الدرس الثامن

الدرس الثامن

التحويل

أ : تحويل السرد إلى حوار

اقرأ القصتين الآتيتين، ثم حول كل واحدة منهما إلى حوار ملتزما بما ورد في القصتين من أحداث وشخصيات.

القصة الأولى :

حماية المستجير

أهدر الخليفة المهدي- ثالث خلفاء بني العباس- دم رجل كان يعمل ضده، وجعل الخليفة جائزة كبيرة لمن يأتي به حيا أو ميتا، وظل هذا الرجل وقتا غير قصير خائفا مختفيا عن الأنظار.

وذات مرة كان يسير في أحد شوارع مدينة بغداد متنكرا فرآه رجل كان يعرفه فأمسك به وأخبره بأن الخليفة يبحث عنه، واجتمع بعض المارة في الطريق حوله، وكان منهم معن بن زائدة فطلب الرجل من معن أن يجيره فأجاره، وطلب من رجاله أن يحملوه إلى المنزل، فغضب الرجل الذي أمسك به، وأخبر معن بن زائدة بأن عمله هذا تحدٍّ لرغبة الخليفة، وأنه سيخبر الخليفة فأجابه معن بأن يذهب إلى الخليفة ويخبره بأن الرجل المطلوب أجير معن.

ذهب الرجل إلى الخليفة المهدي وأخبره بما حدث، فأرسل الخليفة رسوله ليحضر معن بن زائدة. ركب معن دابته، ونبه على رجاله أن لا يفرطوا في الرجل وفيهم عين ترى.

ولما دخل معن على الخليفة المهدي سلم، ولكن المهدي أبى أن يرد عليه السلام وعاتبه لأنه يحمي ويجير رجلا عصى الخليفة. فرد معن بأنه كان مخلصا للخليفة في أمور كثيرة، أفلا يكون أهلا لأن يهب له رجلا استجار به ؟

رفع الخليفة رأسه وقال : لقد أجرنا من أجرت يا معن.

القصة الثانية:

عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه وقيصر الروم

في السنة التاسعة عشرة للهجرة بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشا لحرب الروم فلما علم القيصر أمرَ رجالَه إذا وقع أحد من المسلمين أسيرا أن يأتوا به إليه حيا. وشاء الله أن يقع عبد الله بن حذافة السهمي أسيرا في أيدي الروم فحملوه إلى مليكهم فنظر إليه طويلا ثم عرض عليه أن يتنصّر لكي يطلق سراحه فأخبره عبد الله بأن الموت أحب إليه ألف مرة مما يدعوه إليه، ثم عرض عليه أن يشركه في سلطانه فأقسم عبد الله بأنه لو أعطاه جميع ما يملك وما تملكه العرب على أن يرجع عن دين محمد rطرفة عين ما فعل، ثم هدده بالقتل فلم يخش الموت وبقي على موقفه فأمر القيصر جنده أن يصلبوه وأن يرموه قريبا من رجليه وهو يعرض عليه التنصر فأبى. عند ذلك أمرهم بإحضار قدر عظيمة صُبَ فيها الزيت

الحار وأمر بإحضار أحد المسلمين وألقي فيها فإذا لحمه يتفتت وعظامه تبدو عارية، ثم التفت إلى عبد الله ودعاه إلى النصرانية فكان أشذ إباء لها من قبل فأمرهم بإلقائه في القدر فدمعت عيناه فأخبروا القيصر بذلك فأحضره ودعاه إلى النصرانية فأبى فسأله عن سبب بكائه فرد عليه بأنه كان يشتهي أن تكون له أنفس بعدد شعر جسده فتلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله، عندئذ عرض عليه القيصر أن يقبِّل رأسه لكي يطلق سراحه فقبل عبد الله بشرط أن يطلق سراحه وجميع أسرى المسلمين فوافق القيصر فقبل عبد الله رأس القيصر ولما سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بخبره قال: حق على كل مسلم أن يقبِّل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدأ بذلك ثم قام وقبَّل رأسه.

