الدرس الأول

 
 

(الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه)

 
 

المدرس :

السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.

الطلاب :

وعليكم السلام ورحمة اللّه وبركاته.

المدرس :

لقد عرفنا- فيما مضى- الشهادتين، فمن يذكرهما؟

ياسـر: الشهادتان هما قول المسلم: "أشهد أن لا إله إلَّا اللّه، وأشهد أن محمداً رسول اللّه".

المدرس :

إن اللّه تعالى أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأن يدعو الناس إلى الإِسلام دعوة واضحة، ويبين لهم أن طريقه وسنته- هو ومَن اتَّبعه- الدعوة إلى اللّه وحده لا شريك له، وأنه في ذلك على علم وبرهان، وأنه يُنَزِّهُ اللّه ويُعَظِّمُهُ عن أن يكون له شريك في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وأنه بريء من المشركين وشركهم.

مبـارك:

نريد آيةً فيها المعاني التي قلت لنا الآن في شأن الدعاء إلى اللّه تعالى.

المدرس :

في الدعوة إلى اللّه، قال اللّه تعالى: { قُلْ هَذهِ سَبِيْلي ادْعُوا إلى اللّه عَلَى بَصِيْرَةٍ أنَاْ وَمَن اتَّبعَنَي وَسُبْحَن اللّه وما أنَاْ مِنْ الْمُشْرِكِيْنَ }   (الأية 158 من سورة يوسف)

عبد الرحمن:

ما معنى سبيلي؟ وما معنى على بَصيرة؟

المدرس :

معنى سبيلي: طريقي، وسنتي، ومعنى على بصيرة: على بَيِّنة من الأمر وعلى علم.

محمـد :

يقول المسلم: ( سُبْحَانَ اللّه ) في أوقات كثيرة. فما المراد بهذا القول؟

المدرس :

إن قول المسلم: ( سُبحان اللّه ) تعبير فيه تعظيم للّه تعالى. فكلمة ( سُبْحَانَ ): اسم مصدر، ومعناها: أُسَبِّحُ اللّه تَسبيحاً. فأُنَزِّهُ اللّه و أقَدِّسُهُ عن أن يكون له شريك.

يونس :

أريد أن أدعوَ الناس إلى اللّه. فما الذي عَلىَّ عمله؟

المدرس :

جزاك اللّه خيرا. هذا شعور ممتاز نحو الدعوة إلى اللّه. عليك يا يونس، بل علينا جميعا أن نكون- أولا وقبل كل شيء- على بصيرة، أي: على بيّنة من الأمر الذي ندعو الناسَ إليه، فيعرف كلٌ مِنَّا أركانَ الإسلام الخمسة، وكيف يطبقها بإحسان، بالإضافة إلى أركان الإيمان الستة التي درستهـا سابقاً، ثم تستعين باللّه وتدعو الناسَ بالحكمة والموعظة الحسنة للدخول في دين اللّه.

فيصل :

رأيت رجلا على غير دين الإسلام. فبأي شيء أبدأ معه دعوتي؟

المدرس:

تبدأ دعوتك له بالشهادتين، ثم تبين له معنى: (أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمداً رسول اللّه).

أحمـد :

هل بَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين طريقة دعوتهم إلى اللّه سبحانه وتعالى؟

المدرس:

نعم. لقد بَيَّن لنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كيف ندعو الناس إلى الإِسلام. وإليكم الحديث الآَتي: عن ابن عباس- رضي اللّه عنهما- أن معاذا رضي اللّه عنه- قال: بعثني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّكَ تَأْتيْ قوْماً مِنْ أهلِ الكتاب فادْعهُمْ إلى شهادَةِ أنْ لا إله إلاّ اللّه وأنّي رَسولُ اللّه.َ فإنْ هُم أطَاعُوا لذَلِكَ، فأَعْلِمْهُم أنَّ اللّه افْترضَ عَليهمْ خَمْسَ صَلوَاتٍ فيْ كُلِّ يَوْمٍ وليلةٍ ، فإن هُمْ أطاعُوا لِذَلِكَ فأعْلِمْهُم أنَّ اللّه افْترَضَ عَلَيْهمْ صدَقَةً تُؤخذُ مِنْ أغنِيائِهمْ فَتُردُّ في فُقرائِهمْ. فإنْ هُمْ أطاعُوا لذَلِك فإِيَّاك وَ كَرائِم أمْوَالِهمْ. واتَّق دعْوَة الْمظْلُومِ فإنَّهُ ليْس بيْنَها وبَيْن اللّه حِجاب ". (متفق عليه).

محمـد:

هل هناك دليل على أن الإِسلام واجب على الناس جميعاً؟

المدرس:

نعم. إن الدليل على وجوب الإسلام على الناس أجمعين هو قول اللّه تعالى: { قُلْ يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنّي رَسُولُ اللّه إلَيْكُمْ جَمِيعاً.. } (الآية 158 من سورة الأعراف)

عبد الرحمن:

إلى أين ذهب معاذ بن جبل- رضي اللّه عنه- بالدعوة إلى اللّه؟

المدرس :

لقد أرسل النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- معاذَ بن جبلٍ- رضي اللّه عنه- إلى اليمن يدعو إلى اللّه سنة عشرٍ من الهجرة.

