الدرس الرابع |
|
(التوحيد عقيدتنا) |
|
المدرس: |
علمنا سابقاً أن الإسلام دين التوحيد. |
واليوم نريد أنْ نعرف معنى كلمة ( توحيدٍ )في اللغة العربية - لغة القران والسنة. والمعنى المراد منها شرعاً. وكذلك نريد أن نعرف أنواع التوحيد وفضله على المسلمين. |
|
جابر: |
ما الذي تعنيه كلمة ( توحيد ) في اللغة العربية؟ |
المدرس: |
تعنى كلمة ( توحيد ) في اللغة العربية: الإفراد، وهذا مصدرٌ والفعل الماضي وَحَّد، والمضارعِ يُوحِّد. أي: أفرَد يُفرِد، بمعنى جَعَلَ الشيء وحده فَرداَ. |
أحمد: |
وما الذي تفيده هذه الكلمة شرعاً؟ أعنى كلمة ( توحيد ). |
المدرس: |
الذي تفيده هذه الكلمة شرعاً: (إفراد اللّه تعالى بالأُلوهية والربوبية والأسماء والصفات). وعلى هذا الأساس نريد أن ندرس أنواع التوحيد وهي ثلاثة. توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. |
بلال: |
ما معنى توحيد الرُّبُوبِيَّةِ؟ |
المدرس: |
كلمة الربوبية (في اللغة): نسبة إلى الرب المالك |
والمتصرف بما يملك. وتوحيد الربوبية شرعا هو الاعتراف بأن الله تعالى رب كل شيء وخالق كل شيء. ومالكه ورازقه. وأنه هو الذي يُحي ويُميت، وله الأمر كله وبيده الخير كُلُّه وهو القادر على ما يشاء. ليس له في ذلك شريك. قال اللّه تعالى:{ الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِيْنَ } (الآية الثانية من سورة الفاتحة). ولا يكفى توحيد الربوبية وحده في الوصف بالإسلام إنْ لم يكن معه توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات. |
|
واعلموا أن المشركين اعترفوا بتوحيد الربوبية لكنهم عبدوا مع اللّه آلهة غيره ولم يوحدوا الله تعالى في الألوهية فلم يدخلوا في الإسلام. قال اللّه تعالى: { وَلَئنْ سَألْتَهُم مَنْ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللّه }. (الآية 38 من سورة الزمر). |
|
إبراهيم: |
وما المراد بتوحيد الأُلوهية؟ |
المدرس: |
إن كلمة (ألوهية) لغة مأخوذة من كلمة (إله)، وهو المعبود. ويُقالُ لِتوْحيْدِ الأُلوهية شرعاً: توحيدُ العبادة. وهو العلم والإقرار بأن اللّه تعالى له الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين وهذا العلم يتحقق بالقولِ والاعتقاد والعمل. وبهذا النوع من التوحيد يكون إفراد اللّه بالعبادة |
ونفيها عما سواه. ويجب علينا أن نخلِص الدين كله للّه وحده لا شريك له، لأنه هو المعبود بحق، ثم إن الجن والإنس مأمورون بإفراد العبادة للّه وحده ونفيها عما سواه. قال اللّه تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنس إلا لِيَعْبُدُونِ }. (الآية 56 من سورة الذاريات). ففي هذه الآية بيان للحكْمة من خلْق الجن والإنس، ألا وهي العبادة للّه وحده لا شريك له. وقد أنكر المشركون هذا النوع من التوحيد قال اللّه تعالى- يذكر ما قالوه -: { أجَعَلَ الآلهة إلَهاً واَحِداً إنَّ هَذا لَشَيْء عُجَابٌ } . (الآية 5 من سورة ص). |
|
عبد اللّه: |
عرفنا النوعين: الأولَ والثانيَ من أنواع التوحيد. فما النوع الثالثُ؟ |
المدرس : |
النوع الثالث من أنواع التوحيد: هو توحيد الأسماء والصفات. وهو الإيمان والإقرار بأنَّ اللّه سبحانه وتعالى فرد بالأسماء والصفات التي لا يشبهه فيها أحد. وهذا الإيمان والتصديقُ إنما يتم بإثبات ما أثبْتَهُ الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من جميع الأسماء والصفات ومعانيها وأحْكامها الواردة في الكتاب والسنَّة. مِنْ غيْر نفْيٍ لشيء منها ولا تعطيلٍ ولا تحريفٍ ولا تمثيلٍ. فالله تعالى هو الحي القيُّوم وهو الجبَّار المتكبر، وهو بكل شيء عليمٌ . |
ومقابلَ كلَ هذا يجب علينا نفى كل ما نفاه اللّه تعالى عن نفسه أو نفاه عنه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من نقص أو عيب أو كل ما ينافى كماله سبحانه وتعالى. فاللّه تعالى لا يُعْجِزُه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا يغيب عنه شيء. والله هو الواحد في أسمائه الحُسنى وصفاته العليا. |