ب: نثر الشعر

ومعنى نثر الشعر: أي شرح الأبيات الشعرية بعد تأمّل معانيها محاولا إتقان الشرح بالجمل الجيدة السليمة بحسب سعة المعنى.

وأفضل الطرق لإتقان (نثر الشعر) هو التدريب المستمر مع الاطلاع على بعض الشروح للأبيات الشعرية.

وإليك أنموذجا لقصة شعرية: (1)

وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل		ببيداء لم يعرف بها ساكن رسما
أخي جفوة فيـه من الإنس وحشة		يرى البؤس فيها من شراسته نعمى
وأفـرد في شعب عـجوزا إزاءها		ثلاثـة أشـبـاح تخالهـم بهما
حفـاة عراة ما اغتذوا خبـز ملة		ولا عرفوا للبر مذ خلقـوا طعما
*******
رأى شبحا وسط الظلام فراعه		فلما رأى ضيفا تشمر واهتمـا
فقال هيا رباه ضيف ولا قــرى		بحقك لا تحرمه تا لليلة اللحمـا
فقال ابنه لــما رآه بــحيرة		أيا أبت اذبحني وهيئ له طعـما
ولا تعتذر بالعـدم عل الذي ترى		يظن لنا مالا فيوسعــنا ذمـا
فروى قليــلا ثم أحجم برهـة		وإن هو لم يذبـح فتاة فقد همـا
*******
فبينا هما عنـت على البعد عانة		قد انتظمت من خلف مسحلها نظما
فأمهلها حتى تروت عطــاشها		فأرسل فيها من كنـانته سهــما
فخرت نحوص ذات جحش سمينة		قد اكتنزت لحما وقد طبقت شحما
فيا بشـره إذ جرها نحو قــومه		ويا بشـرهم لما رأوا كلمـها يدمى
وباتوا كراما قد قضوا حق ضيفهم		وما غرموا غرما وقد غنمـوا غنما
وبات أبوهم من بشـــاشته أبا		لضـيفهم والأم من بشــرها أما
*******
معاني المفردات

الكلمة	معناها	الكلمة	معناها
طاوى ثلاث	:جائع ثلاث ليال	عاصب البطن	:عصب على بطنه حزاما من الجوع
رسما	:أثر للعمران	مرمل	:شديد الفقر
أخي جفوة	:ذي خشونة	البهم	:صغار الغنم
ثلاثة أشباح	:يعني أولاده	خبز الملة	:قرص يخبز في الرماد
القرى	:طعام الضيف	العدم	:الفقر
عنت	:لاحت وظهرت	العانة	:القطيع من بقر الوحش
مسحلها	:فحلها	نحوص	:بقرة سمينة
اكتنزت وطبقت	:أى امتلأت	كلمها	:جرحها
غرموا	خسروا

التمرينات:


ا-	تشتمل هذه القصيدة على ثلاث فقرات رئيسة هي:
	ا- وصف لعيش الرجل الكريم وعائلته في الصحراء الموحشة.
	2- قدوم الضيف وحيرة الرجل في ضيافته إلى أن هم بذبح ابنه.
	3- حل المشكلة حين اصطاد الرجل إحدى بقر الوحش وجرّها إلى قومه وضيفه وبات الجميع على خير حال.
	* حدد أمام كل فقرة رقم الأبيات الدالة عليها.
2-	ما الشخصيات التي دارت عليها أحداث القصة ؟
3-	شبه الشاعر أطفال الأسرة بالبهم، ما وجه الشبه بينهما ؟

4-	وصف الشاعر حال الرجل الأعرابي وعائلته في الصحراء. فكيف وصفهم ؟
5-	صور لنا الشاعر بأسلوب قصصي رائع حوارا دار بين الأعرابي وابنه حينما رأوا الضيف. فما الحوار الذي دار بينهما ؟ وكيف استطاعوا إكرام ضيفهم ؟
6-	بعد تأمل معاني القصيدة.
	اكتب القصة منثورة، ثم ضع لها عنوانا مناسبا.