(2) فضل العلم وأهله

 
 

   تعلَّم العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله فربة، وهو الصاحب في الخلوة، والدليل على السراء، والمعين في الضراء، ومنار سبيل الجنة.

   يرفع الله به أقواما، فيجعلهم في الخير قادة، وسادة يقتدى بهم، أدلة في الخير تقتص آثارهم، وترغب الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تحفهم، ويستغفر لهم كل رطب ويابس، حتى حيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، والسماء ونجومها.

   والعلم حياة القلوب من العمى، وقوة للأبدان من الضعف، يبلغ به العبد منازل الأبرار والدرجات العلى. وهو إمام للعمل، والعمل تابعه، يُلْهِمُهُ السعداء، ويحرمه الأشقياء.

   عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء وَرَثَة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر" (1).

   والاشتغال به أفضل من نوافل الصلاة والصيام والتسبيح والدعاء لأن نفع العلم يعم صاحبه والناس، والنوافل البدنية مقصورة على صاحبها، ولأن العلم مُصَحِّحٌ لغيره من العبادات فهي تفتقر إليه، ولأن العلم يبقى أثره بعد موت صاحبه والنوافل تنقطع بموت صاحبها، ولأن في بقاء العلم إحياء الشريعة وحفظ معالم الملة.

   قال علي بن أبى طالب رضي الله عنه: العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، العلم يزكو على الإنفاق والمال تنقصه النفقة، العلم حاكم والمال محكوم عليه، ومحبة العلم دين يدان بها، العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته، وصنيعة المال تزول بزواله، مات خزَّان الأموال وهم أحياء، والعلماء، باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة.

   والعلم يدخل مع صاحبه القبر، والمال إذا مات صاحبه فارقه، والعلم النافع لا يحصل إلا للمؤمن، والمال يحصل للمؤمن والكافر والبر والفاجر، والعلم يحتاج إليه الملوك ومن دونهم، وصاحب المال إنما يحتاج إليه أهل العُدم والفاقة، والعلم يدعو إلى التواضع، والمال يدعو إلى الطغيان. والعلم يجعل الدنيء شريفا ويزيد الشريف شرفا.

   كان عطاء بن أبى رباح عبدا مملوكا لامرأة من أهل مكة، وكان أنفه كأنه باقلاة، وجاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين وابناه فجلسوا إليه وهو يصلي، فلما صلى التفت إليهم، فمازالوا يسألونه عن مناسك الحج، ثم قال سليمان لابنيه: قوما، فقاما، وقال: يابُنيَّ لا تنيا في طلب العلم فإني لا أنسى ذلنا بين يديْ هذا المملوك.

   قال صلى الله عليه وسلم : "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تامّاً حجته " (2). وقال صلى الله عليه وسلم : " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما" (3).

شرح المفردات:

الكلمة

معناها

الأنيس

الذي تزول به الوحشة، وتحصل به الفرحة.

المنار

العلم في الطريق يهتدى به.

ألهمه الله خيرا

لقَّنه إيَّاه، وألقاه في فؤاده.

السائر

الباقي، سار يسأر سأرا، فهو سائر.

وافر

كثير، تامٌّ غير منقوص.

المعلم

العلاقة التي تدل على الشيء، ج مَعاَلمُ، يقال : خفيت معالم الطريق.

الصنيعة

كل ما عُمل من خير أو إحسان. ج صنائع.

الفاقة

الفقر والحاجة.

الباقلاء والباقلى

الفول، واحدته باقلاة وباقلاءة.

انفتل إليه

انصرف إليه بوجهه.

ونى في الأمر ينِي ونْيًا ووُنْيًا ووَناءً ووَنًى

فتر وقصر، فهو وان، وهي وانية.

 

تمارين

1- أجب عن الأسئلة الآتية:
  أ- من الذي يستغفر لطالب العلم ؟
 

ب- أيهما أفضل: العالم أم العابد؟ ولمه ؟

 

جـ- اذكر ثلاثة أوجه من تفضيل العلم على المال ؟

 

د- بم أوصى سليمان بن عبد الملك ابنيه؟ وما سبب ذلك ؟

 

هـ- اذكر حديثا يدل على فضل العلم ؟

2-

اقرأ العبارات الآتية وقل (صحيح) إذا كانت العبارة صحيحة، أو قل (خطأ) إذا كانت غير صحيحة، ثم صحح الخطأ:

 

أ- يستغفر لطالب العلم كل رطب ويابس، حتى حيتان البر وهوامُّه وسباع البحر.

