الـدرس الحادي عشر |
الرِّضا بقَضاءِ اللَّهِ وقَدَرِه |
للإمام الشَّافِعِيِّ رحمه اللّه تعالى |
1- |
َدعِ الأيّـامَ تَـفْعَلُ ما تَشَــــاءُ |
و طِبْ نَفْسـاً إذا حَكَــمَ القَضَــاءُ |
|
2- |
ولا تَجْزَعْ لحـادثـة اللَّيــــالي |
فما لحــوادثِ الـدنـيـا بَقَـــاءُ |
|
3- |
وكُنْ رَجُلاً عَلَى الأهوال جَلْـــداً |
وشِيمَتُك السَّـمَاحَـةُ و الـوَفَـــاءُ |
|
4- |
ولا حُزْنٌ يَـدُومُ و لا سُــــرُورٌ |
ولا بُـؤْسٌ عليــك و لا رَخَـــاءُ |
|
5- |
إذا ما كُنْـتَ ذا قَلبٍ قَنُــــوعٍ |
فَأَنْتَ و مـالِــكُ الـدنيـا سَـوَاءُ |
|
6- |
ومَنْ نَزَلَتْ بِـسَاحَتِه المَنَـايَــــا |
فلا أرضٌ تَقِـيه ولا سَـمَـــــاءُ |
|
7- |
وأرضُ اللَّـهِ واسعـةٌ ولكــــنْ |
إذا نَزَلَ القَضـا ضَاقَ الفَضَــــاءُ |
|
|
1- دِيوان الإمام الشافعي: ص 15. |
2- جواهر الأدب للهاشمي: 2/ 425. |
تَرْجَمَةُ الإمام الشافعيِّ- رحمه اللّه تعالى-: |
هو أبو عبد اللّه محمدُ بْنُ إدريسَ الشافعيُّ، ولد بغَزَّةَ سنةَ 150هـ ونَقَلَتْه أمُّه إلى مكةَ، وبها تعلّم القرآن الكريم واللغة والشعر، وتنقّل بين اليمن والعراق والحجاز، ثم أقام بمصر سنة 199هـ، وبها دوّن مَذْهَبَه الجديدَ. وأبرزُ ما ألَّفه : الرسالة وبحوثه مِن أثْمَنِ ما ألّفه العلماء في الفقه والدفاع عن حُجِّيَة السنة ومكانتِها في التشريع الِإسلامي بأسلوب قويّ وأدلة ثابتة. |
وتوفي الإمام الشافعيّ- رحمه اللّه تعالى- سنة 204هـ. وله ديوان في الشعر، ومنه هذه القصيدة التي ملأها حكمةً ودعوة للرضا بقضاء اللّه تعالى. |
|
|
|
أـ شرح المفردات |
|
الكلمة |
معناها |
وَدَع الشيءَ (-َ) |
: تركه، والأمر: دَعْ. (ماضيه قليل الاستعمال). |
طَابَ الشيء (-ِ) |
: لَـذَّ. طابت نفسُه بالشيء : وَافَقَها وارتاحت إليه. |
القضـاء |
: حكم اللّه. |
جَـزِعَ (-َ) |
: لم يصـبِرْ على ما نزل به، فهـو جَزِعٌ وجَزُوعٌ . والمصدر: جَزَعٌ . |
الحـادثة |
: الـمُصِيبة. ج حوادثُ. حادثة الليالي: مَصَائِبُها. والمراد بالليالي : الأيام والليالي، الدَّهْر، الزمن. |
البَقَـاء |
: الدَّوام والثبات، مصدر بَقِيَ يَبْقَى. |
الجَـلْد : |
: الشديد القويّ الصابر على المكروه. ج أَجْلاد. |
الهَـول |
: الأمرُ الشديد المُخيف. ج أهْوال. |
الشِـيمَة |
: الخفق. ج شِيَمٌ . |
السَمَاحـة |
: الجُود والكَرَم. |
وَفَى بِعَهْدِهِ (-ِ) |
: عَمِلَ به ولم يُخْلِفه. والمصدر: وَفَاءٌ . يقال: فلان وَفِيٌّ أي كثير الوفاء. |
حَزِن الرجل (-َ) |
: اغتمّ (ضِد سُر) فهو حَزِين وحَزِنٌ . والمصدر: خزْن وحَزَنٌ . |
البُؤْسٌ |
: الفقر والحاجة، وضده الرخَاء، وهو سَعَة العيش وحُسْنُ الحال. |
قَـنَعَ (-َ) |
: رَضِيَ بما أُعْطِي، فهو قَانِعٌ وقَنُوع. والمصدر: قَنَاعَة. |
السواء |
: المِثْل والنظير. |
السَّاحَة |
: فَضَاء يكون بين الدُور. يقال: نزل أمرٌ بساحة فلان، أي أصابه. |
الـمَنِيَّـة |
: حادثة الموت. ج مَنَايَا. |
وَقَى الشيءَ (-ِ) |
: صانَه عن الأذَى وحَمَاه. والمصدر: وِقَاية. |
ضاق الشيءُ (-ِ) |
: ضد اتَسَعَ. والمصدر: ضِيقٌ . |
ب- إيضاحات نحوية |
|
1- |
(طِبْ نفساً). (نفسا) هنا تمييز، والتمييز: اسم نكرة متضمِّن معنى "مِن " يُذكر لبيان ما قبله من إجمال نحو : حَسُنَ عليٌّ خُلُقا. أنت أكبر مني سِنًّا. خالد أحسن الطلاب خَطًّا. طاب المدرس نَفْساً. |
2- |
(إِذا ما كنت..) هنا "ما " زائدة للتأكيد، أي : إذا كنت ذا قلب قنوع.. |
|
وفي القرآن الكريم قول اللّه تعالى :{إذا ما اتَّقوا وآمنوا وعملوا الصالحات..}(المائدة: 93). |