مسـعود :

جاء في الحديث ذِكر أهل الكتاب. فمن هم أهل الكتاب؟

المدرس :

أهل الكتاب: اليهود والنصارى، الذين آتاهم اللّه تعالى التوراة والإنجيل، ثم أخذ عليها العهد بالدخول في الإِسلام، إذا جاءهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وَتَرْكِ ما هم عليه من الأديان التي حصل فيها التَّحريف بالزيادة والنقص، فأسلم بعض أهل الكتاب وكفر كثير منهم، فلا حُجَّة لها إذ ذاك لأن النداء وصلهم، والتبليغُ بالإسلام حصل وما بقى لهم إلا أن يُطيعوا مَن دعاهم إلى الإسلام استجابةً لأمر اللّه تعالى قال اللّه تعالى: { قُلْ يَأَهْلَ الكِتَاب تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ سواء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم أَلاّ نَعْبُدَ إِلاّ اللّه وَلاَ نُشْرِكَ بهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاَ أَرْبَاباً مِن دُونِ اللّه فَإِن تَوَلَّوْا فًقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }.(الآية 64 من سورة آل عمران).

سليمان :

إذا أقرَّ أحدُ الناس بالشهادتين. فبماذا نأمره؟

المدرس :

كما تقدم في حديث معاذ- رضي اللّه عنه-: نخبره بأن اللّه كتب على المسلمين خمسَ صلواتٍ في كُل يومِ وليلة، وزكـاةً تُؤخذ من أغنيائهم فَتُرَدُّ في فُقرائهم، و بالإضافة إلى هذه الأركـان الثلاثة التي جاءت في حديث معاذ - رضي اللّه عنه- نأمره بالصيام والحج اللذَيْنِ ذُكِرا في نصوصٍ أخرى من الكتاب والسنة، لأن الإسلام بُني على خمسة أركان.

فيصل :

قال الرسول- صلى الله عليه وسلم -: " فإيّاكَ وَكَرَائمَ أمْوَالهم ". فما معنى هذه العبارة؟

المدرس :

هذه وصية من المصطفى- صلى الله عليه وسلم- لمعاذ- رضي اللّه عنه- وهي عامة للمسلمين جميعا، وخصوصا من تولَّى أمر الأموال. وجملةُ: " إيّاكَ و الشيء " تعني: احذره. فهذا أسلوبُ تحذير. وكرائمُ الأموالِ: الجيِّدةُ منها، بل أفضلها. وهذا جمع لكلمة " كريمةٍ ". ونفهم من هذا التحذير، أن جامع الزكاة لا يبتدئ بأخذ أجود الأموال عند جمع الزكاة لكنْ إنْ تطوّع أحد الناس بذلك فلا بأس عليه حينئذ بأخذها.

عيسـى:

كم مرة في السنة تجب الزكاة في عامة الأموال؟

المدرس :

تجب الزكاة في عامة الأموال: إذا حَال عليها الحَوْلُ. أي: مرَّةً واحدةً في السَّنَة، وبَلغَتْ نِصَاباً. أي: مقداراً معلوماً. وبيانه في كتب الفقه.

عمـر :

ما المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " وَ اتّق دعْوَةَ الْمَظْلُوْم "؟

المدرس :

المراد بهذا القول: التحذير من الظلم. فكلمةَ (اتَّقِ) فعل أمر، وماضيه (اتّقى) والمعنى: احذر عاقبة الظلم، لأن المظلوم سوف يدعو اللّه على الظالم فيجيبه اللّه، إذْ لا مانـعَ ولا حاجزَ يحُوْلُ بين دعوة المظلوم وبين اللّه رب العالمين سبحانه وتعالى.

 

     والآن أريد أن تذكروا لي بعض فوائد هذا الدرس.

مصطفى :

لقد استفدنا- بفضل اللّه تعالى- من هذا الدرس عدّة فوائد منها:

  1- يجب على المسلم أن يدعوَ الناس إلى توحيد اللّه على بصيرةٍ .

 

2- تكون الدعوة الإسلامية على مراحل، ابتداء بشهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه.

 

3- الإسلام دين يحذر من الظلم.

 

4- أن أهـل الكتاب عليهم أن يدخلوا في الإسلام، ويؤمنوا به قولاً واعتقاداً وعملاً. فهو دين اللّه إلى الناس جميعاً.

 

5- وعلى الداعي أن يبتعد عن الشرك، وأن يَتَبَرَّأ من المشركين لأنهم أعداء اللّه سبحانه وتعالى.
 

(اللغـة)

الدعاء :

النداء، وهو الدعوة أيضاً. ومنه الفعل: دعا يدعو.

بُرهان :

دليل يؤكد ويشهد لِما يقوله القائل من خبر.

افتَرَض:

كتب/ أمر/ أوجب. كقولك: (افترض اللّه الزكاة على الأغنياء).

حِجاب:

مانِع/ حاجِز/ ساتِر. كقولك: (لا حِجابَ بين اللّه ودعوة المظلوم). أي: لا شيء يمنعها من الوصول إلى اللّه.

 

- التدريب-

 
 

استعمل هذه الكلمات في جمل مفيدة:

     (ا لدعـاء - برهـان- حجـاب).

 

(المناقشة)

 
 

س 1:

قال اللّه تعالى: { قُلْ هَذِهِ سَبيلِي أَدْعُواْ إِلَى اللّه عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّه وَمَا أَنَاْ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ } (الآية 108 من سوره يوسف).

 

أ- مَن المخاطب بهذه الآية؟

 

ب- بين معنى: (سَبيلي/ على بَصيرة/ اتَّبعني/ سُبحان اللّه)

 

جـ- ما الذي يفيده قول اللّه تعالى: {وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ }؟

س 2:

ما أول أمر ندعو إليْه الناس من غير المسلمين ليدخلوا في الإسلام؟

س 3:

إلى أين ذهب معاذ به جبل- رضي اللّه عنه- للدعوة إلى اللّه؟ ومن أمره بذلك؟ ومتى ذهب؟

س 4:

مَن أهل الكتاب؟ وهل يجب عليهم الدخول في الإِسلام؟ اذكر الدليل على قولك.