(1) إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة اللّه

 
 

   لمّا تواجه الجيشان- جيش الكفار وجيش المسلمين في معركة القادسية- بعث رستمِ إلى سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه أن يبعث إليه رجلاً عاقلاً عالماً بما يسأله عنه. فبعث إليه رِبْعِيَّ بن عامر، فدخل عليه، وقـد زّينوا مجلسه بالنَّمارق المُذْهَبة والزرابيّ الحريرَيّة وأظهر اليواقيت والـلآلئ الثمينة، والزينة العظيمة، وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من الذهب، وعليه تاجُه.

   ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وتُرْس وفَرَس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها طرف البساط ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد وأقبل وعليه سلاحُهُ ودِرعه وبيضته على رأسه، فقالوا له: ضَعْ سلاحك، فقال: إني لم آتِكم، وإنّما جِئْتكـم حين دعوتموني. فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت، فقال رستم: اِئذنوا له، فأقبل يتوكّأ على رمحه فوق النمارق، فخرق عامّتها. فقالوا له: ما جاء بكم؟ فقال: اللّه ابتعثنا لنخرج مَنْ شاء من عبادة العباد إلى عبادة اللّه، ومِنْ ضيق الدنيا إلى سَعَتها، ومن جَور الأديان إلى عَدْل الإِسلام، فأرْسلنا بدينه إلى خلقه لندعوَهم إليه، فمن قَبِل ذلك قبلنا منه، ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبداً، حتى نفضي إلى موعود اللّه.

   قالوا: وما موعود اللّه؟

   قال: الجنّة لمن مات على قتال من أبى، والظّفَر لمن بقِي.

   فقال رستم: قد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤخّروا هذا الأمر حتى ننظرَ فيه وتنظروا؟

   قال: نعم. كم أحَبًّ إليكم؟ يوم أم يومانِ ؟

   قال: لا، بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا.

   فقال: ما سنَّ رسولُ اللّه لم أن نؤخر الأعداءَ عند اللقاء أكثر من ثلاث، فاَنظر في أمرك وأمرهم، واختر واحدة من ثلاث بعد الأجَل.

   فقال: أ سيِّد هم أنت؟

   قال: لا، ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم.

   فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال: هل سمعتم قطُّ أعزَّ وأرجحَ من كلام هذا الرجل؟

   فقالوا: معاذ اللّه أن تميل إلى شيء من هذا، وتَدَعَ دينك إلى هذا (الكلب) أما ترى ثيابه ؟

   فقال: ويلَكم لا تنظروا إلى الثياب، وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة. إن المسلمين يستخفّون بالثياب والمأكل، ويصونون الأحسابَ.

   ثم بعث إليه سعدٌ رسولاً آخر بطلبه، وهو المغيرة بن شعبة رضي اللّه عنه. فلما قدم عليه جعل رستم يقول له: إنكم جيراننا وكنا نحسن إليكم ونكفّ الأذى عنكم، فارجعوا إلى بلادكم، ولا نمنع تجارتكم من الدخول إلى بلادنا، فقال له المغيرة: إنّا ليس طَلَبُنا الدنيا، وإنّما هَمُّنا وطلبنا الآخرة، وقد بعث الله إلينا رسولا بدين الحق لا يرغب عنه أحذ إلا ذل، ولا يعتصم به إلا عز. فقال رستم: فما هو؟ فقال: أما عموده الذي لا يصلح شيء منه إلا به فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والإقرار بما جاء من عند الله. فقال: ما أحسن هذا! وأي شيء أيضا؟ قال: وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله.

   قال: وحسن أيضا. وأي شيء أيضا ؟

   قال: والناس بنو آدم، فهم إخوة لأب وأم.

   قال: وحسن أيضا.

   ثم قال: أ رأيت إن دخلنا في دينكم أترجعون عن بلادنا ؟

   قال: إي والله، ثم لا نقرب بلادكم إلا في تجارة أو حاجة.

   قال: وحسن أيضا.

   ولما خرج المغيرة من عنده ذاكر رستم رؤساء قومه في الإسلام، فأِنفوا من ذلك، وأبوا أن يدخلوا فيه - قبحهم الله وأخزاهم -.

