدا غزوة تبوك(15). |
خـلافته: |
بعد مقتل عثمان- رضي اللّه عنه- اختاره المسلمون أميراً لهم فلم يقبل وأحب أن يكون وزيراً بدل أن يكون أميراً إلا أن الصحابة أصروا عليه للخلاص من المأزق الذي كانوا فيه فقد كان الثوار هم المسيطرون علىِ زمام(16) الأمور في المدينة بعد قتلهم الخليفة عثمان – رضي اللّه عنه – ظلماَ وعدواناً بل هدد الثوارُ أهلَ المدينة بقتل أهل الشورى وكبار الصحابة، ومن يقدرون عليه من دار الهجرة إن لم يجدوا أحداً يقبل الخلافة وقالوِا دونكم يا أهل المدينة فقد أَجَّلْنَاكـم يومين فواللّه لئن لم تفرغوا لنقتلن غداَ علياً وطلحة والزبير وأناساً كثيرين، ولما عزم عليه المهاجرون والأنصار رأى ذلك فرضاً عليه فانقاد إليه - وفي يوم السبت التاسع عشر من ذي الحجة خرج علي- رضي اللّه عنه- إلى المسجـد فصعد المنبر فبايعه المهاجرون والأنصار وكان ممن بايعه الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد اللّه(ّ17). |
أهم أعمال علي بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- بعد تَولّيه الخلافة:- |
شاء اللّه تعـالى أن تطول الفتنـة بعد مقتل عثمان- رضي اللّه عنه- وتتجدد أحداثها بمكر وحيل أعداء الإِسلام ابتلاءً وامتحاناً للمسلمين فهو سبحانه حكيـم في قضائه عليـم فـي أقداره، فبعد أن بويع عـلي - رضي اللّه عنه- بالخلافة قام علي- رضي اللّه عنه- بـما يلي: |
أولاً: عَزَلَ عليٌ – رضي اللّه عنه- أمراء عثمان الذين يشتكي منهم الناس وعزل أيضاً من لا يتفق مع سياسته. |
ثانياً: أجّـل علي – رضي اللّه عنه – معاقبة قتلة عثمان ريثما يستقر حكمه يجتمع عليه المسلمون في البلاد الأخرى(18). |
موقف بعض الصحابة- رضي اللّه عنهم- من هذه الأعمال: |
استجاب بعض الأمراء لهذا العزل ولم يستجب قسم منهم من بينهم أمير الشام معاوية بن أبي سفيان- رضي اللّه عنه- مع اعترافه بفضل علي - رضي اللّه عنه- وتسليمه بجلالة قدره. |
وكان سبب عدم استجابته- رضي اللّه عنه- هو إصراره على ضرورة القصاص من المجرمين قبل البيعة، وهذا هو بداية الخلاف، وما جرى بين علي ومعاوية- رضي اللّه عنهما- كان مبنياً على الاجتهاد لا منازعة من معاوية في الإِمامة(19) لذلك قرر أهل السنة والجماعة أن كلاهما مأجور للمصيب أجران وللمخطىء أجر واحد كـما قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر"(20). |
وقد نتج عن استغلال الحاقدين(21) لهذا الخلاف حربان مؤسفتان بين المسلمين دفاعاً عـما يعتقده كل فريق من الحق والصواب فكانت الأولى: |
معركة الجمل (36هـ) : (22) |
وسببها "أن عائشة- رضي اللّه عنها – ومعها طلحة والزبير – رضي اللّه عنهما- ساروا إلى البصرة ومعهم كثير من الناس بنية تأليف القلوب وتهدئة الوضع المضطرب والإصلاح بين الناس حينما اختلفوا بعد استخلاف علي – رضي اللّه عنه- ممتثلين بذلك قوله تعالى: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس}(23) وبعد أن سمع علي بخـروج عائشـة- رضي اللّه عنهـا- إلى البصرة خرج بجيشـه يريد الإصلاح أيضاً بدليل قوله- رضي اللّه عنه- عندما سئل أي شيء تريد؟ وإلى أين تذهب؟ فقال: أما الذي نريد ونَنْوي فالإصلاح إِن قَبِل مِنَّا أصحـاب عائشـة وأجابوا لنا إليه قال: فإنَ لم يجيبوا إليه قال: ندعهم بعـذرهم ونعطيهم الحق ونسير. قال: فإن لم يرضوا. قال: ندعهم ما تركونا. قال: فإن لم يتركونا. قال: امتنعنا منهم. قال: أي السائل فنعم إذن(24) ودار الحوار والتفاهم بينه وبين عائشة- رضي اللّه عنها- ومن معها وبات الجيشان بخير ليلة ولكن أهل الفتنة- عبد اللّه بن سبأ ومن معه- خافوا على أنفسهم من الاتفاق بين الطرفين فقاموا مع الفجر وانقسموا قسمين وهجم كل قسم على معسكر الآخر، فقام الناس إلى سلاحهم وهم يظنون الغدر واشتبك المسلمون في قتال مرير حتى عُقِر جمل عائشة - رضي اللّه عنها- فتفرق الناس وانتهت المعركة ورجعت عائشة إلى مكة بعد أن جهزها علي- رضي اللّه عنه- بكل ما تحتاج وسار بجانب هودجها(25) ماشياً حتى خارج المدينة وسَيَّر معها أخاها محمد بن أبي بكر وسيّر أولاده معها مسيرة يوم(26). |
والثانية: معركـة صفين سنة 37 هـ: |
وهي المعركة الثانية نتيجة لهذا الخلاف الذي وقع بين علي ومعاوية - رضي اللّه عنهما- واستغله الحاقدون وسبق أن بينّا أسباب هذا الخلاف، كان أصحاب علي- رضي اللّه عنه- وأصحاب معاوية- رضي اللّه عنه- قد تكاتبا مدة ستة أشهر قبل المعركة وهذا يدل دلالة واضحة على كرههما - رضي اللّه عنهما- للقتال ورغبتهما في الإِصلاح ولكن لم يتوصلا إلى نتيجة خلال هذه المدة فبدأت المعركة بالخطوات التالية: |
أولاً: مناوشات(27) بين الطرفين: |
وذلك من أجل الماء الذي كان تحت سيطرة جيش معاوية- رضي اللّه عنه- فتقاتل الفريقان وانتصر جند علي وأزحوا جند معاوية عن مواقعهم فأمر علي- رضي اللّه عنه- أصحابه أن خذوا من الماء حاجتكم وخلوا عنهم(28). |
ثانياً: بدأ القتال بين الطرفين بقوة مختلفة دون أن يظهر انتصار حاسم لأي فريق وإن كانت الكفة راجحة لصالح علي- رضي اللّه عنه- ومع ذلك كان الكثير من أفراد الجيشين يلتقون في الليل(29) ويتحدثون. |
نهاية الأحداث وحقن الدماء بين أهل العراق وأهل الشام: |
خاف المخلصون أن يُفْنيَ المسلمون بعضهم بعضاً فتمنوا ما ينقذهم ويوقف القتال وكان عمرو بنَ العاص- رضي اللّه عنه- يفكر ملياً بذلك حتى اهتـدى إلى فكرة التحكيم ليوقف تلك المقتلة الكبرى عند ذلك أبـدى الفكـرة لمعـاوية- رضي اللّه عنـه- ففـرح بها ورفـع جيش الشام المصاحف فهاب جيش علي- رضي اللّه عنه- قتالهم وتوقف القتال وتفرق الجيشان بعد مسألة التحكيم(30) ومضى كلٌ إلى بلده. |
استشهاد علي - رضي اللّه عنه -: |
استشهـد – رضي اللّه عنـه – في السابع عشر من شهر رمضان سنة 40هـ علىِ يد أحد الخوارج(31) واسمه عبد الرحمن بن مُلْجم الذي ظن أنه بقتله علياَ- رضي اللّه عنـه- يتقـرب إلى اللّه فقـد اجتمَع مع زميلين له وتذاكروا الأحداث(32) التي جرت بين المسلمين- فقالوا: يا ليتنا نقتل أئمة الضـلالـة ونريح منهم البلاد فقال عبد الرحمن بن ملجم: أنا أكفيكم علياً، وقال زميله البرك بن عبد اللّه: وأنا أكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكر: وأنا أكفيكم عمرو بن العاص. واتفقوا على أن يكون ذلك في ليلة واحـدة وقـد تمكن عبد الرحمن بن ملجم من قتل علي- رضي اللّه عنه- بسيف مسموم عندما كان ذاهباً لصلاة الفجر وهو ينادي الصلاة الصلاة بينـما فشـل زميلاه في قتـل معاوية وعمرو بن العاص، فرحم اللّه أمير المؤمنين رحمة واسعة وجزاه عن الإِسلام والمسلمين خير الجزاء(33). |