 

ب- والعلم حياة القلوب من العمى، وقوة للأبدان من الضعف.

 

جـ- المال خير من العلم، المال يحرسك وأنت تحرس العلم، المال يزيد بالإنفاق والعلم تنقصه النفقة.

 

د- صاحب المال يحتاج إليه الملوك ومن دونهم، وصاحب العلم إنما يحتاج إليه أهل العُدم والفاقة.

3-

املأ الفراغ بكلمة مناسبة مشتقة من مادة (ع ل م):
 

أ- تعلَّم ………… فإن………… لله خشية.

 

ب- من سلك طريقا يلتمس فيه …………… سهل الله له طريقا إلى الجنة.

 

جـ- هذا الشيخ …………… كبير.

 

د- جاء طلاب العلم من بلدان بعيدة لـ…………… في الجامعة الإسلامية.

 

هـ- المسجد النبوي عامر بمجالس……………

 

و- من…………… ك اللغة العربية ؟

 

ز- هذا الأمر ..................  للجميع.

 

ح- أعلنت وزارة التربية و...............عن عدة شواغِرَ لـ……… اللغة العربية.

4-

هات جمع المفرد، ومفرد الجمع فيما يأتي :
 

قوم، كوكب، سعيد، شقي، ملة، معلم، أئمة، أجنحة، خزَّان، أ حياء.

5-

استخدم التعبيرات الآتية في جمل من إنشائك :
  أ- حظ وافر.

ب- أفضل من.

  جـ- كل رطب ويابس.

د- سائر.

 

هـ- لاتَنِ.

6-

هات عكس الكلمات التالية :
 

الأبرار، العمى، الدنيء، إحياء، أحياء، رطب، البحر.

7-

يجمع ((وارث)) على ((ورثة)). اجمع الأسماء الآتية مثله :
 

حافظ، فاجر، فاسق، طالب، قاتل، كافر، ظالم، كاتب.

8-

يجمع ((سيد)) على ((سادة))، أصله ((سَوَدة)). اجمع الأسماء الآتية مثله :

 

بائع، قائد، عيِّل، خائن.

9-

(( إمام )) جمعه (( أئمة )). أصله (( أأممة )) على وزن (( أفعلة )). اجمع الأسماء الآتية هذا الجمع :

 

دليل، عزيز، ذليل، شحيح.

10-

((الحوت)) جمعه ((حيتان)). اجمع الأسماء الآتية هذا الجمع :
 

نار، جار، تام، فأر، ثور.

11-

((الهامّة)) جمعها ((هوام)). اجمع الأسماء الآتية هذا الجمع :

 

مادة، عامة، شابة، خاصة، حاسة.

12-

تأمل مثالا لـ ((حتى الابتدائية)) ثم كون ثلاث جمل تحتوي على ((حتى الابتدائية)):

 

((وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء)).

13-

ما معنى ((سائر)) في كل مما يأتي:
 

أ- فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب.

 

ب- هذا مثل سائر.

14-

تأمل مثالا لـ ((ما)) المصدرية الظرفية، وهات ثلاث جمل على غراره :
 

((والعلماء باقون ما بقي الدهر" أى مدة بقاء الدهر.))

 

تدريبات صوتية

 
1-

تأمل وقارن: ث - س

  ثلم- سلم  كثير - كسير

 حث - حسّ

  ثمر- سمر أثرى - أسرى حدث - حدس
  ثورة - سورة  يثر - يسر  أثاث - أساس

2-

تأمل وقارن : ج - ز
  جارَ - زار  عاجل - عازل موج - موز
  جل- زل حجم - حزم يروج - يروز
  جياد - زياد يجول - يزول أفرج - أفرز

3-

تأمل وقارن : ج - ش
  جاءَ - شاء مَجيْدٌ - مشيد فرج - فرش
  جهْر - شهْر  ناجِز - ناشز رجَّ - رشّ
  جرب - شرب مجهود - مشهود تهَجَ - نهش

 

 

 

 


(1) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والبيهقي. واللفظ من صحيح الترغيب والترهيب 33/1. -15-    

(2) رواه الطبراني في "الكبير. واللفظ من صحيح الترغيب والترهيب 38/1.

(3) رواه الترمذي وابن ماجة والبيهقي. واللفظ من صحيح الترغيب والترهيب 1/ 34