الدرس التاسع | |
(احترام أسماء اللّه تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك) | |
المدرس : |
وجب على المسلمين احترام أسماء اللّه تعالى وتعظيمها وتكريمها، ومعرفة معانيها الدالة على عظمة اللّه سبحانه وتعالى. |
|
ولقد سبق أن عرفتم- في أنواع التوحيدِ- توحيدَ الأسماء والصفات. فاللّه له الأسماء الحسنى والصفات العليا، وهناك أسماء خاصة باللّه تعالى لا يجوز أن تكون للناس. مثـل: الـرحمن. والحَكَمُ بصيغة الاسْمِ المُفْرَدِ. قال اللّه تعالى: {... وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ اْلْحُسْنَى فادْعُوهُ بِهَا.. }. (الآية 180 من سورة الأعراف) |
عبد الرحمن: |
وهل يكون في المسلمين من يخالف فلا يحترم أسماء اللّه تعالى؟ |
المدرس : |
قد يقع من كثير من المسلمين خطأ عظيم في حق أسماء اللّه تعالى: كأنْ يُسمىِّ أحدهم ولده باسم خاص باللّه تعالى، أو يناديه قومه بكنية لا يعرفون خطرها. |
ياسـر : |
ما معنى الكُنية؟ وما مثال تلك المخالفات في حق أسماء اللّه تعالى؟ |
المدرس: |
معنى الكنية: كل اسم صُدِّر (بِأَبٍ أوْ أُمّ). وقد تكون بالأوصاف، مثل: أبي الفضائل، وقد تكون بالنسبة إلى الأولاد مثل: أبي شريح، وأم أحمد. وتكون بما يلابسه أي: (يصاحبه) مثل: أبي هريرة. وتكون للعلميَّة مثل: أبي بكر. |
|
أما مثال المخالفات في حق أسماء اللّه تعالى، فهو كما يلي: |
|
لقد حصل موقف أمام الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم- فيه درس لكل المسلمين، وهو في الحديث الآتي: |
|
عن أبي شُريْحٍ- هانئ بنْ يزيْدٍ - رضي اللّه عنه- أنه لمَّا وفد إلى رسول اللّه- صلى الله عليه وسلم- مع قومْه سمعهُمْ يُكنُّونهُ بأبي الْحكم. فدعاه رسول اللّه- صلى الله عليه وسلم- فقال: " إنَّ اللّه هُو الْحكمُ وإليْه الْحُكْمُ فلم تُكنىَّ أبا الْحكم؟ فقال: إن قومْي إذا اخْتلفُوا في شيء أتونْي فحكمْتُ بينهم فرضي كلا الْفريْقيْن. فقال رسول اللّه- صلى الله عليه وسلم-: ما أحْسن هذا! فما لك من الْولد؟ قال: ليْ شُريْحٌ ومُسْلمٌ وعبدُ اللّه. قال: فمنْ أكْبرهُمْ؟ قال: قُلْتُ شُريْحٌ ، قال: فأنْت أبو شُريْحٍ ".(رواه الإِمام أبو داود والنسائي). |
مبارك: |
لم غير الرسول صلى الله عليه وسلم كُنية الرجل؟ |
المدرس : |
غير الرسولُ- صلى الله عليه وسلم- كُنية الرجل، احتراما لأسماء اللّه تعالى، ولأنها كنية له باسم خاص باللّه تعالى وهو "الحَكَمُ". |
|
وجـملة (إنَّ اللّه هُو الحَكَم وإليْـه الْحُكْمُ) تؤكـد اختصاص اللّه تعالى بهذا الاسم، فهو سبحانه وتعالى الْحَكَمُ في الدنيا والآخرة. |
أحمـد: |
ما معنى كلمة (الحَكَمِ)؟ |
المدرس: |
الحَكَمُ: هو من إذا حَكَم لا يُردُّ حُكْمُـهُ، وهذا اسم خاص باللّه تعالى- كما قلت لكن الآن- فاللّه هو الحَكَمُ في الدنيا والآخرة. يَحْكُم بين خلقه في الدنيا بوحْيه وعلْمه بهم، وفي الآخرة يحكم بينهم بالحساب بعدْله وفضْله. |
مسـعود: |
وإذا سَمى أحدَ الناس ولده بـ (عبْد الْحَكَم) أيجوز هذا؟ |
المدرس: |
نعم. يجوز أن نقول (عبد الحَكَم)، فهو مثل قولنا (عبد اللّه وعبد الرحمن). |
سليمان: |
قلت لنا قبل يجوز لنا أن نُسمِّى أحد أبنائنا (عبد الحَكَم) و (عبد الرحمن). لكن كيف لو أراد أحد أن يسمى ابنه (عبد الرسول)، أو (عبد النبي)، أو (عبد الكعبة)، أيجوز إطلاق هذا الاسم على أبناء المسلمين؟ |
