الـدرس الرابع

 
 

وصـايا لقمان لابنـه

 

قال اللّه تعالى:

(الآَيات من 13 إلى 19 من سورة لقمان)

 

معـاني الكلمـات:

الكلمة

معناها

يَعِظُه

:   يُرْشـده وَينْصَحُـه وُيوصِيه. وَعَظَ، يَعِظُ، عِظْ. والمصدر: وَعْظٌ وعِظَةٌ. والوعظ هو الأمر والنهي مقرونـا بالـترغيب والترهيب.

الظُّلْم

:   مصدر ظَلَمَ، وهو وَضْعُ الشيء في غَيْرِ مَوْضِعِه وتَجَاوُزُ الحَقِّ.

وَهْناً

:   مصدر: وَهَنَ- يَهِن. الوهن: الضَّعْف والمشَقَّة

فِصَالُه

:   فطَامُه من الرّضاعة.

وَصَّينا

:   امَرْنا وفَرَضْنَا على الإِنسان طاعةَ وَالِدَيْهِ.

المصِير

:   المرجِع، والعَاقِبَة.

جَاهَدَاك

:   عَزَمَا عليك أن تَفْعَلَ ما أمَرَاك بِهِ.

صَاحِبْهما في الدنيا معروفاً

:   أحْسِنْ إليهما في صُحْبَتِك إياهما.

سبيل

:   طريق.

أَنَـاب

:   رَجَعَ وتَابَ.

فأنَبِّئُكم

:   أُخْبِركُم وأحاسبكم.

مِثْقَالً حَبَّةٍ

:   وَزْنَ حَبَّة.

خَرْدَل

:   نَبَاتٌ تُسْتَعملُ بُذُورُهُ في العلاج والطَّعَامِ، وحَبُّه أَصْغَرُ الحُبُوب.

صَخْرة

:   الجمعَ: صَخَرَاتٌ وهي الحِجَارة.

لَطِيفٌ

:   اسم من أسـماء الله تعـالى، وهو هنا بمعنى: عليم بِخَفَايَا الأمور فلا تَخْفَى عليه الأشياءُ وإن كانت صغيرة.

المعروف

:   أوَامِرُ الشَّرْعِ وأَعْمَال الخير والبر.

المنكَر

:   الأمور التي لا تتفق وتعاليمَ الشرع.

أَصَابَكَ

:   نَزَلَ بكَ من المصائب.

عزم الأمور

:   هيَ الأمور التي لا تحصل إلا بالصبر والعزم لِعِظَمِها.

تُصَعِّرْ

:   تُعْرِض بوجهك عن الناسك تكبُّرا واحتقارا لهم.

خَدّك

:   الخد - جانبُ الوجه.

مَرَحاً

:   في حال العُجْبِ والاخْتِيَالِ.

مُخْتَال

:   مُعْجَبٌ بنَفْسِهِ.

فَخُور

:   متكبِّر عَلى غيره. على وزن فَعُول من الفَخْر وهذه صيغة مبالغة.

اِقْصِدْ في مَشْيِك

:   اِمْشِ مَشْياً مقتصداً ليس بالبَطِيء ولا بالسَّريع بل وَسَطا.

اغْضُضْ

:   اِخْفِض: لا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه.

أَنْكَرُ

:   أَقْبَحُ.

الأصوات

:   جمع - مفرده: صَوْت.

الحمير

:   جمع - مفرده حِمَار.

 

الإعـراب:

   تأمل في الآَيات الكريمة ما يلي:

   1- {بابني} يا: حرفُ نداء يستعمل في المنادى البعيد، وبُنَيِّ: منادى وهو تصغير (ابن) أضيف إلى ياء المتكلم فحكمه النصب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم.

   2- قولـه تعـالى: {لا تُشْرِك باللّه} لا الناهية من جوازم الفعل المضارع. تُشْرِكْ: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية. ومثله قوله تعالى: {فلا تُطِعْهما}، {ولا تُصَعِّرْ}، {ولا تمش}.

   3- قوله تعالى: {وإن الشرك لظلم عظيم}.