 

شرح المفردات:

 

الكلمة

معناها

اعتصم به

لجأ إليه.

عمود الأمر

قوامه الذي لا يستقيم إلا به، ج أعمدة، وعُمُد، عَمَد.

قرب الشيء

قُرْباً وقرباناً: دنا منه (من باب سمع).

إي.

حرف جواب بمعنى نعم، ويقع قبل القسم نحو: إي والله!. قال تعالى: (قل إي وربي )

أنف من الشيء

أنفا وأنفة: استنكف واستكبر.

خزي خزيا

ذل وهان (من باب عَلِمَ). وأخزاه الله: أذله وأهانه.ضد حسن (من باب بَعُدَ) وقبّحه الله : نحاه عن الخير.

النفرق، والنمرقة

وسادة صغيرة، ج نمارق.

الزربية

وسادة تبسط للجلوس عليها، ج زرابى.

الياقوت

حجر من الأحجار الكريمة. واحدته أو القطعة منه: ياقوتة،ج يواقيت.

اللؤلؤ

الدر، وهو يتكون في الأصداف، واحدته: لؤلؤة، ج لآلئ

صفق الثوب صفاقة

كثف نسجه فهو صفيق. عكسه: سخف سخافة أي رق نسجه فهو سخيف.

الترس

ما يتوقى به في الحرب، ج ترسة، وترس، وتراس.

داس الشيء

برجله دوسا ودياسا ودياسة: وطئه شديدا بقدمه.

البساط

ضرب من الفرش ينسج من الصوف ونحوه، ج بُسُط.

البيضة

الخوذة.

الدرع

قميص من حلقات من الحديد متشابكة يلبس وقاية من السلاح (يذكر ويؤنث)، ج دروع.

الرمح

قناة في رأسها سنان يطعن به، ج رماح.

خَزَقَ الشَيءَ خَرْقاً

شقَّه ومزقه (من باب ضرب).

جار يجور جورا

ظلم.

أفضى إليه

وصل.

الظفر

الفوز. ظفر به: فاز به وناله.

ودع يدع

ترك. والأمر: دَعْ. (ماضيه قليل الاستعمال).

معاذ

مصدر ميمى من عاذ يعوذ. وهو منصوب في"معاذ الله " على المفعولية المطلقة، وهو نائب عن فعله، فمعناه: أعوذ بالله، أو نعوذ بالله.

ويل

كلمة عذاب. يقال: ويله، ووَيْلَكَ، وويلي. تقول: ويل بزيد، وَيلٌ لزيد، فالنصب على إضمار الفعل، والرفع على الابتداء. هذا إذا لم تضفه. فأما إذ أضفت فليس إلا النصب.. (الصحاح).

 

تمارين

1-

أجب عن الأسئلة الآتية:
 

أ- من قائد جيش المسلمين ؟

 

ب- من قائد جيش الفرس ؟

 

جـ- ماذا قال ربعي عندما منعوه من الدخول على رستم بالسلاح ؟

 

د- بم ابتعث الله المسلمين ؟

 

هـ- ما موعود الله الذي ذكره ربعي ؟

2-

اقرأ العبارات الآتية، وقل (صحيح) إذا كانت العبارة صحيحة، أو قل (خطأ) إذا كانت غير صحيحة، ثم صحح الخطأ:

 

أ- بعث سعد رضي الله عنه إلى رستم المغيرة بن شعبة في أول مرة.

 

ب- قال المغيرة بن شعبة لرستم : إنا ليس طلبنا الآخرة وإنما همنا وطلبنا الدنيا.

 

جـ- دخل المغيرة بن شعبة على رستم وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي الحرير.

 

د- دخل ربعي بن عامر على رستم بثياب جميلة وسيف وترس وفرس طويل.

 

هـ- أقبل ربعي على رستم وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه.

 

و- المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم.

  ز- قال رستم : إن المسلمين يستخفون بالأحساب ويهتمون بالثياب والمأكل .

3-

هات عكس الكلمات الآتية:
 

عز، عدل، ضيق، أبى، أخّر.