|
وقـولـه تعـالى : {وإذا ما أُنزلت سورة نَظَرَ بَعْضُهم إلى بعض.. } (التوبة: 127). |
جـ ـ معـاني الأبيـات |
|
1- |
اُترك الدنيا تفعل ما تريد، وارْضَ بقضاء اللّه إن نزل بك مكروهٌ . |
2- |
اِصْبِر على ما يأْتي من مصائبَ وأهوالٍ فإنها لا تدوم. |
3- |
لا تَبْدُ ضعيفا أمام المصَائب، بل كن قويا أمامها واجعل الرِّضا والوفاء والسماحة من صفاتك. |
4- |
إن الحزنَ والسرور لا يدومان، كـما أن الضيقَ في العيش والرخاء فيه لا يدومان. |
5- |
إذا كان الإِنسان قَنوعاً راضيا بالرزق الذي ساقه اللّه إليه كان كمَنْ مَلَكَ الدنيا في رضا النفس وراحة البال. |
6- |
إذا نزل بالإِنسان قضاءُ اللّه لا ينفعه شيء، ولا تقيه أرض ولا سماء. |
7- |
إن أرض اللّه واسعة، ولكنها تضيق حينما ينزل القضاء، فلا مفرَّ منه. |
د ـ من الجوانب البلاغية |
|
1- |
في قولـه "ولا حزن يدوم ولا سرور" وفي قولـه "ولا بؤس عليك ولا رخاء" طِباق. |
|
ففي الأول طَابَقَ الشاعر بين "حزن وسرور" وفي الثاني بين "بؤس ورَخاء". |
2- |
وفي قولـه "ومن نزلت بساحته المنايا" اسْتِعَارَةٌ بالكناية، فقد شبَّه المنايا في نزولها بإنسانٍ ينزل ضيفا عليك، ثم حذف المشبه به وهو الإِنسان، ورمز إليه بشيء من لوازمـه وهو النزول على سبيل الاستعارة بالكناية. |
هـ ـ ما يستفاد من النص |
|||
1- |
قضاء اللّه واقع ونازل وعلى المسلم أن يرضَى به، ويصبِر على ما نزل به من مكروه، وأن لا يضعُف أمام النوازل، بل يجب أن يكون قويا أمامها بإيـمانه بقضاءِ اللّه وقدره. |
||
2- |
وكـما أن السرور لا يدوم فكذلك الحزن لا يطول، وضيق العيش يعقُبه الرخاء. | ||
وـ أسـئلـة |
|||
1- |
أجـب عـما يـأتي : | ||
|
(1) لمن القصيدة التي أولها : دع الأيام تفعل ما تشاء؟ | ||
|
(2) اذكر أربعاً من النصائح السامِيَة التي وجّهها الشاعر إلينا. | ||
|
(3) ماذا قال الشاعر بالنسبة إلى : | ||
|
أ) المـوت؟ ب) المصـائب؟ جـ) القناعـة؟ | ||
2- |
اشـرح الأبيـات الآتيـة : | ||
|
(1) ولا حزن يـدوم و لا ســـرور | ولا بُؤْسٌ علــيك ولا رخـــاء | |
|
(2) إذا ما كنـت ذا قلب قنـــوع | فأَنت ومـالـك الـدنيا ســواء | |
|
(3) وأرض اللّه واسـعـة ولـكــن | إذا نزل القضا ضــاق الفضــاء |
3- |
اذكر الجوانب البلاغية فيما يلي : | |||
|
(1) ولا حزن يـدوم ولا ســــرور | ولا بؤس عليك ولا رخـــــاء | ||
|
(2) ومن نـزلت بسـاحتـه المنــايا | فلا أرض تقـيه ولا سمـــــاء | ||
4- |
اسـتخرج من النـص : | |||
(1) تمـييزا. |
||||
(2) جواب شرط اقترن بالفاء واذكر سبب اقترانه بالفاء. |
||||
(3) جواب شرط لم يقترن بالفاء. |
||||
(4) شرطا حذف جوابه. |
||||
(5) اسما من الأسماء الخمسة، واذكر إِعرابه. |
||||
|
(6) خمسة أفعال جَوْفاء. | |||
5- |
هات معاني الكلمات الآتية : | |||
|
جَزِعَ- الحادثة- الجَلْد- الشِيمة- الأهوال. | |||
6- |
هات مفرد الأسماء الآتية: | |||
ليالٍ-حوادث-أهوال-مَنَايَا. |
||||
7- |
هات جمع الكلمات الآتية : | |||
شيمة-قلب-أرض-سماء-حُزْن-نفس. |
||||
8- |
هات ضد الكلمات الآتية : | |||
|
حزن-بؤس-ضاق-جزع. | |||
9- |
أعرب ما يأتي : | |||
(1) إذا نزل القضا ضاق الفضاء. |
||||
(2) وكن رجلا على الأهوال جلدا. |
||||
(3) إذا ما كنـت ذا قلـب قنــوع |
فأنـت ومـالـك الـدنيا ســواء | |||
(4) دع الأيام تفعـل ما تشـاء. | ||||
10- |
أدخل كل كلمة مما يأتي في جملة مفيدة : | |||
دَعْ-ضاق-دام-سواء. |
||||
11- |
هات مثالا من إنشائك للتمييز. |