تفسير الاسْـتِعَاذَة

 

 

   قال اللّه تعالى: { فَإِذَا قَرَأْتَ آلقُرْآنَ فَآسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَجِيمَ }.

   هذا أمر من اللّه سبحانه وتعالى للعَبْد إذا أراد أن يقرأ القرآن أن يستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم قبلَ البَدْءِ في القراءة.

   ومعنى "أَعوذ باللّه من الشيطان الرجيم " أي اسْتَجِير وأَتَحَصَّنُ بالله من الشيطان أن يَضُرَّني في ديني ودنياي أويَصُدَّني عن فِعْلِ ما أُمِرْتُ به، أويحثني على فعل مَا نهيت عنه.

   والاِسْتِعَاذَةُ هي الالْتِجَاء إلى اللّه من شَرِّ كل ذي شَرٍّ . والشيطان هو البعيد بفِسْقِـه عن كل خير، والرجيم: فعيل بمعنى مفعـول أي أنه مَرْجُوم مَطرود عن الخير.

 

تفسير البَسْمَلَة

 
 

   تُستحبُّ البسملة في أول كل قول وعمل.

   وقـد اشتملت البسملة على ثلاثـة أسماء من أسماء اللّه الحُسْنَى: أحدُها، اللّه: وهو علم لرب العالمين لم يُسَمَّ به غيرُه سبحانه وتعالى. والثاني، الرحمن: وهو اسم مشتقٌّ من الرحمة. يدل على شُمُول رَحْمَتِه سبحانه وتعالى في الدنيا للخلق جميعاً وفي الآَخرة للمؤمنين خاصةً. وهذا الاسم من الأسماء التي لم يُسَمِّ اللَّهُ بها غيرُه كالخالق والرزّاق واللّه ونحو ذلك. وأما ثالِثُها فهو الرحيم: وهو اسم مشتقّ من الرحمة أيضا. وهو يدلُّ على الرحمة الخاصة بالمؤمنين في الآخرة كـما في قوله تعالى: { وكان بالمؤمنين رحيما }. وهذا من الأسماء التي سَمَّى اللّه بها غيرَه، فوصف الرسولَ صلى الله عليه و سلم به في قوله تعالى { بالمؤمنين رَءُوفٌ رَحِيمٌ }.

ومعنى البسملة:

   أبتدئ قراءتي أو أفتتح قراءتي وشأني كله متبركا باسم اللّه الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء، الرحيم الذي خص المؤمنين برحمته في الآخرة.