   لَظُلم: هذه اللام تسمى اللامَ المزحلقةَ زُحْلِقَتْ من المبتدأ إلى خبر إنَّ، وفائدتها: توكيد مضمون الجملة، ومن شواهدها أيضاً في الآيات: قوله تعالى: {إِنَّ أنكر الأصوات لَصَوْتُ الحمير}. وفي القرآن الكريم شواهد كثيرة لها منها: قوله تعالى: {أو إِنَّ الأبرار لَفِي نعيم وإِن الفجار لَفِي جحيم}.

   4- قوله تعالى: {إنها إِنْ تَكُ}.

   أصل الفعل (تَكُنْ) وحذفت النون للتخفيف. ويجوز حذفها بشرط أن يكون هذا الفعل مضِارعَ كان النَّاقِصَةِ ومَجْزوماً وأن لا يَلِيَها سَاكِنٌ. فلا تحذف في مثل قوله تعالى: {لم يَكُنِ الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكِّين حتى تأتيهم البينة}.

التفسـير:

   قوله تعالى: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تشرك باللّه إنَّ الشرك لظلم عظيم}.

   يُخْبِر اللّه تعالى عن وَصِيَّة لقمانَ لولده وهو يَعِظُه فهو أَشْفَقُ الناس عليه وأحبهم له، فهو يُوصِيه بأفضل ما يَعْرِف. فأوصاه أولا بِأنْ يعبد اللّه وحده ولا يشرك به شيئا. ثم قال مُحَذِّرا له:ن الشرك لظلم عظيم } أي هو أعظم الظلم. أخرج البخاري ومسلم عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنـه قال: لما نزلت {الَّـذِينَ آمنـوا ولم يَلْبسُوا إيـمانَهم بظُلْمٍ…} شَقَّ ذلك على أصحـاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أيُّنا لا يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "إنه ليس بذلك. ألا تسمع إلى قول لقمان {بابني لا تشرك باللّه إن الشرك لظلم عظيم}"؟.

   قولـه تعـالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وَهْنا على وَهْن}. قَرَنَ الله عز وجل وصيته إِياه بأن يعبد اللّه وحده لا شريك له بالبر بالوالدين وذلك كثير في القرآن الكريم كقوله تعالى: {واعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إِحسانا}. والوَهْن التَّعَب والمشَقَّة وقيل الضعف.

   قوله تعالى: {وفصاله في عامين} أي وتَرْبيَتُه وإرضاعه بعد وَضْعه في عامين، والله عز وجل يذكر الوالدة وحَمْلَها وتربيتها وسَهْرَها ليذَكرًّا الولد إحسـانها المتقـدم إليه. ولهـذا قال: {أن أشْكُر لي ولوالديك إليَّ المصير}. أي: إن فعلت ذلك فإني سأجزيك على ذلك أوفر الجزاء.

   قوله تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما}. أي إن حرصا عليك كلَّ الحِرْص على أن تتابعهما على دينهما فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنعك ذلك أن تصاحبهما في الدَنيا معروفاً وأن تُحْسِن إليهما.

   قوله تعالى: {واتَّبِع سبيل من أناب إلي} أي. اتبع سبيل المؤمنين الذين، أنابوا إلى الله {ثم إِلىَّ مَرْجِعكم فأئبئكم بما كنتم تعملون} أي ثم ترجعون إليَّ فأعلمكم بأعمالكم التي عَمِلْتموها في الدنيا وأُجَازِيكم عليها.