|
طارق : |
هل هناك دليل على نفي المثيل للّه تعالى؟ |
المدرس: |
أدلة نفي المثيل أو الشبيه لله تعالى كثيرة. منها: قوله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيء وَهُوَ السمِيْعُ الْبَصِيْرُ } (الآية 11 من سورة الشورى). فمحل النفي قول اللّه تعالى: { ليس كمثله شيء} ومحل الإِثبات قول الله تعالى: { وهو السميع البصير} ومعنى هذا أن اللّه تعالى لا يشبهه أحد من خلقه وتثبت له صفتا السمع والبصر ثبوتاً يليق بعظمته عز وجل. |
محمد : |
ما معنى التمثيل؟ وما معنى التحريف؟ والتعطيل؟ |
المدرس: |
التمثيل يعنى التشبيه بين شيئين، ولا يجوز هذا أن يكون بين اللّه، وبين مَن سِواه لأن اللّه لا يشبهه أحد من خلقه، بل له صفة الكمال، سبحانه وتعالى. أما التحريف: فهو التغيير، وهذا معنى حرَّف يُحرِّفُ، أي: غيَّر يُغيِّرُ. كقولك: حرَّف الولدُ |
الصحيفة، أي غير ما فيها من كتابةٍ . أو قولك: حرف اليهود التوراة فاستحقُّوا غضبَ اللّه عليهم. |
|
وفي الاصطلاح: هو تفسير النصوص بالمعاني الباطلة التي لا تدل عليها. فينحرف المعنى. |
|
ومثال هذا التحريف قولهم (استولى) في كلمة: (اسْتوى) عند قول الله تعالى: { الرَّحمْنُ عَلَى الْعَرْش اسْتَوَى } (الآية 5 من سورة ة طه). إن الصواب أن نفهم كلمة (استوى) على حقيقتها- استواء يليْقُ بعظمة الله سبحانه وتعالى ولا يشبه استواء المخلوقين. |
|
وأما التعطيل فمعناه لغة: التفريغ، وعطَّل الدار أخلاها، وبئرٌ مُعَطَّلَةٌ ، لا يُسقى منها ولا يُنتفع بمائها. |
|
ومعنى التعطيل في الاصطلاح. (نفي للمعنى الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة) وهذا يؤدي إلى عدم إثبات صفات الله تعالى التي جاءت في الكتاب والسنة ونفيها عنه فالمعطِّلة قالوا: إنَّ إثبات المعنى للصفات لله تعالى يُوجب التَّشْبيْه بين الخالق والمخلوقين، لكن قولهم - هذا- باطل، مادامت الصفات ثابتةً بالكتاب والسنة قال اللّه تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَهُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيْر } (الآية 11 من سورة الشورى). |
سالم : |
نحن في نعمة كبيرة بفضل اللّه الذي مَنَّ علينا بالتوحيد، وأطلُبُ من مدرسنا- الآن- أن يُبين لنا كيف يستفيد المسلمون من هذا الدرس. |
|
المدرس: |
عرفتم أنواع التوحيد فإليكم الآن فضله على المسلمين الموحِّدين الذين جعلوا التوحيدَ عقيدتَهم. فبالتوحيد تتم عبادة اللّه وحده لا شريك له، ونبتعد عن الشرك. وبالتوحيد تكون حياة القلوب سعيدةً مُحَقَقةً لمعنى الإخلاص. وبالتوحيد نفوز في الدنيا و الآخرة برضى اللّه سبحانه وتعالى وذلك الفوز العظيم. |
|
(اللغة) |
||
الإيمان: |
التصديق والتسليم وعدم المعارضة، وأيضاً معناه: الإقْرار. |
|
يُنافي: |
يُخالف. يعارض، وعكسه يوافق. |
|
مَنَّ الله علينا: |
تفضل اللّه علينا وأنعم. |
|
نفوز: |
نربح، ونحصل على ما نريد، كقولك: فاز الطالب بالجائزة. |
|
- ا لتدريب - |
|
استعمل هذه الكلمات في جمل مفيدة: |
|
(ينافي- نفوز- الإِيمان). |
|
(المناقشة) |
|
س 1: |
عقيدة المسلمين: التوحيد. فما معنى التوحيد في اللغة وفي الشرع؟ |
س 2: |
اذكر أنه التوحيد الثلاثة واشرحها باختصار. |
س 3: |
لماذا خلق اللّه الجن والإنس؟ وما دليلك؟ |
س 4: |
قال اللّه تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيء وَهُوَ السَّمِيْعُ اْلْبَصِيْر } بيّن محل النفي ومحل الإثبات في هذه الآية، مع بيان معناها. |
س 5: |
هل يكفى توحيد الربوبية للدخول في الإسلام؟ اذكر دليلاً على ما تقول. |
س 6: |
ما الواجب علينا في تحقيق الإيمان بأسماء اللّه تعالى وصفاته؟ |