عـام الجماعـة سنة 41 هـ: |
بايع أهـل العراق الحسن بن علي -رضي اللّه عنه- في اليوم الذي استشهـد فيه علي- رضي اللّه عنـه-، وبلغ معاوية- رضي اللّه عنه- أن الحسن يعبئ له الجيوش لمواصلة قتاله فعبأ جيشه تحسباً واحتياطاً للأمور فقد روى البخاري في صحيحه عن الحسن البصري قال: "استقبل واللّه الحسنُ بن علي معاويةَ بكتائب أمثال الجبال. فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تُوَلّىِ حتى تقتل أقرانها. فقال له معاوية: أي عمرو إنْ قَتَـل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء من لي بأمـور النـاس؟ ومن لي بأبنائهم؟ ومن لي بضيَعِهم؟ فبعث إليه (أي: إلى الحسن) رجلين من قريش من بني عبد شمس وهما عبد الرحمن بن سمرة، وعبد اللّه بن عامر. فقـال: اذهبـا إلى هذا الرجل فأعرضا عليه وقولا له وأطلبا إليه (أي: الصلح) فَأَتَياَه فدخلا عليه فتكلما وقالا له وطلبا إليه. فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال وإن هذه الأمة قد عاثت في دمـائها. قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك قال: فمن لي بهذا؟ (أي: يكفل لي هذا) قالا: نحن لك به فـما سألهـما شيئاً إلا قالا: نحن لك به فصالحه وتنازل له "(34) وهكذا انتهت الفتنة وأصلح اللّه بين المسلمـين بالحسن- رضي اللّه عنه- لدينه وعقله وتقواه فتحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في صحيحه "إن ابني هذا سيد ولعل اللّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)(35). |
أسئلة |
|
س 1 |
أ- اذكر نسب علي-رضي اللّه عنه- ومتى ولد؟ |
ب- وماذا تعرف عن نشأته وإسلامه؟ |
|
جـ – اذكر ما تعرفه عن جهاد علي – رضي اللّه عنه – ونصرته للنبي صلى الله عليه وسلم قيل؟ |
|
س 2 |
اشرح كيف آلت الخلافة إلى علي- رضي اللّه عنه-؟ |
س 3 |
اذكر أسباب الخلاف بين علي ومعاوية – رضي اللّه عنهما –؟ |
س 4 |
ما أسباب معركة صفين؟ |
س 5 |
ما أهم الأحداث في عهد علي- رضي اللّه عنه –؟ |
س 6 |
اذكر سبب خروج كل من علي وعائشة- رضي اللّه عنهما – بعد أن تولى علي- رضي اللّه عنه- الخلافة. |
س 7 |
وضح ما الذي يدل على رغبة علي ومعاوية - رضي اللّه عنهما- في الصلح. |
س 8 |
درست نسب الخليفة علي- استخرج منه اسماً من الأسماء الخمسة؟ |
س 9 |
ما حكم توكيد الفعل (لأعطين) بالنون ولماذا؟ |
س 10 |
أعرب الجملة الآَتية :[أعطاه الراية]. |
س 11 |
"كان الفريقان قد تكاتبا" |
أ- ما فائدة "قد"؟ |
|
ب- أعرب الجملة كاملة. |
|
س 12 |
كيف استشهد علي - رضي اللّه عنه -؟ |
س 13 |
تحدث عن عام الجماعة وفي أي سنة كان؟ |
|
(1) الإصابة، لابن حجر 4/269. |
(2) البطين: مفرده سبط: وهو ولد الابن والابنة. |
(3) اضطجع: وضع جنبه على الأرض. |
(4) خلص: وصل إلى جلده التراب. |
(5) فتح الباري 7/90. |
(6) في كنف الرسول: أي في ضِلّه وتحت رعايته. |
(7) ابن هشام 1/229. |
(8) أكرم ضياء العمري، عصر الخلافة راشدة ص 75. |
(9) انظر أمين القضاة، الخلفاء الراشدون ص 87. |
(10) فتح الباري 7/70. |
(11) المرجع السابق 7/70. |
(12) يدوكون: يخوضون ويموجون وتختلفون فيه. |
(13) فتح الباري 7/70. |