4-

تأمل المثال ثم أجب عما يأتي:
 

"...... حتى ننظر فيه وتنظروا".

 

أ- الفعلان منصوبان، فما علامة النصب في كل منهما ؟

 

ب- وما الناصب ؟

5-

تأمل المثال ثم كون ثلاث جمل على غراره:
 

"جعل رستم يقول له ". (هنا جعل بمعنى بدأ، وتعمل عمل كان).

6-

تأمل المثال ثم كوّن ثلاث جمل على غراره:
 

ما احسن هذا!

7-

هات مفرد الأسماء الآتية:
 

لآلئ، أمتعة، زرابي، نمارق، وسائد، يواقيت، أديان.

8-

هات جمع الأسماء الآتية:
 

تاج، سرير، حاجة، تُرس، بساط، سلاح.

9- تأمل المثال ثم كون ثلاث جمل على غراره:
 

(هنا جواب الشرط محذوف، والتقدير: إن تركتموني هكذا بقيت، و إلا رجعت).

10-

تأمل المثال، ثم كون ثلاث جمل على غراره:
 

"هل لكم أن تؤخروا هذا الأمر؟ ".

11-

أدخل كل كلمة مما يأتي في جملة مفيدة:
 

قط، لم يزل، داس، حين، لما.

12-

تأمل ما يأتي:
 

"إنما همّنا وطلبنا الآخرة". تفيد "إنما" الحصر.

 

ومعنى هذه الجملة: "ليس همنا ولا طلبنا إلا الآخرة".

 

أدخل "إنما" في ثلاث جمل من إنشائك.

13- أكمل كل جملة مما يأتي بمشتق مناسب من "ع ب د ":

 

.أ- خلقنا الله تعالى لـ………… هُ.

 

ب- يسمى …………النصارى الكنيسة.

 

جـ- مهمة المسلمين إخراج الناس من ………… إلى ……………الله.

 

د- لا …………… بحق إلا الله.

 

هـ- المجوس …………… النار.

 

و- لم ……………غير الله قط.

 

ز- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((متى ………………الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ ))

 

تدريبات صوتية

 

ا- تأفل وقارن:

حمام - حمّام

درس - درّس

 أجد - أجدّ

حاج - حاجّ

عزة - عزّة

 حال - حال

عدة - عدّة

سمت - سّمت

 نزل - نزّل

2- تأمل وقارن:

مطر- مطار: الطاء في الكلمتين مفتوحة، غير أن في الثانية ألفا بعد الطاء المفتوحة.

سلم - سلام

زمن - زمان

 كتب - كاتب

بقرة - بقرات

جهد - جاهد

 ذهب - ذهاب

أذان - آذان

أمل- أمال

 أمل- آمال

3- تأمل وقارن:

رب - ربي: الباء في الكلمتين مكسورة، غير أن في الثانية ياء ساكنة بعد الباء المكسورة.

اجر- اجري

بأهلك - بأهليك

  نمر- نمير

لم تأت - لم تأتي

أرني- أريني

 حزن - حزين

لا تبك لا تبكي

رحيم - رحيم

خطِر- خطير

4- تأفل وقارن:

جُدُد جُدود : الدال الأولى في الكلمتين مضمومة، غير أن في الثانية واواً ساكنة بعد الدال المضمومة.

سرر - سرور

كُثِب - كوثِب

 نُري - نُوري

أُتَي - أُوتي

هدىً - هوداً

قُتل- قُوتل

ادْعُ – ادْعُوا

انْجُ -. انجُوا

اشْكُ - اُشْكوا

5-

تأمل وقارن :

 أ - ع

أن - عن

سأل - سعل

ابتدأ - ابتدع

أمل - عمل

تألَّم - تعلَّم

جاء - جاع

أديم- عديم

نأى - نعى

برأ - برع

6-

تأمل وقارن :

 ت - ط

تلٌّ - طلٌّ

رتَّب - رطب

قنُوْت - قنوطٌ

تيَّار - طيَّار

فتنة - فطنة

أمات - أماط

تاقَّة - طاقَّة

أمتار- أمطار

بتَّ - بسطَّ