(5) قيمة الزمن |
وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، فما كان من وقت الإنسان لله وبالله فهو حياته، وغير ذلك ليس محسوبا من حياته، فإذا قطع وقته في الغفلة والأماني الباطلة والنوم والبطالة، فموت هذا خير له من حياته. |
قال صلى الله عليه وسلم : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة و الفراغ " (*). |
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني لأكره أن أرى أحدكم سَبَهْلَلاً لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة". |
والعاقل الموفق هو الذي عرف شرف زمانه، وقدر وقته، فاغتنم عمره في علم نافع يحفظه، أو عمل صالح يحتسبه، أو حاجة من حوائج الدنيا يكتسبها، يستعين بها على طاعة الله. |
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسُه نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي. وقال الحسن البصريّ رحمه الله : يا ابن آدم إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك. وقال أيضا : أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشذ منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم. |
وقد كان السلف الصالح ومن سار على نهجهم من الخلف رحمهم الله أحرص الناس على كسب الوقت وشغله بالخير، فكان عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي رحمه الله يسأل والده ويقرأ عليه وهو يأكل، ويقرأ عليه وهو يمشي، ويقرأ عليه إذا دخل الخلاء، ويقرأ عليه إذا دخل البيت في طلب حاجة، وكان الإمام سليم بن أيوب الرازي يحاسب نفسه على الأنفاس، ولا يدع وقتا يمضي عليه بغير فائدة، إما ينسخ وإما يدرس وإمّا يقرأ، وينسخ شيئا كثيرا، وإذا قطع عن الكتابة بسبب إصلاح الأقلام، حرك شفتيه فقرأ القرآن أو سبّح وذكر الله، لئلا يمضي عليه زمان وهو فارغ. |
وقال الإمام أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي رحمه الله - وكان من أذكياء العالم -: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستلق، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أكتبه، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في الثمانين أشدَّ مما كنت أجده وأنا في العشرين. |
وقد ألف أبو الوفاء كتبا كثيرة في أنواع العلوم، نحو العشرين، وأكبر تصانيفه كتاب الفنون، وهو أكبر كتاب عرف في الدنيا يقع في ثمانمائة مجلَّد، فيه فوائد كثيرة جليلة. |
ولما حضرت الوفاة أبا جعفر بن جرير الطبري رحمه الله، ذكر له حديث لا يعرفه، فاستدعى محبرة وصحيفة وكتبه، فقيل له : أفي هذه الحال ؟ فقال : ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتى الممات. |
وكان الخطيب البغدادي رحمه الله يمشي وفي يده جزء يطالعه. |
والعلم مرغوب سام ومحبوب غال، وشرف رفيع، وهو صعب المسالك، كثير العقبات، لا تنال براحة الجسم. |
فقد ارتحل بقي بن مخلد رحمه الله لطلب العلم رحلتين إلى مصر والشام والحجاز وبغداد، امتدّت الرحلة الأولى أربعة عشر عاما، والثانية عشرين عاما، وذلك من الأندلس، مشيا على الأقدام. |
وإذا تعبت النفس وكل القلب، وجب ترويحه بشيء من اللهو المباح المقدّر بقدره، حتى يكون المرء أقدر على مواصلة عطائه، وأكثر استفادة من وقته، قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إني لأستجم قلبي بالشيء من اللهو، ليكون أقوى لي على الحق. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : لا تُكْرِهْ قلبك، إن القلب إذا أكْرِهَ عمي. |
شرح المفردات |
الكلمة |
معناها |
النهج |
الطريق الواضح، وكذلك االمنهج والمنهاج، ج نهوج. ونهج فلان الطريق : سلكه. |