   قوله تعالى: {يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها اللّه} أي أن المظْلَمَة أو الخطيئة وإن كانت مثقالَ حَبَّةِ خَرْدَلٍ وكانت مَخْفِيَّةً في صخرة كبيرة أو في السموات أو في الأرض يُحضرها الله عز وجل حين يَضَع الموازين القسط ويجازي عليها - فلا تَغِيب عنه ولا تخفى عليه {إن اللّه لطيف خبير} أي عليم بخَفَـايا الأمـور لطيف العلم فلا تخفَى عليه الأشياء وإن دَقَّت ولَطُفَت {خبير} بِدَبِيب النَّمْلِ في الليل المظلم. فما بالك بغيره؟

   قولـه تعـالى: {يا بُنَىَّ أقم الصلاة} أمرٌ مِنْ لقمان الحكيم لابنه بإقـامة الصلاة وأدائها على الوجه الأكمل {وأْمر بالمعروف واْنه عن المنكر} أي افعل ذلك حسب طاقتك وجهدك وأنت مكلَّف بذلك. {واصبر على ما أصابك} لأن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لابدَّ أن يَنَالَه من الناس أذى فأمره بالصبر، {إن ذلك من عزم الأمور} أي إن الصبر على أَذَى الناس لَمِن الأمور التي لا تأتي إلا بالعزم وقوة التحمل.

   قوله تعالى: {ولا تصَعِّرْ خدك للناس} وهو أي لا تُعْرِض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كَلَّمُوك احتقارًا منك لهم واستكبارًا عليهم ولكن كُنْ لَيِّنًا معهم مبسوط الوجه.

   قوله تعالى: {ولا تمشِ في الأرض مَرَحاً} أي لا تمشِ متكبرا جبارا عنيدا لأنك إن فعلت ذلك يُبْغِضْك اللّه. {إِن اللّه لا يحب كل مختال فخور} إِن اللّه لا يحب كل مُخْتال مُعْجَب بنفسه فَخُور على غيره متكبِّر.

   قوله تعالى: {واقصد في مشيك}  أي امش مقتصدا مشياً ليس بالبطيء المتثبِّط ولا بالسريع المُفْرِط، بل عدلا وسطا. قوله تعالى: {واغضض من صوتك} أي لا تبالغ في الكلام ولا ترفع صوتك {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} فهو أقبحَ الأصوات.

   فهذه وصايا نافعةٌ جدا، وهي من قصص القرآن العظيم عن لقمانَ الحكيمِ في تربية الأبناء وإرشاد الآباء إلى ما فيه صلاح الدنيا والآخرة.

ما ترشد إليه الآَيات:

    ترشدنا هذه الآَيات إلى ما يأتي:

1- عدم الإشراك باللّه وإخلاص العبادة له وهي أعظم الوصايا.

2- البرِ بالوالدين والتذكير بفضلهما السابق.

3- التمسكِ بالدين والاستقامة عليه مهما كانت دواعي الهدم ولو أمره والداه بالشرك.

4- الأمرِ باتباع طريق المُنِيبين إلى ربهم التائبين إليه.

5- التَّذكيرِ بأن اللّه لا يخفَى عليه خافية ولا يغيب عنه شيء ولو كان مثقالَ حَبَّةٍ من خَرْدَل.

6- الأمرِ بإقامة الصلاة والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

7- النهي عن التكبر والاختيال.

8- الأمرِ بالاعتدال في المشي وخفض الصوت.

 

المناقشـة:

 
 

1-

أجب عن الأسئلة الآتية:
 

أ- اشتملت الآَيات على وصايا نافعة فلمن هذه الوصايا؟ وممن هي؟ اذكر هذه الوصايا.

 

ب- ما معنى قول اللّه تعلى: {إن الشرك لظلم عظيم} وما نوع اللام في {لظلم}؟

جـ- ما معنى قوله تعالى: {إنها وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما}؟

  د- ما معنى قوله تعالى: {وإنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله}؟ ولماذا حذفت النون من تكن؟ وما حكم هذا الحذف؟ ومتى يكون؟

2-

هـات جمع الكلمات الآتية:
 

سَبِيل – صَخْرة – حِمار - صوت.

3-

هات المضارع والأمر من الأفعال الآتية:

صَبَرَ – قَصدَ – غَضًّ - أنَابَ - أمَرَ - نَهَى.

4-

لماذا جزمت الأفعال: (تُشْرِكْ – تُطِعْهُمَا – تُصَعِّر - تَمْشِ)؟ وما علامة جزم كل منها؟

5-

اذكر ما يستفاد من هذه الآيات.