(14) الفدائي: المجاهد في سبيل الله مضحياً لنفسه. |
(15) انظر السيرة النبوية، ابن هشام 2/91، وابن حجر في الإصابة 4/270. |
(16) زماء الأمور: ملاكها. |
(17) انظر: ابن كثير، البداية النهاية المجلد 4/237، محمود شاكر، التاريخ الإسلامي الخلفاء الراشدون 259، الطبري المجلد الثاني ص 700. |
(18) محمود شاكر، تاريخ الخلفاء الراشدون، بتصرف. |
(19) أمين القضاة، تاريخ الخلفاء الراشدون 94. |
(20) فتح الباري 13/318. |
(21) الحاقدين هنا هم عبد الله بن سبأ وأتباعه. |
(22) الذهبي، تاريخ الإسلام عهد الخلفاء الراشدين 483. |
(23) سورة النساء آية 114. |
(24) أنظر الطبري المجلد الثالث ص 33-34 |
(25) الهودج. قبة توضع على ظهر الجمل لتركب فيها النساء. |
(26) أمين القضاة، تاريخ الخلفاء الراشدون 93. |
(27) مناوشات: جمع مناوشة وهي اختبار قوة العدو قبل قِتاله. |
(28) انظر الكامل لابن الأثير 3/ 146. |
(29) أمين القضاة، تاريخ الخلفاء الراشدون ص 94. |
(30) في مسْـألـةَ التحكيم انتدب على أبا موسى الأشعريَ وانتدب معاوية عمرو بن العاص– رضي الله عنهم – ليتفاوضوا في هذا الأمر فاتفق الحكمان على الاجتماع ودراسة هدا الأمر العام المقبل، فاجتمع الحكمان في الوقت المحدد واجتهد كل منهما في الوصول إلى نتيجة ولكن عدم اتفاقهما أذهب فائدة التحكيم فكانت النتائج استمرار الوضع دون اتفاق وعادت بعد ذلك المفاوضات من جديد وتراضى على معاوية على أن لعلي العراق ومعاوية الشام. |
(31) الخوارج: جمع خارج وهو الذي خلع طاعة الإِمام الحق وأعلن عصيانه وألـبَّ عليه. وأجمع الخوارج على تكفير كل من علي وعثمان – رضي الله عنهما- وأصحاب الجمل والحكـمين ومن صوبهما أو صوب أحدهما أو رضي بالتحكيم. نقل من كتاب [الفَرْق بين الفرق]، لعبد القاهر بن طاهـر بن محمد البغدادي. |
(32) الأحـداث: |
1- موقعة الجـمل 2- موقعة صفين. |
3- قضية التحكيم 4- موقعة النهروان. |
موقعة النهروانْ: بعد قضية التحكيم رجع معاوية- رضي الله عنه- إلى الشام وعلي- رضي اللّه عنه- إلى الكوفة، لما قارب على -رضي اللّه عنه- الكوفة اعتزل من جيشه قريب من –اثني عشر ألفاً- وهم الخوارج، وأنكروا عليه أشياء فيما يزعمون أنه ارتكبها، فبعث إليهم عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما- فناظرهم فرجع أكثرهم. واستمر بعضهم على ضلالتهم، فعاثوا في الأرض فساداً وسفكوا الدماء وقطعوا السبل واستحلوا المحارم وكان من جملة من قتلوه عبد الله بن خباب ومعه امرأته وثلاث نسوة، فتألم علي - رضي الله عنه - من هذه الأعمال المنكرة وبعث إليهم رسولاً - الحرب بن مرة العبدي - لينظر فيما بلغه عنهم فقتلوا رسول علي - رضي الله عنه - فجاء على - رضي الله عنه - بجيشه ولم يبدأهم بالقتال وفتح أمامهم باباً للخلاص من الحرب فطلب منهم أن يدفعوا إليه القتلة (قتلة عبد الله بن خباب ومن معه ورسول علِي) فأبوا وقالوا: كلنا قتلة وفىِ هذا اليوم هزم الخوارج في مكان يسمى بالنهروان يقع جنوب شرقي بغداد وهذه الموقعة كانت سبباً في قتل علي -رضي الله عنه-. انظر ابن كثير البداية والنهاية 4/ 289. |
(33) انظر: محمود شاكر، تاريخ الخلفاء الراشدون ص 282. |
(34) صحيح البخاري، فتح الباري 5/305. |
(35) انظر: فتح الباري 5/306. |