المدرس: |
كلاّ. لا يجوز لأحد المسلمين أن يتخذ لولده اسم عبدٍ مضافٍ لغير اللّه تعالى. فإن هذه الأسماء تحمل معنى شركيَّاً. ولو حصل لأحدهم مثلُ هذه الكُنْية، وجب عليه أن يُغيرها في أقرب وقت ممكن احتراما لأسماء اللّه تعالى. |
فيصل: |
فكيف بمن سُميِّ بـ (عبد المطلب) قديما؟ وقد قال الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "أنا ابن عبد المطلب"؟ |
المدرس: |
لا يجوز لنا إنشاء اسم جديد يكون فيه العبد مضافاً لغير اللّه تعالى وقد كان اسم (عبد المطلب) في الجاهلية. قال العلماء: إن قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "أنا ابن عبد المطلب" - هذا ليس من باب إنشاء التسمية بذلك، وإنما من باب الإخبـار بالاسم الـذي عُرف به المسمّى دون غيره. والإخبار بمثل ذلك على وجه تعريف المسمَّى لا يَحْرمُ. وهذا هو الفرق بين إنشاء التسمية وبين الإِخبار بذلك عمن هو اسمه (عبد المطلب). ومثله: عبد شمس أو عبد مناف نخبر عنه ولا نُسمِّي به أبناءنا. |
أسامة: |
لقد عرفتُ- بفضل اللّه تعالى- كيف يكون احترام أسماء اللّه تعالى. لكن كيف نغيّر- في هذا الزمن- أسماء بعضنا إن كانت مخالفة للدين الإِسلامي؟ |
المدرس: |
من كان اسمه مخالفا للإِسلام- حقيقة- فعليه أن يختار لنفسه اسما موافقا للدين، ويخبر المجتمع الذي هو فيه بالاسم الإِسلامي الجديد، ويبيّن لهم سبب التغيير، ولا حرج عليه في هذا إن شاء اللّه تعالى، وله أجر عظيم. وعن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إن أحـب أسـمـائكـم إلى اللّه عبـد اللّه عبد الرحمن".(رواه الإمام مسلم). |
|
وختاما لهذا الدرس أذكر لكم بعض فوائده، وهي كما يلي: |
1- يجب علينا احترام أسماء اللّه تعالى. | |
2- من السُّنَّة تغيير الاسم أو الكُنية إن كان ذلك خاصا باللّه تعالى مثل (الحَكَم). | |
3- لا يجوز لنا التسمي بـ (عبدٍ ، مضاف إلى غير اللّه تعالى) مثل: (عبد شمس). (عبد الرسول). | |
4- تكون كنية الرجل بـ (أبٍ ) مضافٍ إلى أكبر أبنائه كأبي شُريح. وأَبي عبد اللّه. | |
| |
(اللغـة) | |
احـترام: |
تكريم وتعظيم. وهو مصدر للفعل احترم. |
وفـد: |
فعل ماض بمعنى جاء. قدم مع وفْـدٍ أي: مع جماعـة مثـلا. كقولك: وفد المسلمون إلى مكة- وَفَدَ الطلاب إِلى الجامعة. |
دعـاه: |
ناداه، أو قال له: أقبل، والمضارع يدعو. |
أتـوني : |
جاءوا إليَّ. والفعل المسند إلى الغائب: (أتى- يأتي). |
لا حرج عليك: |
لا شدة، ولا ضيق عليك، فلا تقعُ بالإثم. كقولك: (لا حرج عليك في قَصْر الصلاة وأنت مُسافر). |
| |
- التدريب - | |
استعمل الكلمات الآتية في جمل مفيدة: | |
(احترام- وَفَـدَ- حكمتُ). | |
| |
(المناقشة) | |
س 1: |
ما الواجب على المسلم نحو أسماء اللّه تعالى؟ |
س 2: |
الصحابي هانئ بن يزيد- رضي اللّه عنه- ما كنيته الأولى؟ وبأي كنية أبدلت؟ وما سبب تغيير كنيته الأولى؟ |
س 3: |
أتحب أن تكون لك كنية؟ اذكرها. |
س 4: |
" إن اللّه هو الحكم وإليه الحُكْم ". من قال هذه العبارة؟ وما معناها؟ |
س 5: |
ماذا كان يفعل هانئ بن يزيد- رضي اللّه عنه- مع قومه؟ |
س 6: |
أيجوز أن نسمي أحد أبنائنا باسم عبدٍ مضافٍ لغير اللّه تعالى. مثل: (عبد النبي، عبد الرسول)؟ ولماذا؟ |
س 7: |
تحـدث باختصار عن: |
|
1- احترام أسماء اللّه تعالى. وتغيير الاسم لأجل ذلك. |
2- معنى الكنية وبعض أمثلتها. |