الخلاء |
الفضاء الواسع الخالي. وهو كذلك كناية عن المرحاض. |
استلقى على ظهره أو قفاه |
رقد، فهو مستلق. |
استجم فلان |
استراح فذهب إعياؤه. واستجم نفسه : أراحها. والمصدر: استجمام. |
غبنه في البيع غبنا |
من باب ضرب - : خدعه. ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس " أن من لا يستعمل الصحة والفراغ فيما ينبغي فقد غبن لكونه باعهما بثمن بخس. |
تمارين |
|||
ا- |
أجب عن الأسئلة الآتية : | ||
|
أ- من الإنسان الذي موته خير له من حياته ؟ | ||
|
ب- فيم يقضي العاقل الموفق وقته ؟ | ||
|
جـ- ما النعمتان المغبون فيهما كثير من الناس ؟ | ||
|
د- ماذا كان يفعل الإمام سليم بن أيوب الرازي حينما ينقطع عن الكتابة ويصلح القلم؟ ولماذا؟ | ||
|
هـ- من ألف كتاب الفنون؟ وفي كم مجلد يقع ؟ | ||
|
و- ما شرط ترويح النفس بعد التعب ؟ وما فائدة ذلك ؟ | ||
2- |
اشتق من مادة (خ ب ز) الكلمات المناسبة واملأ بها الفراغات : | ||
أ- هل نجحت في ………………… اللغة العربية ؟ |
|||
|
ب- ………………… والدي بأنني مسافر غدا. | ||
|
جـ- هل هناك ………………… جديدة في صحف اليوم ؟ | ||
|
د- ………………… المدرس تلاميذه في نهاية كل أسبوع ليعرف مستواهم. | ||
|
هـ- أنتظر ………………… من أسرتي. | ||
|
و- الله ………………… بعباده وعليم بما في صدورهم. | ||
|
ز- في المستشفى ………………… لتحليل الدم والبول والبراز. | ||
3- |
صل عبارات القائمة (أ) مع ما يناسبها من عبارات القائمة (ب) : | ||
|
القائمة (أ) |
القائمة (ب) |
|
|
أ- نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس | رحلتين | |
|
ب- إني لأكره أن أرى أحدكم سبَهْللا | بشيء من اللهو المباح | |
|
جـ- أكبر كتاب عرف في الدنيا | لا ينال براحة الجسم | |
|
د- ارتحل بقي بن مخلد في طلب الحديث | لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة | |
|
هـ- يجب ترويح النفس إذا تعبت | كتاب الفنون | |
|
و- العلم صعب المسالك كثير العقبات | الصحة والفراغ | |
4- |
هات جمع كل من الكلمات التالية : |
||
|
زمن، باطل، فراغ، رحلة، فن، مسلك. | ||
5- |
حول الجملة الآتية من صيغة المفرد إلى المثنى المذكر والمؤنث : | ||
|
- كان العالم إذا قطع عن الكتابة بسبب ما قرأ القرآن أو سبح وذكر الله، لئلا يمضي عليه زمان وهو فارغ. |
||
6- |
هات مفرد الجموع الآتية : | ||
|
الأماني، أنفاس، دهور، حوائج، نهوج، تآليف، تصانيف. | ||
7- |
هات عكس الكلمات التالية : | ||
|
الصحة، الفراغ، السلف، الغفلة، نقص، صلح. | ||
8- |
أجب عن الأسئلة الآتية مستخدما التعبير الذي بين القوسين : | ||
|
أ- لماذا يجئ الطالب إلى المدينة النبوية ؟ (اقتباس العلم). | ||
|
ب- ما نتيجة الرحلات الطويلة في طلب العلم ؟ (يحفظ به). | ||
|
جـ- كيف يستطيع الطالب أن يحقق نجاحا باهرا ؟ (كل ساعة). | ||
9- |
أدخل الكلمات التالية في جمل مفيدة : | ||
|
أ- مشيا على الأقدام. | ب- ابن كذا سنة. | |
|
جـ- مر بخاطري. | د- ندم. |
تدريبات صوتية |
|||
1- |
تأمل وقارن : | ذ - ز | |
|
لّ – ولّ | حاذر - حازر | جذ - جر |
|
ذكيّ - زكيّ | هذم - هزم | يبذ - يبزّ |
|
ذاد - زاد | عَذَل - عزل | عاذ - عاز |
2- |
تأمل وقارن : | ز - ض | |
|
زرع - ضرع | مزمار - مضمار | أََرز - أرض |
|
زم - ضم | وزغ - وضع | ركز - ركض |
|
زمان - ضمان | نازل - ناضل | عز - عض |
3- |
تأمل وقارن : | ز - ظ | |
|
زرافة - ظرافة | عزيمة - عظيمة | عكز - عكظ |
|
زن - ظن | عزة - عظة | حافر - حافظ |
|
زفر - ظفر | عَزْمٌ - عظم | وعز - وعظ |
|
|
|
|
|
|
(*) رواه البخاري في الرقائق رقم (6412). |